بلاد العرب أوطاني
أول ما بدأت بالعمل منذ ١٤ عام ..كان لدي تدريب عمل في لبنان .. وطلبوا مني من بين الأوراق الثبوتية احضار موافقة أمنية وأذن دخول إلى لبنان .. لأستطيع قطع الحدود السورية اللبنانية بحكم كوني فلسطينية سورية .
أحضرت الورقة وكلي أمل بالوصول الى لبنان ذلك البلد الذي كان بمثابة حلم أمام الفلسطينيين السوريين بسبب صعوبات الاجراءات الأمنية للسماح بقطع الحدود. ركبت السيارة مع رفاقي بالعمل.. ووصلت الى الحدود السورية اللبنانية فقال لي ضابط الأمن لايمكنك الدخول الى لبنان لنقص في الأوراق .. عودي الى سوريا .. !!
نظرت إليه بشيء من الدهشة والانزعاج .. وقلت له هذه الأوراق المطلوبة كلها فلم لا ؟؟
فأجاب: هناك توقيع ناقص .. عليك العودة ..
ولكنني بزيارة عمل وهاك كل الثبوتيات ودعوة العمل وحجز الفندق !!!
فرفض وأصر علي العودة لأنه لن يسمح بدخولي كوني فلسطينية ما لم أحصل على التوقيع الناقص .. !!!
بلعت غضبي وحنقي وقطعت الحدود إلى الطرف المعاكس باتجاه العودة إلى دمشق وأنا أشعر بالإهانة والذل .. ورفاقي في السيارة مكملين رحلتهم الى لبنان ونظرات الشفقة في عيونهم …وأنا بانتظار سيارة تتحنن علي وترجعني معها الى سوريا ..
حرقتني دموعي التي لم تنهمر ..
لأول مرة أشعر بالذل والاهانة .. وقلت لنفسي ..((طلعت ارهابية ومالي خبر … !!! على أساس أمة عربية واحدة .. وفلسطين الحبيبة قضيتنا .. والقدس وجهتنا .. لبيك يا فلسطين .. وبلاد العرب أوطاني .. !!
تكررت معي القصة أيضا بالأردن ..!!
شعرت بالقرف والقهر .. !!
المهم أن يجعلوك تشعر بالذل لمجرد أنك فلسطيني .. وحكامهم على شاشات التلفاز وفي المؤتمرات همهم فلسطين ووضع الشعب الفلسطيني ..!!!! وفهمت مع الوقت أن القضية هي للتجارة وأخد مكاسب مادية على حساب الشعب ..وباسم ألمه ووجعه..
تاجروا فينا كثيراً .. وقبضوا باسمنا كثيراً .. وهم في الحقيقة أهانونا وذلونا كثيراً …ولا أحد منهم يريد إنهاء القصة .. لأنها باب رزق كبير لهم ..يدفع ثمنها المواطن المعتر والفقير ..
واليوم، مع كل الأسف، يعيش السوريون نفس التجربة … !!
لعن الله الحرب .. تشعر فيها بالظلم والذل .. والقهر والتعتير .. !! والقصة تتكرر …وتتكرر
وبلاد العرب أوطاني … !!!!!