تحليلات سياسيةسلايد

بوادر اتفاق بين قوات الدعم والجيش على تفاوض ينهي القتال

عادت الآمال بشأن امكانية توصل طرفي الصراع في السودان لحلول وتوافقات تنهي الحرب الدائرة وذلك بعد أن كشف فولكر بيرتس، رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان عن اتفاق طرفي الصراع في البلد الإفريقي، الجيش وقوات “الدعم السريع”، على إرسال ممثلين عنهما للتفاوض رغم استمرار القتال وخرق الهدنة تحديدا من قبل قوات الجيش وبعد ان اصر الجانبين على تلبية شروطهما للموافقة على اجراء مباحثات.

وقال بيرتس لوكالة أسوشييتد برس، إن الجنرالين المتحاربين (رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي” اتفقا على إرسال ممثلين للتفاوض، لافتا أن المفاوضات يُحتمل أن تجري في السعودية.

وأوضح المسؤول الأممي أن المحادثات المتوقعة ستركز في البداية على فرض وقف إطلاق نار “ثابت وموثوق” يتابعه مراقبون “وطنيون ودوليون”.

وياتي موقف المبعوث الأممي ليؤكد ما طرحه وزير خارجية جيبوتي، محمود علي يوسف، عن إجراء مساع حاليا لعقد اجتماع لممثلي البرهان حميدتي مع ممثلي جنوب السودان وجيبوتي وكينيا لتحقيق مصالحة بين طرفي الصراع العسكري بالسودان.

وقال يوسف في تصريح اعلامي اليوم الاثنين إن رؤساء الدول الثلاث بانتظار توقف القتال بالسودان واحترام طرفي الصراع الهدنة لبدء وساطة رسمية وفاعلة.

واكد بان ذلك ياتي تنفيذا لمهمة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا “إيجاد” حيث وصف ما حدث في السودان بأنه “كارثة بكل معنى الكلمة”.

وكان حميدتي عبر الاسبوع الماضي في حوار مع ” البي بي سي” استعداده للتفاوض مع البرهان، لكن شريطة وقف إطلاق النار والعودة إلى الثكنات لكن الجيش لم يتفاعل ايجابا مع هذا الطرح وتشبث بالتصعيد.

وميدانيا أكدت قوات الدعم السريع في السودان استمرار سيطرتها على العديد من المواقع الحساسة في الخرطوم رغم إصرار الجيش السوداني على خرق الهدنة منذ الساعات الأولى من الإعلان عن تمديدها الأحد.

وأفاد القائد الثاني لقوات الدعم السريع عبدالرحيم حمدان دقلو في لقاء تلفزيوني تم نشر أهم محاوره في الصفحة الرسمية للقوات اليوم الاثنين ان “عناصر الدعم السريع لا تزال على المواقع في القصر الرئاسي والإذاعة والتلفزيون ومطار الخرطوم”.

وأكد انه طالب مدير قوات الشرطة عدم الدخول كطرف في القتال في القتال مشيرا بانه لم يستجب.

وقال ان قوات الدعم السريع باتت تصنف قوات الاحتياطي المركزي كقوة مقاتلة ومعادية

وشدد على ان قواته لا تزال نواصل التصدي لتعزيزات الجيش القادمة من الولايات متهما عناصر من النظام السابق بالتورط في عمليات النهب والسلب التي طالت البنوك.

ويرى مراقبون أن السودان يستعد لمزيد من إراقة الدماء اليوم الاثنين ماستمرار الصراع الدامي للأسبوع الثالث دون ظهور أي بادرة للتهدئة في الأفق وتحميل كل طرف الاخر المسؤولية عن خرق الهدنة.

وسقط مئات القتلى وآلاف المصابين منذ أن تحولت صراعات قديمة على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى قتال في 15 أبريل/نيسان.

ويعصف العنف بالعاصمة الخرطوم ومنطقة دارفور غرب البلاد على الرغم من عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار.

وأعلن الجانبان موافقتهما على تمديد اتفاق الهدنة الرسمي، الذي كان من المقرر أن ينتهي عند منتصف الليلة الماضية، لمدة 72 ساعة في خطوة قالت قوات الدعم السريع إنها جاءت “استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية”.

وقال الجيش إنه يأمل في أن يلتزم من وصفهم بأنهم “متمردون” بمتطلبات تنفيذ الهدنة على الرغم من رصد نوايا لمحاولة الهجوم على بعض المواقع.

وقالت وزارة الصحة إن 528 على الأقل قتلوا وأصيب 4599 آخرون. وسجلت الأمم المتحدة عددا مماثلا للقتلى لكنها قالت إنها تعتقد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.

وحذّرت الأمم المتحدة من بلوغ الوضع الإنساني “نقطة اللاعودة” وأعلنت إرسال مبعوث الى المنطقة لمحاولة الوقوف على ظروف ملايين الأشخاص العالقين وسط القتال.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الأممية ستيفان دوجاريك إن “الأحداث في السودان تحصل بنطاق وسرعة غير مسبوقين”، مبديا “قلقه الكبير”.

وأضاف أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش قرر أن يرسل “فورا الى المنطقة” رئيس الوكالة الإنسانية للمنظمة الأممية مارتن غريفيث “في ضوء التدهور السريع للأزمة الإنسانية في السودان”.

وأكد غريفيث أنه في طريقه الى المنطقة “لدراسة كيف يمكننا أن نقدّم مساعدة فورية”، معتبرا أن “الوضع الانساني يقترب من نقطة اللاعودة” في بلاد كانت تعدّ من الأكثر فقرا في العالم حتى قبل تفجر النزاع الأخير.

وحذّر من أن النهب الذي تعرضت له مكاتب المنظمات الانسانية ومستودعاتها “استنزف غالبية مخزوناتنا

ودفع القتال السودان نحو حرب أهلية وأخرج المساعي المدعومة دوليا للانتقال إلى حكم ديمقراطي عن مسارها، كما دفع عشرات الآلاف إلى الفرار إلى بلدان مجاورة.

وقال البرهان إنه لن يجلس أبدا مع حميدتي فيما رد قائد قوات الدعم السريع بدوره إنه لن يبدأ التفاوض إلا بعد أن يوقف الجيش الأعمال القتالية.

وفي الخرطوم يقاتل الجيش قوات الدعم السريع المتمركزة في الأحياء السكنية. وشهد القتال حتى الآن انتشار قوات الدعم السريع، التي تتمتع بقدرة أكبر على التنقل السريع، في أنحاء المدينة فيما يحاول الجيش الأفضل تجهيزا استهدافها إلى حد كبير باستخدام الضربات الجوية من الطائرات المقاتلة والمسيرة.

ودفع الصراع عشرات الآلاف إلى الفرار إلى خارج السودان وأثار تحذيرات من تعرض البلاد للتفكك وزعزعة استقرار منطقة مضطربة بالفعل، كما دفع الحكومات الأجنبية إلى الإسراع لإجلاء مواطنيها.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الاثنين إنه سيلغي فورا تعليق أنشطته في السودان بعد أن اضطر لذلك بسبب مقتل ثلاثة من موظفيه هناك.

وكتبت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية للبرنامج، على تويتر تقول “يستأنف برنامج الأغذية العالمي برامجنا بسرعة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة التي يحتاجها الكثيرون بشدة في الوقت الحالي”.

وقال برنامج الأغذية العالمي في 16 أبريل/نيسان إنه أوقف مؤقتا جميع أنشطته في السودان بعد مقتل ثلاثة من موظفيه في اشتباكات.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى