بعد ليبيا… تركيا تجهّز مسلّحين للقتال في أذربيجان
بينما نجحت الدورية الروسية – التركية المشتركة الثالثة والعشرون، للمرة الأولى، في قطع كامل المسار المخطط لها، وصولاً إلى ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، تتابع أنقرة، بالتوازي مع حراكها في إدلب، مسار استغلال مسلحي الفصائل الموالية لها، إذ تحدثت معلومات جديدة عن نقل مزيد من المسلحين للقتال في ليبيا، بالإضافة الى تجهيز آخرين للقتال في أذربيجان
تتابع أنقرة استغلال تمويلها ودعمها للفصائل المسلحة، وخصوصاً فصائل «الجيش الحر» في الشمال السوري، للاستفادة منهم في معارك خارج الأراضي السورية. وبينما يتباهى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بـ«النجاحات التي حقّقتها تركيا في سوريا وليبيا وشرق المتوسط، ومكافحة الإرهاب»، والتي أظهرت على حد قوله «مهارات جيشها»، فإن معلومات جديدة تحدثت عن تواصل نقل مسلحين من فصائل «الجيش الحر»، نحو الأراضي الليبية، للمشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب «حكومة الوفاق الوطني»، ضد قوات «الجيش الوطني الليبي».
وأفاد «المرصد السوري المعارض» أن «وصول دفعات جديدة إلى ليبيا خلال الأيام القليلة الفائتة، تزامن مع عودة دفعات أخرى نحو الأراضي السورية بعد انتهاء عقودهم هناك». وأضاف «المرصد» أنّ «أعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن ارتفع إلى نحو 16500 من الجنسية السورية من بينهم 350 طفلاً دون سن الـ18، وعاد منهم نحو 5850 إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية، في حين تواصل تركيا جلب المزيد من مسلّحي الفصائل إلى معسكراتها لتدريبهم». ووثَّق «المرصد» مزيداً من القتلى في صفوف الفصائل في ليبيا، لتبلغ حصيلة القتلى «نحو 481 مسلَّحاً».
ولكن الأمر لم يقتصر على هذا الحد، إذ أفادت مواقع كردية، نقلاً عن مصدر من مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، أن مسلحين من فرقة «السلطان مراد ــــ الجيش الحر»، الموالية لتركيا، «يستعدّون للذهاب برفقة مسلحين تركمان إلى أذربيجان للقتال ضد الأرمن» إلى جانب الأذريين. وقال المصدر الذي نقلت عنه المواقع الكردية إن «القوات التركية جهّزت أكثر من 750 مسلحاً من كتائب التركمان وفرقة السلطان مراد في مدينة عفرين لإرسالهم إلى أذربيجان». وتفيد المعلومات بأن تركيا تعرض على كل فرد من المسلحين المنوي نقلهم إلى أذربيجان «مبلغاً مالياً بقيمة 2500 دولار أميركي».
منذ الإعلان عن الاتفاق الذي تم في موسكو، في آذار/ مارس الفائت، بين إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حول وقف إطلاق النار في منطقة إدلب، إثر عمليات عسكرية واسعة تمكّن الجيش السوري فيها من تحقيق إنجازات والسيطرة على الطريق الدولي «M5» وعقدة اتصاله بالطريق الدولي «M4»، تنجح ، للمرة الأولى، دورية روسية – تركية مشتركة في قطع كامل المسافة المتفق عليها. الدورية قطعت المسافة على طريق حلب – اللاذقية الدولي، انطلاقاً من بلدة ترنبة غرب مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وصولاً إلى قرية عين الحور في ريف اللاذقية الشمالي، حيث أكملت الآليات الروسية طريقها وحيدة، بينما عادت القوة التركية.
وقبل يوم من تسيير الدورية، كان الجيش التركي قد أتم انتشاره على طول الطريق، حيث يتوقع حصول أي تهديد. ففي الدورية السابقة، التي كان مقرراً أن تقطع المسافة كاملة أيضاً، جرى تفجير عبوة ناسفة بالدورية، وبالآليات الروسية تحديداً، لتوجيه رسالة تعبّر عن رفض بعض الفصائل لتسيير الدوريات. عبرت الآليات الروسية والتركية هذه المرة بسلام، بعدما شنّت الطائرات الروسية عقب تفجير الدورية الماضية، سلسلة مكثفة من الغارات ضد مواقع الفصائل المتهمة بالوقوف خلف التفجير، وهي فصائل غرفة عمليات «واثبتوا»، التي قاتلتها «هيئة تحرير الشام»، وتمكنت من إضعافها بشكل كبير. وقالت تنسيقيات المسلحين إنّ هذه الدورية «تُعتبر الدورية رقم 22 التي يسيّرها الأتراك والروس على طريق (M4)، وقد أكملت مسارها المحدّد ضمن الاتفاق الروسي – التركي بالكامل، حيث تابعت الآليات الروسية طريقها إلى قرية عين غزال الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري في ريف اللاذقية، فيما عادت الآليات التركية إلى قواعدها العسكرية في ريف إدلب».
ولفتت التنسيقيات إلى أنَّه «سبق تسيير الدورية المشتركة انتشار عناصر من الجيش التركي على الطريق الدولي (M4)، وذلك من أجل تأمين مسير الدورية». ونشرت التنسيقيات صورة قالت إنها «تُظهر كيف أن الآليات الروسية احتمت بالعربات التركية خلال مسيرها على الطريق الدولي خوفاً من تعرضها لأي استهداف أو تفجير».
صحيفة الاخبار اللبنانية