بوريطة: المغرب يعارض بشدّة تقديم الدروس لدول الساحل
أكد ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي أن المملكة ترفض بشدة “سياسات تقديم الدروس لبلدان الساحل الأفريقي”، من قبل أطراف لم يسمّها، تسعى إلى ابتزاز دول المنطقة، مشيدا بانخراطها في مبادرة الأطلسي التي طرحها المغرب بهدف تسهيل ولوجها إلى الممر المائي الحيوي.
وتتزامن الرسالة غير المباشرة التي وجهها بوريطة. مع سعي الجزائر منذ إطلاق المبادرة الأطلسية إلى تهويل الأوضاع في منطقة الساحل الأفريقي. والتحذير من الاضطرابات مدفوعة بمخاوفها من مزيد انحسار نفوذها في المنطقة. خاصة بعد أن فشلت في تقديم برنامج تنموي ينافس الخطة المغربية التي أشادت بها العديد من الدول من بينها الولايات المتحدة.
وأبدت مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد استعدادها للانخراط في المبادرة.فيما أكدت واغادوغو الشهر الماضي التزامها بالعمل على مختلف المستويات من أجل تفعيل البرنامج الطموح الذي يؤسس لشراكة مغربية أفريقية إستراتيجية.
بوريطة – “المغرب يثق في عبقرية بلدان الساحل لمواجهة الوضع المعقد في المنطقة “
وقال بوريطة. خلال مؤتمر صحفي عقب مباحثات أجراها مع نظيره البوركيني كاراموكو جان ماري تراوري إن “المغرب يثق في نخب وفي عبقرية بلدان الساحل من أجل إيجاد السبيل الأمثل الذي يتيح مواجهة الوضع المعقد في المنطقة وإنجاح الانتقال الديمقراطي”، وفق موقع “مدار 21” المغربي.
وتابع. “حان الوقت لوضع الثقة في بلدان الساحل من أجل مساعدتها على تطوير الرؤية الخاصة بها”. مشددا على “أنها ليست في حاجة إلى أوصياء بل شركاء”. مشيرا إلى أن المغرب “ينخرط في هذا المنطق سواء في إطار علاقاته الثنائية مع كل واحدة من هذه البلدان. أو رؤيته للمنطقة بأكملها”.
وشدد على أن المملكة تعارض بشدة أي تدخل أجنبي في شؤون بلدان الساحل. مضيفا أنه “في جوار الساحل هناك بلدان تريد تدبير الوضع عن طريق الابتزاز وتسوية مشاكلها على حساب الاستقرار الإقليمي”.
وأوضح أن. المملكة تتبنى منطق الثقة في قدرة بلدان الساحل الأفريقي على حل مشاكلها. مجددا التزام المغرب بوضع خبرته وتجربته رهن إشارة هذه البلدان من أجل مواكبتها في برامجها وطموحاتها.
المبادرة الملكية التي تهدف إلى تمكين بلدان الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي”
وسلط بوريطة الضوء على “المبادرة الملكية التي تهدف إلى تمكين بلدان الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي”. مشيرا إلى أنها تندرج ضمن رؤية ترتكز على تمكينها من استعادة توجهها كأرض للتبادل والعبور.
وأشاد بتفاعل دول الساحل بشكل سريع وتلقائي مع المبادرة الأطلسية من خلال الانخراط فيها ودعمها. قائلا إن “الأمر لا يتعلق بتقديم مبادرة جاهزة لدول المنطقة بل تمكينها من تملكها”. وزاد “إننا، اليوم في طور البناء المشترك لهذه المبادرة من أجل تقديم إجابة مشتركة وحتى تقدم البلدان المعنية مساهمتها”.
وشدد بوريطة على أن “العاهل المغربي الملك محمد السادس يحرص على الدفع بالرواط التي تجمع المملكة بدول الساحل الأفريقي إلى أعلى مستوى، حيث يولي اهتماما خاصا بالمنطقة كما تدل على ذلك المبادرات التضامنية العديدة التي أطلقها المغرب لفائدة بلدانها”.
ويقيم المغرب شراكات اقتصادية على أساس المنافع المتبادلة مع دول المنطقة كما يحرص على تعزيز التعاون معها في مختلف المجالات، ضمن التزامه بعمقه الأفريقي.
ويرى مراقبون أن الانخراط الأفريقي في المبادرة الأطلسية والإشادات الدولية بالفرص التنموية التي ستخلقها أدى إلى مضاعفة هواجس الجزائر من تنامي نفوذ المغرب في المنطقة، في وقت تواجه فيه عزلة أفريقية بسبب سياساتها الخاطئة في العديد من الملفات.
ميدل إيست أون لاين