بيان سمو الأمير الحسن بن طلال حول الأعمال الإرهابية التي حدثت في مانشستر ومصر
مرةً أخرى ينعى العالم فقدان أرواح بريئة. الهجوم الأخير في مانشستر أثار مجددًا صدمة العالم وغضبه. مرةً تلو الأخرى نشهد أعمالاً وحشيةً تُرتكب ضد أعز ما يمتلكه المجتمع: شبّانه. في مختلف أنحاء العالم، ما زال الأطفال مستهدفين في محاولة لكسر الروح المعنوية لمن يجب أن يعيشوا بسلام وانسجام، وهم الضحايا في الأوقات الصعبة، سواء خلال السلم أو الحرب.
إن العنف والكراهية والتزمت ظواهر كارثية تُعمي الأبصار عن إنسانية الآخر، وتحطّ من شأننا أمام الله والبشرية جمعاء، كما أنها العدو الطبيعي للسلام والمساواة والإنصاف والتنمية.
أرفع مواساتي، ومواساة أسرتي كلها، للعديد من الأسر التي فقدت أحبّاءها في تلك الأعمال الغاشمة. وأشير إلى أن ما حدث في مانشستر يتكرر، للأ سف، في أنحاء عديدة من العالم، ومن ذلك، الهجوم المريع الذي جرى في مصر ضد المواطنين الأقباط، وذهب ضحيته ما يزيد عن ستة وعشرين طفلاً وامرأةً و رجلاً ، وهم في طريقهم إلى أداء شعائرهم الدينية، على يد أشخاص متطرفين آثمين.
إن شهر رمضان المبارك، الذي بدأ توًّا، هو شهر يجب أن يسوده السلام، والتأمل والهدوء. ولنصلّ ونأمل ألا يكون شهر آلام، وأذى، ودماء. ينبغي علينا أن نتمسك بقوة بعزيمتنا، وإيماننا الفردي، وبإنسانيتنا المشتركة، وألاّ نسمح لهذا الشر الخبيث أن يضعف من عزيمتنا.
من المحزن، أن الجماعة التي ارتكبت الفظائع الأخيرة قد انحرفت عن المسار الحقيقي للإسلام، وإني لعلى يقين بأن ما قامت به لا يمت بصلة للدين، وإنما يستبطن أحقادًا تتلفع بستار الدين؛ ذلك لأن ما يجمعنا، مسلمين ومسيحيين، أقوى بكثير مما يفرّقنا. لنعمل معًا من أجل نبذ الحقد والكراهية، ونشر قيم الاحترام المتبادل.
وفي الوقت الذي يشهد فيه الإقليم أقسى النزاعات والتحديات المستويات كافة، فإننا نتطلع إلى العمل معًا من أجل غد أفضل لأجيالنا القادمة، وإنقاذ الأمل من براثن الظلام الذي يداهمنا، والتأكيد من جديد على إيماننا بإنسانيتنا المشتركة التي تحافظ على بقائنا، وتدفعنا بخطى واثقة نحو المستقبل. فلا نمنح الفرصة للفئات المنحرفة بأن تحقق مآربها، ومصالحها الضيقة.
صلواتي لضحايا مانشستر، وللضحايا في مصر، ولجميع ضحايا الإرهاب والعنف في العالم أينما كانوا.