نوافذ

بور بوار

مقبل الميلع

فرنسا – باريس | ها هي المرة الثانية التي أزور بها باريس وانا في طريقي من المطار الى الفندق لم تكن باريس عينها التي عرفتها في فصل الصيف الآن يلفها البرد في كل ركن وزاويه حتى الأشجار كانت منكمشة على نفسها والمارة يرتدون ملابسهم الثقيلة من معاطف وكنزات صوفيه ويحملون في أياديهم المظلات لتقيهم بلل المطر ولم تكن أعدادهم كثيرة فمعظم السكان في بيوتهم قرب المدافئ والماء الساخن .

صحيح أني كنت ألم باللغة الفرنسية قليلا لكن عدم استعمال اللغة وتكرارها يؤدي الى نسيان الكثير من مفرداتها . كان سائق سيارة الأجرة لطيفا وكان يتكلم بسرعة أو هكذا بدا لي وكأنني فهمت أنه عرض على جولة في المدينة وكوني كنت متعبا من طيران اثنتي عشرة ساعة قادما من الولايات المتحدة الأمريكية اكتفيت بكلمة لا شكرا.

توقفت السيارة أمام الفندق.  كانت السماء تمطر. نظرت الى عداد الأجرة وأعطيت السائق المبلغ المطلوب لكنه بدل أن يشكرني طلب مني أن اعطيه مبلغا كي يشرب فتجاهلته وانا أنظر الى باب الفندق الضخم الذي  يقف على جانبيه رجلان اقترب احدهما من السيارة فتح بابها وحياني باحترام ونزل السائق من مقعده متجها الى صندوق السيارة لإنزال حقيبتي وهو يردد بالفرنسية (بور بوار) وانا أتعوذ بالله من هذا البلاء الذي لم يتوقف زهو يردد ( بور بوار ) من فضلك استقبلني موظف الاستعلامات مرحبا باللغة العربية فهو تونسي الجنسية ولم يزل السائق بالقرب مني يردد كالببغاء (بور بوار – بور بوار ) فاستعنت بالشاب التونسي لإنقاذي من هذا الموقف البائخ فأنا لن أعطي ذلك السائق أي سنت ليشرب فشرح لي التونسي أنه يطلب إكرامية .

وهنا اصبح موقفي أنا هو البائخ كمن رشني بماء بارد فمددت يدي الى جيبي وأعطيته ورقة نقدية من فئة الخمسة يورو وانا أقول له ميرسي بور بوار.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى