تحليلات سياسيةسلايد

بعد انزلاق تفاهمات العقبة – شرم الشيخ.. “سوابق خطيرة للغاية” تضع الأردن أمام “خيار صعب”…

وضعت سلسلة من الخطوات الاستفزازية الإسرائيلية الجديدة الحكومة الأردنية أمام خيارات صعبة للغاية خصوصا وأن المؤسسات الرسمية الأردنية وردا على الاستفزازات الإسرائيلية الأخيرة التي تختبر منذ يومين صبر الوصاية الأردنية الهاشمية قد تلجأ إلى استخدام أوراق دبلوماسية ضاغطة من الصنف الذي كانت السلطات الأردنية تفضل ألا تستخدمه.

ومن بين تلك الخطوات التي تبحث الآن فيما يبدو هي استدعاء السفير الأردني في تل أبيب ثم مطالبة السفير الإسرائيلي في عمان بالمغادرة وهي ورقة ضغط في السياق الدبلوماسي من الصنف الذي تعتبره السلطات الاردنية محرجا.

وينظر له وزير الخارجية أيمن الصفدي باعتباره ليس مبررا وسيقلص هوامش المناورة امام بلاده في المجتمع الدولي لأن هدف الحكومة اليمينية الاسرائيلية في النهاية هو الحرص على تقويض الوصاية الهاشمية و عزل الوصي الأردني عن المجتمع الدولي في سياق إحداث تغييرات بنيوية على الأرض الأردنية أو على أرض الوصاية الأردنية في القدس والمسجد الأقصى.

وعلى هذا الأساس قرئت الخطوات الاسرائيلية الاخيرة باعتبارها سوابق خطيرة جدا أو خطيرة للغاية فلاول مرة يسمح بنيامين نتنياهو وبناء على معلومات السفارة الاردنية في تل أبيب شخصيا لوزيره ايتمار بني غفير  في زيارة المسجد الأقصى مجددا فحراسة أمنية مشددة وهي خطوة تعني بأن حكومة نتنياهو بن غفير بصدد عدم الاعتراف بالوصاية الأردنية الهاشمية على أوقاف الحرم المقدسي الشريف أو على الأقل بصدد تقويض تلك الوصاية.

لكن الخطوة الأكثر استفزازا هي تلك التي دفعت حكومة نتنياهو إلى عقد اجتماع خاص في أنفاق تحت قبة الصخرة والمسجد الأقصى.

وهي سابقة أيضا تُكرّس القناعة بأن حكومة الائتلاف اليميني الإسرائيلي حاليا تريد استثمار المناخ الإقليمي والدولي لحسم هوية القدس وحسم ملف الحرم المقدسي الشريف باتجاه أول لصالح آلية وتكنيك التقاسم الزمان المكاني.

وهي خطوة تعتبر عدائية جدا تجاه الأردن الذي يفقد مع مرور الوقت وفي ظل انزلاق التفاهمات التي حصلت في قمتي عمان وشرم الشيخ الخيارات الممكنة ذات التأثير الحقيقي على الأرض.

الوضع رسميّاً مُحرج وعلى مُستوى الشارع الأردني ثمة تحفز و استعداد للعودة إلى المسيرات الصاخبة التي تطالب بحماية القدس والخيارات وهوامشها تضيق أمام صانع القرار الأردني واستخدام ورقة استدعاء سفير الأردن ومغادرة السفير الإسرائيلي يعني أيضا عدم وجود ما يُمكن فعله لاحقا إذا ما تمسّكت حكومة اليمين الإسرائيلي بسوابقها الحالية.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى