بوح خاص من مذيعة التلفزيون : أنا والكاميرا حب مشاغب
خاص باب الشرق
في إجاباتي دائما على السؤال: أي الزهور تفضلين كون اسمك (زهر)، وهو جمع الجمع، أقول زهرة الياسمين الهندي، – تشبهني كثيراً- هكذا أظن – بعدها أستدرك وأقول : كل الزهور كل الزهور!
هذا الحال ينساق على عملي الإعلامي، فكل الأجناس الإعلامية جميلة، مثل اسمي، غير ان التفاضل فيها كاختيار لونك المفضل وزهرتك المفضلة وسيارتك المفضلة، فمن النادي الإذاعي إلى نقيضه المرئي، يمكن أن تختار، فلكل قواعدُه، ونظامه الداخلي وكذلك ميثاق شرف..
قلتها سابقا، وتحديداً قبل شهرين– أحببت شخصية المذيعة ومقدمة البرامج – راجع عدد (19 كانون الثاني 2020)، لكن السؤال متى حصل ذلك؟!
هنا أتذكر أنني أثناء التحضير لامتحان الشهادة الثانوية (البكالوريا) كان الحلم دراسة الأدب الانكليزي، والذي حصل فجأة أنه بينما أشاهد التلفزيون، ظهر عمل درامي للممثلين جهاد سعد ونادين، وهما يؤديان دورين متجانسين عن صحفيين يعيشان حياة الصحافة، فابتسمت وقلت (why not)، وكان قراري:
إلى الصحافة إذن !
وكان المراد..
هكذااااا إلى أن عملتُ في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في منظومة أحبار إذاعة دمشق كمحررة أخبار، فمعدة لبرامج، والآن رئيس تحرير، والعمل الإذاعي، نظامٌ عمادُه تحويل الإذن إلى عين، هنا المهارة في الإعلام المسموع ، لست بعد قابضة على مفاتيح التحرير الإذاعي، لكون المدارس التحريرية متنوعة.
ومع ذلك، لم يلغ عملي في لإذاعة محبتي للكاميرا. لتكون أول مرة التقي بها الجمهور عبر الشاشة الصغيرة هي في (قناة تلاقي)، التي لم يُكتب لها الاستمرار، فقد كان توقيفها يوماً حزيناً ومؤلماً. أتذكر ذلك اليوم جيداً، أوقفت (قناة تلاقي) في 1 سبتمبر/ أيلول 2016
الحياة ستستمر وكذلك الحلم..
انتقلت إلى الفضائية السورية، وعدسة الكاميرا، من روحي هي التوأم، هذا إحساسي بها وأخالها تبادلني الحب بالحب، وهنا (نقطة نظام). الحب بالحب لا يعني مطلقا أن لا خصام، أحيانا أزاورها وابتسم بفتور في وجهها، وهي، أي ( الكاميرا) ذكية إلى حد فهم الرسالة تماماً، وردّها مباشر، تنتقم وبحدة – كالخالة زوجة الأب ( هنا نسبة وتناسب ولا حكما قطعيا) أبدو بدينة غير أن الواقع مختلف، الأنف يكبر بحجمين أو أكثر (ههههه)، الشعر أغمق بدرجات أو افتح بدرجات، بمعنى أدق الكاميرا في مرات ليست قليلة تفرك أذني!
عند دخولي إلى الأستوديو افتح ذراعي أمامها وأقول بصدق. ” اشتقت لك “.. فهناك هدف أسعى إليه، ويفترض وجود إمكانيات، فالعمل الإعلامي يحتاج مهارات تواصل وحضور وثالثهما الموهبة التي لها دور بارز في النجاح، غير أنها ليست كافية، يجب العمل على “تلميع” الصحفي ليشع بريقه.. لذا لم تأت من فراغ تسميتها مهنة المتاعب، لكل لون صحفي تعبه “اللذيذ” إذا كان تحريراً ام تقديماً- أم إخراجا أو حتى إعداداً.. هي حلقات متصلة كلما اتحدت فيما بينها برز الإعلامي بأبهى صورة..
ليبقى الثابت أن أي شيء في الحياة يحتاج إلى قليل من الحظ. في هذه الأيام الكثير من الحظ… تماما كحال شبح كورونا المعاش هذه الأيام إذ تمكنت من الحصول على علبة كحول غير مغشوشة تحتاج إلى حظ مقبول، وإذا كنت تريد ركن سيارتك في الشارع تحتاج إلى الحظ لإيجاد مكان مناسب شاغر..