بعيداً عن الشكل التقليدي للمكتبات..”بوكابكيا” و”بوكس بايك” مبادرات لتشجيع القراءة في مصر

ينتشر في مصر عدد من المشروعات والمبادرات الثقافية المستقلة، والتي لم تلق دعماً أو اهتماماً من قبل المسئولين في البلاد، على عكس الاهتمام والإشادة التي يلقاها القائمون على هذه المبادرات من قبل المواطنين العاديين عرفاناً وتقديراً لمجهوداتهم في نشر الثقافة.
وطبقاً للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري، أن عدد دور المكتبات العامة والمتخصصة في مصر بلغ 11154 مكتبة العام 2015، لكن في هذا التقرير سنتناول أبرز المبادرات الشبابية المتخصصة بمجال قراءة الكتب.

بوكس بايك.. دراجة الكتب المتنقلة
بعيداً عن الشكل التقليدي للمكتبات في مصر، قرر شاب وفتاة إنشاء مكتبة على طريقتهم الخاصة بعيداً على أن تكون مكتبة متنقلة تجوب ضواحي القاهرة، وتقصد نوعاً جديداً من محبي القراءة وهم الأطفال.

فعلى دراجة هوائية ذات ثلاث عجلات محملة بمجموعة من الكتب المتنوعة تجوب الشابة المصرية هدير منصور كل يوم لبيع الكتب برفقة زميلها محمد بدر.
أنشأ محمد وهدير مشروعاً أسمياه “بوكس بايك” أو دراجة الكتب، المشروع يهدف إلى تشجيع الشباب على القراءة وجعل الكتب أقرب إلى قرائها وخاصة الأطفال منهم على حد قولهما، ويقدم المشروع خدمة جديدة وهي توصيل الكتب إلى المنازل.
تقول هدير”فكرنا أن نقدم نوعاً مختلفاً من المكتبات ونكسر الحاجز بيننا وبين القراء، فنذهب إليهم بدلاً من أن يأتوا هم إلينا”.

تقول هدير “فكرنا أن يكون الشكل جاذباً للأطفال في المقام الأول، وأن يكون كاشفاً للكتب ويريح الأطفال وميتعبش في البحث عن الكتاب اللي هما عايزينه، وفي نفس الوقت يمكننا من التحرك بسهولة”.
تلقى “بوكس بايك” استحسان المارة وتجذبهم لاكتشاف، فيعرب البعض عن إعجاب بوجود الفكرة فيما يندهش آخرون كون القائم على المشروع فتاة.

تساند دور النشر الخاصة المشروع فيما لم يلق أي دعم أو اهتمام من المسئولين داخل الدولة، فتؤكد منصور وشريكها على أن المشروع ذاتي التمويل، وأنه لم يتم تقديم الدعم لهما من أي من الجهات المعنية، وأنهما يأملان في تلقي الدعم من ناشري الكتب في الفترة المقبلة.

“روايات الشباب” أول مكتبة عامة في ساحة منزل
فى ضاحية باكوس الشعبية بمحافظة الإسكندرية شمال مصر، مبادرة أخرى لقيت استحسان قطاع كبير من الشباب، وهي مكتبة “روايات الشباب” والتي تحولت مؤخراً إلى مكتبة “بيت الكتب”.

قبل ستة عشر عاماً من اليوم افتتح الشاب محمد قطب (37 عاماً) مكتبته الخاصة في محل تجاري لم تتعد مساحته 16 متراً، وأطلق عليها اسم “روايات الشباب”.
يقول محمد، البداية كانت عندما كنت طفلاً (عشر سنوات) كنت أبدل الكتب مع الجيران ومحبي الروايات فكنت أنصب طاولة في مدخل منزلنا في باكوس وأفرش عليها روايات للتبادل بيني وبين جيراني.

يضيف، بدأ الأمر في التطور والكتب في الزيادة فأخذت محلاً تجارياً، كان المشروع هو أن تكون المكتبة غير هادفة للربح وإنما كان الهدف هو التثقيف، كان نشاط المكتبة الاستعارة فيقوم رواد المكتبة باستعارة الكتب على غرار المكتبات العامة ولكن بمقابل بسيط من المال هو قيمة الاشتراك.
الجديد في مكتبة قطب أنه تقدم قطب خاصماً قدره 15% على الكتب وأيضاً خدمة التوصيل إلى المنازل عبر طلب المكتب بواسطة الهاتف أو الإنترنت.
يقول قطب، كان لدي 800 شخص مشترك في المكتبة، ووصل عدد الكتب في المكتبة إلى 8 آلاف كتاب، وبعد أن زاد الطلب على المكتبة قررنا أن ننقل مقر المكتب إلى منطقة “جليم” وتم تغيير اسم المكتبة لتحمل اسم “بيت الكتب”.

تضم المكتبة الجديدة 90 ألف كتاب تقريباً، وتقام فيها الأمسيات الثقافية وحفلات توقيع الكتب أيضاً.
تلقى خدمات مكتبة “روايات الشباب” كما يفضل قاصدها أن يسميها باسمها القديم استحسانَ قاطني محافظة الإسكندرية. الغالبية العظمى من خريجي جامعة الإسكندرية يعرفونها والجميع يعرف جيداً صاحبها.

“بوكابكيا”.. أول موقع لإعارة الكتب
بوكابكيا” هو موقع جديد يقدم لزائريه خدمة استعارة الكتب، ويقوم الموقع على التبرع بالكتب القديمة التي لم تعد بحاجة إليها، مقابل الحصول على قيمة نقدية افتراضية عبر الموقع يطلق عليها “الإكس بي” هي العملة الرسمية للموقع، تمكنك من شراء الكتب الأخرى عبر الموقع وتصلك الى المنزل.

يقول القائمون على الموقع “الفكرة جاءت للحد من معاناة الحصول على الكتب بسبب ارتفاع أسعارها وانخفاض مستوى الدخل وأيضاً صعوبة الاستعارة، فلا توجد الكثير من المكتبات العامة التي تستطيع الاستعارة منها بسهولة”.
وصل عدد الكتب المتبرع بها حتى الآن بالموقع 2100 كتاب، فيما وصل عدد المتابعين للموقع عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى 5 آلاف شخص.

أما عن آليات عمل الموقع فهي، أن يقوم الشخص الراغب في الاستعارة بإنشاء حساب عبر الموقع ويحدد الكتب التي يرغب في تبديلها، ومن ثم عمل طلب تبرع للموقع، ويقوم أحد القائمين على الموقع بالتواصل مع الشخص وأخذ الكتب وقبل مرور 24 ساعة بعد استلام الكتب تتم إضافة رصيد من عملات الموقع إلى الحساب ومن ثم يمكنك شراء أي كتاب قام بالتبرع به شخص آخر.

وعن اسم المبادرة “بوكابكيا” فقد اتخذ القائمون على الموقع هذا الاسم من كلمة روبابيكيا في العامية المصرية وتعني تجارة الأشياء المستعملة والمستغنى عنها بصفة عامة.

هاف بوست عربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى