بين البروتوكول والحجاب .. !!
لفت نظري ، وبعيدا عن المعمعة والجعجعة التي تجري في جنيف حاليا ، خبرا تناقلته وتداولته الصحافة ومواقع التواصل الافتراضي والاجتماعي ، وهو رفض المرشحة الرئاسية الفرنسية لوبان لَبْس حجاب للرأس خلال لقائها مع مفتي لبنان وإلغائها للزيارة وعودتها الى لبنان …!!!!
وبدأ كالعادة النقاش بين مؤيد ومستهجن ورافض وشاجب ومعجب ومتكهم حول صح او خطأ هذا التصرف .
وهنا أردت أنا ايضا ان أدلو بدلوي لأنه فعلا موقف محير !! فهل نحن نختلف على فكرة الحجاب أم الاحترام والبروتوكولات ؟؟
وبالطبع دخل الحابل بالنابل لتضيع القصة الأساسية وتتحول الى تكهنات وافتراضات وتساؤلات . فمنذ فترة بدأنا نلاحظ عدد اللواتي خلعن حجابهن بعد وصولهن الى الدول الأوروبية .. أضف اليها ازدياد حالات الطلاق ..
فما السبب يا ترى وراء هذه الظاهرة التي اعتبرها المتشددون حالة فلتان أخلاقي .. واعتبرها المتنورون حالة تحرر اجتماعي ؟؟!
هذا ان دل على شيء فهو يدل على الكبت والإجبار التي كانت تخضع لها المرأة في مجتمعاتنا لتراضي وتساير المجتمع ،والعادات والتقاليد .. وهي حقيقة ترفض هذه الممارسات والعادات. وماكادت تخرج من هذه البيئة الضاغطة حتى تخلت عن هذه العادة ، وتحررت من قيود فُرضت عليها ولم تختارها !! بالنسبة لي فأنا أحترم وبشدة كل من يقاوم ويتحرر مِمَّا يأسره أو يكبله ولو بطريقة اللبس .. وأعترف ان هناك الكثير من الضغوطات التي نعيشها في مجتمعاتنا ونُجبر عليها ، ونحتاج الى التغيير لنتخلص منها ولكن غالبا ما نصبح أسرى لها .. وحتى التغيير لا ينفع لنتجاوزها ..!!
هل هذا موضوع يختلف تماما عن فكرة لوبان .. ؟؟
برأيي أعتقد أنه يَصْب في نفس الإطار وهو صرخة المرأة من أجل تحررها ومساواتها ، وعدم تكبيلها بعادات وقيود تنقص من قيمتها الانسانية .. أو فرض أي شيء عليها لمجرد المسايرة والانصياع .. ان لم يكن بارادتها.
انها حركة تحررية تعبر عن رغبة المرأة بالحرية والمساواة والقيادة .. وهذا حقها ليبقى السؤال الأكبر هل وضع غطاء الرأس لمقابلة رجل دين هو مجرد بروتوكول اجتماعي .. ؟؟ ام هو شكل من أشكال تكبيل المرأة وتحجيمها وتحجيبها ؟؟!
وعليه ….. يبقى الفعل !!!