تحليلات سياسيةسلايد

بعد انتقادات برقة.. مصير حكومة ليبيا والانتخابات مهدد

بدأت بوادر انشقاق معلن داخل الحكومة الليبية، على خلفية انتقادات حادّة وجهها نائب رئيس الحكومة الليبية، حسين القطراني، إلى رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، اتهمه فيها بالاستحواذ على السلطة والتعدي على صلاحيات الوزراء والتفرد بالقرارات، في خطوة قد تهدد خارطة الطريق الأممية التي تنتهي بإجراء انتخابات عامة نهاية العام الجاري.

جاء ذلك في اجتماع طارئ بمدينة بنغازي، حضره إلى جانب القطراني، وزراء ووكلاء الحكومة في إقليم برقة، وعمداء البلديات.

وتضاف هذه الاتهامات إلى الانتقادات التي تواجهها حكومة الدبيبة بفشلها في تنفيذ المشاريع التي تعهدت بحلّها، على رأسها تحسين الخدمات العامة لليبيين، وتوحيد المؤسسات وتنظيم الانتخابات، وإهدار المال العام، وهو ما دفع البرلمان إلى سحب الثقة منها، الشهر الماضي.

احتجاج متوقع

تعليقا على تلك التطورات، قال المحلل السياسي فرج فركاش، إن احتجاج نائب رئيس الحكومة ووزراء إقليم برقة كان متوقعا، لاسيما بعد أن أصبح الدبيبة يسيطر على سلطة القرار داخل الحكومة وبعدما سحب صلاحيات وكلاء الوزراء وسط أنباء عن نقله مكاتب دواوين الحكومة من مدينة بنغازي إلى العاصمة طرابلس، مضيفا أن “هؤلاء شعروا وكأنهم صورة وديكور في الحكومة”.

وتابع موضحا لـ”العربية.نت” أن الدبيبة تأخر كذلك في دفع مرتبات منتسبي الجيش وموظفي مطارات في الشرق على غرار بنينا ببنغازي، متوقعا أن تكون الخطوة التصعيدية القادمة في حالة استمر رئيس الحكومة على نفس النهج، انسحاب وزراء إقليم برقة من الحكومة.

إلا أنه استبعد أن يتم تشكيل حكومة موازية في الشرق في الوقت الحالي، نظرا للضغوط الدولية التي تدفع باتجاه إجراء الانتخابات في موعدها.

عراقيل أمام الانتخابات

إلى ذلك، اعتبر أن التوتر الحاصل داخل الحكومة وإصدار البرلمان قوانين انتخابية قابلة للطعون وعدم تحديده موعدا لإجراء الانتخابات البرلمانية، كلها مؤشرات غير جيّدة في طريق الاستحقاق الانتخابي، مستبعدا أن يتم إجراؤها في موعدها.

من جانبه، اعتبر رئيس حزب التجديد سليمان البيوضي، أن البيان الذي أصدره اليوم القطراني، رسم بوضوح خارطة الطريق البديلة عن الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر المقبل، داعيا الليبيين بكل قواهم السياسية والاجتماعية إلى الاصطفاف ودعم خيارات المسار السلمي والذهاب لصناديق الاقتراع من أجل حماية المستقبل.

امتحان سياسي صعب

كما أضاف أن الدبيبة اليوم أمام امتحان سياسي صعب، معبرا عن أمله في ألا يذهب لخيار الهروب للأمام وممارسة الشعبوية من خلال التسويق الدعائي الممول، كبديل عن التسوية العادلة.

بدروه، رأى المحلل السياسي جمال شلوف في تصريح لـ”العربية.نت” أن بيان القطراني مؤشر واضح لما قد يحصل لو نجحت مساعي الدبيبة والتيار الذي تخندق معه في صنع أي سيناريو لتأجيل الانتخابات في ديسمبر المقبل، وهو عودة الانقسام السياسي بكل ما يترتب عليه من عودة الحلول الأمنية.

يذكر أن المجتمع الدولي يعلق آماله على إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية وفق خارطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة، من أجل إنهاء حال الفوضى التي غرقت فيها البلاد منذ العام 2011، بعد الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي.

العربية.نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى