بلاد العرب .. أحزاني ..!!

منذ أكثر من خمسة عشر عاماً .. جاءتني دعوة لحضور ورشة تدريبية في بيروت مع شركتي التي كنت أعمل بها آنذاك ..

جهزت نفسي وحقيبتي وأوراقي المطلوبة لمغادرة الحدود، وأنا أشعر بسعادة بالغة كوني سأتمكن أخيرا من زيارة لبنان ، البلد الذي طالما حلمت بزيارته علماً أنه البلد التوأم الشقيق .!! هكذا علمونا وربونا وغنينا “سوا ربينا .. !!”

وصلت إلى الحدود السورية اللبنانية وأنا أحلم بما بعد الحدود .. ليعيدني صوت أحد العناصر الى ما وراء الشمس .. !! وهو يخبرني أنه ممنوع علي العبور لأنني فلسطينية وبحاجة لموافقات أمنية ..!!

فتشت بالأوراق وشعرت بالذل وقهرني العار ..فأنا مجرد مواطنة فلسطينية عربية .. وأنت تعاملني كارهابية .. وتتغنى في قنواتك بالقضية الفلسطينية وتجمع التبرعات للشعب الفلسطيني .. وتحارب اسرائيل في الأخبار لأنها اغتصبت فلسطين وقتلت الفلسطينيين وشردتهم .. وتصرخ مطالباً بحقوقهم وأرضهم المسلوبة … وأنا أقف هنا على حدودك أحاول العبور لدولة عربية وأنظر في عينيك .. أغني في قلبي أين أنت وأين أنا وأين بلاد العرب أوطاني وأين القضية ..؟؟ حاولت .. ولكنني وقفت على الطرف الآخر من الحدود في طريق العودة .. وفي عيوني دمع وفي قلبي قهر .. وأنا أودع رفاقي وهم يعبرون الحدود وفي نظراتهم شفقة تقتلني وعلى شفاههم أغان وطنية … !!

فكوني ولدت وترعرعت وتشربت العروبة والقومية وبلاد العرب أوطاني في سورية ..لم يغفر لي أن أصولي فلسطينية وأحمل هوية إقامة مؤقتة سورية .. لذلك كانت زيارة إحدى الدول العربية ولو الشقيقة واللصيقة، هي حلم بعيد المنال وكلفة عالية …معجونة بالذل والمهانة والضغوطات النفسية .. فمهما ادعت هذه الدول أنها حاملة هم الفلسطيني ووجع القضية الفلسطينية .. وذاعتها .. وتغنت بالعروبة وفلسطين على قنوات الأخبار .. وحملتها على يافطات المزاودات ولافتات الاعلانات المكلفة ..!!

ذكرت هذه الحادثة اليوم ، ولو بعد مرور خمسة عشر عاماً ، لأنها البارحة تكررت نفسها مع أخي الذي ما زال حاملا الهوية الفلسطينية … وعلى نفس الحدود العربية ، وأنا رغم أني حصلت على الهوية السورية من زوجي .. وقفت قرب أخي أندب العرب والعروبة والهويات العربية .. وأنظر بحرقة على هويتي السورية التي أصبحت كما الفلسطينية والعراقية … ..

وأفكر كيف يقف الأجنبي على الحدود قربنا وهم نفسهم من يعاملونا نحن العرب بذل … يضربون للأجنبي التحية ، ويبجلونه كأنه من كوكب الأحلام ، ونحن من قاع البشرية ..

وأنا أحلم بجنسية … تمحي عن جبيني العار .. وأغني مع أخي وأهلي وشعبي …

بلاد العرب … أوجاعي وأحزاني ..!!!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى