بورتريه | سمير ذكرى: العمى الأبيض

الطريق إلى بيته الواقع على بُعد كيلومتر واحد من الحرب الدائرة على أطرف دمشق؛ ستأخذنا مباشرةً إلى منزله في (ساحة القصور)؛ الحي الشهير في العاصمة السورية يهدينا إلى منزل (سمير ذكرى ـ 1945) حيث رحّبت لهجته الحلبية بضيوفه؛ صاعدةً بنا إلى (غرفة الشغل) كما يحب أن يسميّها. عشر درجات تقودنا من الصالة إلى زمن سينمائي خالص كان قد بدأه المخرج السوري مذ لعب الغيب لعبته مع صاحب (علاقات عامة) حين فقد البصر نتيجة خطأ طبي بعد ولادته مباشرةً.

أربع سنوات قضاها (ذكرى) في بياضٍ مطلق؛ حتى تماثل للشفاء مبصراً النور بعد خطأ طبي تعرّض له في مستشفى الجامعة الأميركية ببيروت: «الآن أعمل على استعادة هذه الحادثة في سيناريو لفيلم ينتمي لسينما السيرة الذاتية وسيكون بعنوان: (مأساة جحش) إذ يروي قصة حياة مخرج سينمائي ولِد أعمى، فظلت والدته إلى جانبه تواظب على علاجه حتى استعاد بصره؛ وكان على الطفل أن يعيد ترتيب الصور من جديد عبر إعادة ترتيب حواس التذوق والروائح والصوت الخاصة بالصور التي كان يتخيلها وشاهدها لأول مرة؛ فعندما ذهب البياض عن عيني، أبصرتُ امرأةً جميلةً تسرّح شعرها على المرآة، فيما صوت فيروز يصدح: (سمراء مها، ما أجملها) في غرف بيتنا القديم بشارع (النيال) بحلب القديمة؛ وقتها لفظتُ على لسان ذلك الطفل الذي كنتُه يوماً ولأول مرة في حياتي كلمة: (ماما.!)».

عملية خطيرة للغاية ـ يصفها (ذكرى) في إعادة الأصوات إلى أصل الصور التي شاهدها بعد عودة البصر إليه؛ الرائحة والانطباع عن الشخصيات التي سمعها وشمّها قبل أن يراها: «لقد انطبعتْ هذه المشاعر والعواطف في داخلي وإلى الأبد».

نهاية فيلمه الجديد ـ كما يُخبرنا صاحب سيناريو فيلم (بقايا صور) ستكون مع وصول بطل شريطه إلى زمن الكارثة السورية الراهنة؛ حيث يتمنى (ذكرى) على لسان شخصيته في هذا الفيلم لو أنه يستطيع أن يعود ذلك الطفل الأعمى؛ حتى يغمض عينيه عن هذا الكابوس: «الآن لم يعد ينفع أن تكون مع أو ضد؛ فنحن أمام كارثة جماعية ألمّت بالجميع؛ لا في سورية وحسب؛ بل في معظم بلدان العالم العربي؛ من العراق إلى ليبيا مروراً باليمن وسورية، انظر إلى شبابنا كيف يمشون في التيه غرقى في بحار العالم أو موتى في معارك عبثية؛ جميعنا كان مخطئاً؛ النظام لطالما اتهمناه بالفساد؛ نعم؛ النظام هو من جرّنا إلى هذه الكارثة؛ هذا صحيح؛ لكن هل كان المثقفون والفنانون ولاسيما السينمائيون منهم أفضل حالاً من هذا النظام؟».

يتساءل المخرج السبعيني الذي عاش عمر اليفاعة في حلب؛ فوالده هو (عبد الكريم حبيب الله ذكرى) عمل في مصلحة البريد؛ أما والدته فهي (أفدوكيا) من مدينة أنطاكية في لواء اسكندرونة: «ستلاحظ أن المغتربين من حلب يطلقون على نواديهم اسم (النادي الحلبي) لا النادي الماروني ولا الأرثوذكسي، ولا الإسلامي، حلب هي دين الحلبيين الوحيد».

كان والده المحبوب عند تجار حلب ووجهائها؛ يأخذه من يده في جولةٍ شبه يومية بين خانات وأسواق المدينة القديمة أثناء عمله كمدير لشعبة الحوالات والطرود البريدية، فالفتى الذي عاش سني طفولته في حي (النيال) بحلب القديمة؛ لا زال يتذكّر واجهات الحيّ الخشبية النادرة التي أزال تجار العقار معظمها؛ ليدرس (ذكرى) في (الفرير ماريست – الأخوة المريميين)؛ المدرسة التي سيتلقى فيها دروساً عن نظرية السينما ويشاهد في عروض أنشطتها أفلام (شارلي شابلن) متعلماً اللغة العربية على يد (المطران رولان أبو جودة): «كان عمري لم يتجاوز خمس سنوات عندما بدأتُ بقراءة يافطات المحال والشوارع تلبيةً لنهم عيني للرؤية والمشاهدة بعد سنوات العمى الأبيض الذي ألمَّ بي».

في دار الكتب الوطنية بحلب قرأ (ذكرى) المتنبي وبشارة الخوري وعنترة وإيليا أبو ماضي وجبران خليل جبران إضافةً لـ(برهان ديكارت عن وجود الله)؛ الكتاب الذي سيودي به إلى حلم الرهبنة، ومع أن أباه لم يوافقه على ميوله الدينية؛ لكنه ومع إلحاحه بالبحث عن المطلق؛ أرسله أبوه إلى مدرسة (يوحنا الرسول) في بيروت: «في تلك المدرسة قضيتُ سنتين من أجمل سنوات حياتي متنقلاً بين البحر وبساتين الليمون البيروتية، أنا الحلبي المأخوذ بالبحر بعد أن جفّف الأتراك نهر قويق؛ لكنني سرعان ما اكتشفت أن الفساد بدأ ينخر بين مجتمع الرهبان هذا، إذ كان معظمهم لا يبحثون عن الله كما توقعت؛ أمضيتُ عاماً واحداً في هذه الرعوية وعاماً آخر في معهد (الكاثليك) قبل أن يصبح جامعة؛ وحظّي كان رائعاً إذ درّسني هناك شخص اسمه الأب عطية؛ فتعلمتُ على يديه اللغتين الفرنسية والعربية وقرأتُ العديد من الكتب الأدبية التي أثرت حياتي».

حربان

من غرائب الصدف – يضيف ذكرى: «أنه عندما ذهبت للدراسة في بيروت العام 1958 كان لبنان يخرج من حربٍ أهلية، وعندما عدتُ إليه في المرة الثانية العام 1975 كان لبنان يتحضّر لحربٍ أهلية، وقتها أذكر كيف تردد مارسيل خليفة بفتح باب بيته لي، وبعد أن تأكّد من أنني سمير ذكرى فتح باب بيته أخيراً، وقال: (ظننتكَ من قوات الردع)».

عاد الفتى بعدها إلى حلب، ليكمل تعليمه في ثانوية (عبد الرحمن الكواكبي) إلا أن ثورة 1963 جذبت الشاب الصغير وهو لم يتجاوز عامه الخامس عشر: «شدّتني مفاهيم البعث العلمانية ورفضه للخطابات الطائفية، فالكثير من العائلات الحلبية الراقية كان أبناؤها قد انتسبوا إلى حزب البعث؛ مما جعلني أنضمّ باكراً إلى صفوفه، خائضاً معاركَ طاحنة وأبناء جيلي من المنتمين إلى الحرس القومي؛ لقد قاتلنا الإخوان المسلمين واشتبكنا معهم بجنازير الحديد والسكاكين وحِراب البنادق، فلم يكن سهلاً أن تكون بعثياً في ستينيات سورية، لكن للأسف وفي ذلك الوقت المبكر من عمر البعث بدأ الفساد ينخر في صفوفه وقياداته التي وزعت المناصب والوظائف كالغنائم على عائلات الرفاق وأقاربهم».

بعد حصوله العام 1964 على الشهادة الثانوية حائزاً المرتبة الثانية على مستوى البلاد؛ نجح الشاب الصغير في مسابقة البعثات التي أجرتها الدولة السورية، وليسافر العام 1967 إلى موسكو لدراسة السينما هناك.

درس (ذكرى) في معهد (فغيك) الشهير الذي خرّج العديد من مخرجي السينما في بلاده؛ والذين تقاربت أساليبهم الفنية وطغت على معظم أعمالهم ما عُرف بتجربة (سينما المؤلف): «هذا كلام فارغ؛ فمعهد (فغيك) فيه العديد من التيارات السينمائية؛ فكان فيه (غيراسموف) الواقعي الاشتراكي، و(تاركوفسكي) التعبيري، و(كانشلوفسكي) الحداثي و(تالانكين) الشاعري، (فغيك) لمن لا يعرف هو أهم معهد أكاديمي لتدريس السينما في العالم؛ إذ كان يدرّس أكثر من ثلاث وخمسين مادة نظرية تؤهل طالبه لنيل درجة الماجستير، هذا ناهيك عن أربعة أفلام يحققها الطالب أثناء الدراسة؛ إضافةً لفترات تدريبية في (موسفيلم) الأستوديو الأعرق في الاتحاد السوفياتي السابق، وهذا ما يبرر أن متخرجي موسكو هم من أسسوا السينما في سورية، وليس متخرجي فرنسا وسويسرا وألمانيا؛ فمتخرجو المدرسة السوفياتية امتلكوا خبرة عملية عبر أفلامهم التي حققوها أثناء سنوات الدراسة المضنية والصعبة».

نال صاحب سيناريو (أحلام المدينة – مشترك مع محمد ملص) درجة ماجستير الشرف العام 1973 بعد تقدّمه بمشروع فيلمين قصيرين: الأول بعنوان (الضباب) وكان عن راوية (مطار 1970) عن رواية الأميركي (آرثر هيلي) أما مشروعه الثاني فكان عن هزيمة 1967 بعنوان (السكران يغنّي) عن قصة لنجيب محفوظ: «عندما تريد أن تتحدى عدوّك يجب أن تتحداه بالعمل والجِد لا بالمسخرة؛ نحنُ العرب لم نتحدَّ إسرائيل، كنا نمزح معها، وهذا سبب ما أوصلنا إلى الهزائم، وحقق مقولة (بن غوريون) في خطابه الشهير الذي ألقاه العام 1940 عندما قال: (لا يمكن للذرّة فقط أن تحمي إسرائيل، لا بدّ من تفتيت ثلاثة كيانات هي العراق وسورية ومصر). وهذا للأسف ما يحدث اليوم».

استشعار الكارثة

السينما الأدبية ذات الطابع النخبوي علامة فارقة في مسيرة هذا المخرج الذي تأثر بأسلوب السينمائي الجورجي (أوتارا يوسلياني)؛ لكنه لا يوافق على هذا التوصيف؛ فيعلّق مشعلاً لفافة تبغه: «هذا غير صحيح، الجمهور فهم عليّ كل نأمة في أفلامي، لقد كنتُ أعيد تمثّل الرواية في داخلي منتجاً إياها كسيناريو سينمائي، تماماً كما هو حال الكاتب الروائي حين يتمثل الواقع فيعكسه أدباً، ثم إنني كنت دائماً قريباً من ضحك الجمهور الهستيري؛ حرتقاته وغمزاته وأحاديثه الجانبية أثناء حضور الفيلم؛ كل هذا كان يؤكد لي صوابية رؤيتي، ووصول أفكاري إلى الناس في كل الأفلام التي حققتها».

عالج (ذكرى) قضايا ملحّة في أفلامه التي أخذت طابعاً ساخراً وتراجيدياً مريراً عن مسائل متعددة؛ شغلت الجمهور في ثمانينيات القرن الفائت وتسعينياته، من مثل التقدم والتطور وجوهرية دور المرأة في تغيير بنية المجتمعات المتخلّفة والرجعية، فبعد عودته من موسكو العام 1973؛ ذهب المخرج الشاب لأداء الخدمة الإلزامية، وهناك شهد الحرب عن كثب؛ فحفرت في نفسه عميقاً.

في البداية خدم السينمائي السوري في الخطوط الأمامية للجبهة، لكنه سرعان ما التحق بسينما الجيش؛ حيث حقق العديد من الأفلام الوثائقية عن الحرب من مثل (لن ننسى، البحر جبهتنا الغربية، الشهود) ليباشر العام 1979 عمله كمخرج موظف في المؤسسة العامة للسينما؛ مخرجاً وقتها فيلماً تسجيلياً عن المرأة السورية بعنوان (عنها – الجائزة الفضية – مهرجان دمشق).

حادثة النصف متر

بواكير السيناريوهات التي كتبها لم تكن من توقيعه؛ إذ أنجز العام 1980 سيناريو فيلم (بقايا صور) للمخرج نبيل المالح عن رواية بالعنوان نفسه لحنا مينه؛ لكنه العام 1981 كتب سيناريو فيلمه الروائي الأول (حادثة النصف متر) والذي قام بإخراجه عن قصة بالعنوان نفسه للمصري (صبري موسى).

هذا الشريط فتح الأبواب عريضةً أمامه في مهرجانات برلين والبندقية؛ لاسيما أنه وظّف في هذا الفيلم أحداث هزيمة 1967؛ مسقطاً الفشل العاطفي والجنسي لبطل الفيلم كتورية لهزيمة حزيران: «هزيمة 1967 بدأت داخل الإنسان قبل أن تظهر على الجبهة؛ هذا ما حاولتُ إيضاحه في (حادثة النصف متر)».

سواء في تجربته مع الأديب فيصل خرتش في فيلمه (تراب الغرباء ـ 1998 ـ جائزة أفضل فيلم عربي ـ مهرجان القاهرة) أو فيلمه (حراس الصمت ـ 2010 ـ جائزة السيناريو ـ مسقط) عن رواية غادة السمان (فسيفساء دمشقية) أو حتى في فيلم (وقائع العام المقبل ـ 1986 ـ الجائزة الفضية ـ عنابة ـ 1987) الذي كتبَ له السيناريو بنفسه، ووضع موسيقاه زياد الرحباني.

كانت كل هذه التجارب – كما يصفها – تنحو إلى همّه في تحقيق لغة سينمائية سهلة ممتنعة: «ماء المطر يذهب بعيداً في الأرض؛ أما الزبد فيذهب هباءً – يعقّب (ذكرى) عندما نسأله عن خصومات رفاق الدرب بعد أن كادوا يشكلون كتلةً فنية واحدة في ثمانينيات القرن الفائت: «الأهم هو أفلامكَ فهي التي ستبقى؛ لا أريد أن أذكر أسماء؛ فعلاً كنا تكتلاً لا يُستهان به؛ أنا أفتخر بزملائي؛ أنا وكل من نبيل المالح وهيثم حقي ومحمد ملص وأسامة محمد وعبد اللطيف عبد الحميد ونائلة الأطرش وحسن عويتي وشريف شاكر وعمر أميرلاي؛ لكن ثمة من خنث بالعهد؛ ولو أنه بقي هذا التكتل لما قدِرَ علينا المدراء الفاسدون؛ لقد كنا دوماً مشرذمين أمام حكُّام مكاتب لا همَّ كان لديهم؛ سوى التغرير بالنساء ونهب أموال الخزانة العامة وإهانة الرجال؛ فدفعنا الثمن باهظاً، لكن دعني أسجل تحية للدكتورة نجاح العطار التي حمت أفلامنا وساندتها أمام الرقابة وعسس الثقافة وكانت تجتمع بنا نحن السينمائيين بشكل نصف شهري أثناء وجودها كوزيرة للثقافة».

يا ليت فشلت أفلامي كلها ولما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم ـ يضيف المخرج السوري ويقول: «ليس موضع افتخار لي أن أفلامي تنبأت بالكارثة قبل وقوعها؛ إطلاقاً؛ لو فهموا أفلامي لما وقعنا بما نحن فيه اليوم، أجل؛ لقد استشعرتُ الزلزال السوري؛ سواءً في البيت المحروق الذي يخلّفه بطل الفيلم في (علاقات عامة) أو سواءً في لقطة الكاميرا الأخيرة على آثار تدمر والصحراء في ختام فيلم (وقائع العام المقبل)؛ أو حتى من خلال معالجتي للأصولية عبر استحضاري للمتنوّر الكبير (الكواكبي) في (تراب الغرباء) وحاجتنا إلى الحوار؛ فأنا لم أردّ من خلال ماركس أو هيغل، بل عبر شخصية (الكواكبي) التي طالبت أول ما طالبت بفصل الدين عن الدولة، وإعطاء المرأة حقوقها؛ ومسؤولية الفرد، وتشخيص الاستبداد والجهل كسببين أساسيين من أسباب التخلف العربي؛ ولهذا سمّم الظلاميون الكواكبي وقتلوه».

لدى هذا الفنان مشروع التأريخ لسورية سينمائياً؛ ولقد حاول تحقيقه سواء كان عبر أفلامه؛ أو عبر أفلام الآخرين: «الآن لم يعد يفيد أن نقول مَن هو على حق ومن هو على باطل، نظام أو معارضة، الجميع خاسر اليوم – يعقب المخرج السينمائي ويضيف: «البعض يقول مؤامرة خارجية، لكن الشطارة كانت ألا تقع فيها، حالياً الألم يقصُّ قلبي، طبعاً ينتظرونك كي تخطئ في الداخل، وهذا ما لم تعه لا المعارضة ولا النظام، لكنني ألوم المعارضة أكثر من لومي للنظام، فالمعارضة جلُّ رجالاتها من الفلاسفة والمحللين والسياسيين الكبار، لقد ظنوا أن أميركا ستفرح بهم كثيراً، إلى أن وقعنا جميعاً في الحفرة المروّعة؛ لكن بالمقابل أنظر اليوم إلى مدن مثل اللاذقية وطرطوس وبانياس التي تضم بفعل التهجير عائلات من كل البقاع السورية، ومن دون أن تقع حادثة طائفية واحدة، هذه أصل الجينات السورية التي اخترعت الأبجدية».

خمسة سيناريوهات مؤجلة لدى هذا الرجل الحائز على خمس عشرة جائزة دولية: «سيناريوهات أفلامي منجزة وهي مازالت منذ أعوام في أدراج مؤسسة السينما؛ منها: (الزورق، تاريخ حادثة قتل، المتشائل، فيلم أندلسي)، وآخرها سيناريو فيلم (ألف ويلة وويلة) الذي دفعتُ به إلى النشر بعد أن يأست من تحقيقه كفيلم فكتبته كرواية أدبية؛ كلها مشاريع تمّ تعطيلها، هكذا يا صديقي ذهبتْ أعمارنا!».

صحيفة السفير اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى