تحليلات سياسيةسلايد

بلدية غزة: نعمل على إعادة الأمل للفلسطينيين

منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار وطواقم بلدية غزة لم تتوقف عن العمل، مواصلةً جهودها في فتح الشوارع الرئيسية وإزالة بعض الركام عنها، رغم الصعوبات والتحديات التي خلقها العدوان الإسرائيلي على مدار عامين من الإبادة.

دمار هائل في غزة

يؤكد المتحدث باسم بلدية غزة، عاصم النبيه، لـ«الأخبار»، أن البلدية شرعت منذ اللحظات الأولى لوقف إطلاق النار في تجريف الركام وفتح الطرقات الرئيسية في محاولة منها لإعادة الأمل للفلسطينيين بعد ما يزيد على 770 يوماً من القصف والتدمير لكل ما هو فلسطيني.

ويضيف النبيه «لا يمكن وصف الدمار الهائل الذي خلّفته قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة، خاصةً بعد استخدامه لنوعٍ جديدٍ من الأسلحة في الأسابيع الماضية، مثل المدرعات المفخخة التي كانت تحدث دماراً كبيراً ليس فقط في المنازل والمساكن، بل حتى في البنى التحتية والمرافق الحيوية كالطرق والشوارع وآبار المياه ومضخات الصرف الصحي وشبكات الأمطار وغير ذلك من هذه المرافق».

ويشكل حجم الدمار الذي خلّفه جيش الاحتلال في البنية التحتية لقطاع غزة ما نسبته 90%، والذي يشكل تحدياً كبيراً للبلديات المحلية في ظل ضعف الإمكانات وتدمير الاحتلال للمقدرات الخاصة بها.

تدمير مقدرات البلديات

يوضح النبيه أن طواقم بلدية غزة يكافحون لتقديم ما يستطيعون من خدمات لتسهيل وصول المواطنين إلى مناطق سكنهم والتخفيف من معاناتهم، مستدركاً بأن «تحديات هائلة تواجه عمل البلدية في ظل نقص الإمكانات وتدمير المعدات على مدار عامين كاملين».

ويلفت إلى أن بلدية غزة ومقدراتها تعرضت لأضرار كبيرة جداً، فأكثر من 85% من إجمالي الآليات الثقيلة والمتوسطة دمرت إما بشكل كلي أو جزئي، وكذلك مقرات وموارد ومخازن ومواد ومعدات صيانة تعرضت لأضرار كبيرة، ما يزيد من صعوبة الاستمرار في تقديم الخدمات للمواطنين.

ويواجه قطاع غزة شحاً حاداً في توافر الآليات الثقيلة لرفع الركام، ما يعرقل عملية إزالة 70 مليون طن من الحطام الذي تراكم على مدى عامَي الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي.

خطط إنقاذ طارئة

ويشير النبيه إلى أن بلدية غزة وضعت خطط إنقاذ وتشغيل تفصيلية مقسمة إلى ثلاث مراحل، موضحاً أن المرحلة الأولى تتمثل في تواصل العمل بخطة الطوارئ، ليتم فيما بعد الانتقال إلى مرحلة التعافي المبكر ثم المرحلة الثالثة ألا وهي التحضير لمرحلة الإعمار.

وفي تفصيل لمرحلة الطوارئ وخطتها، يقول «هناك أربع أولويات للعمل في الوقت الحالي، الأولى والقصوى هي المياه، التي تُعتبر عصب الحياة ولا يمكن للنازحين العدوة إلى مناطقهم ما لم تصل المياه إليها». ويشير النبيه إلى أن المراحل الثلاث اللاحقة تتمثل في: إعادة فتح الشوارع الفرعية المغلقة بفعل القصف الإسرائيلي، ثم جمع وترحيل النفايات من مدينة غزة، ومعالجة خطوط الصرف الصحي.

وينوه إلى أن خطة العمل تشمل جلّ المناطق التي انسحبت منها قوات الاحتلال الإسرائيلي مع صعوبة الوصول إلى المناطق الشرقية «لأن جزءاً كبيراً منها لا يزال تحت سيطرة قوات الاحتلال».

وعلى مدار عامَي الإبادة، دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي 725 بئر ماءٍ مركزياً و134 مشروعاً للمياه العذبة، وأكثر من 700,000 متر طولي شبكات مياه، وما يزيد على 700,000 متر طولي شبكات صرف صحي، وأكثر من 3 ملايين متر طولي من شبكات الطرق.

احتياجات عاجلة

ويبيّن المتحدث باسم بلدية غزة أن إدارة البلدية أعدّت قائمة بالاحتياجات الأساسية والضرورية العاجلة للاستمرار في تقديم الخدمات للمواطنين والتخفيف من معاناتهم، والتي تحتوي على تفاصيل فنية وهندسية من آليات ثقيلة وكميات كافية من الوقود لتشغيل تلك الآليات ومواد ومعدات الصيانة وقطع الغيار اللازمة، كذلك محولات ومولدات الطاقة الكهربائية، وأنابيب وخطوط المياه والصرف الصحي اللازمة.

ويشير إلى أنه تم تسليم تلك القوائم للمؤسسات الدولية والمنظمات الأممية المختلفة، مناشداً إياها ضرورة تلبية تلك الاحتياجات «حتى تتمكن البلدية من تقديم الحد الأدنى من الخدمات للمواطنين وتخفيف معاناتهم المستمرة منذ أكثر من 770 يوماً».

 

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى