بين التطهير والتحرير …
مللنا الحديث عن هذه المصطلحات و المشاعر والتناقضات والقرف والملل والاحباطات ، ومل معها القارئ الذي بات يتحاشى مثل هذه المقالات الأقرب إلى النق والسق والردح والنواح .. مع أن هناك الكثير جداً مما يمكننا الكتابة عنه ومناقشته .. ولكن كأننا بتنا نغوص في دوامة الاجترار .. ولا نرى سوى السلبيات، ونشعر بالعجز ، ونلقي اللوم على الأقدار لأننا ولدنا في منطقة على أساس أن الآلهة باركتها، لنكتشف أنها أكثر المناطق لعنة بالسلطة والمطامع والطائفية والثروات .
بناء عليه بات حديثنا تكراراً بتكرار بسبب حالة الضياع وعدم الاستقرار .. نحتاج الى آفاق جديدة وأفكار خلاقة وبقعة أمل.. !! نبحث .. نفتش .. ننقب .. نبتسم .. نتفاءل .
فلا نرى سوى انسحاب .. هجوم ..كر وفر.. خسارة .. نصر .. هدنة .. براميل .. قذائف .. دبابات طيارات.. دموع .. شهداء .. مجازر .. تهجير .. لجوء .. إحباط .. أعلام سوداء .. أعلام بعيون خضراء.. كل هذا ..
والشعب يرفع أعلامه البيضاء ..!! كفى تعبنا ,هرمنا ..قرفنا … والعالم كله يرفع في وجه الشعب الكروت الحمراء .. اخرج مطرود أنت من بلدك .. لاجئ على الحدود ومشرد في الشوارع ومتسول على الاشارات!!
تحولت المنطقة إلى ساحة حرب .. وتحول الشعب إلى وقود أشعل الأحلام وأحرق الآمال .. ودمر البلد ..
إنها حرب الطوائف وصراع السلطة. وقد توضحت الرؤية … وتعبنا من الجو .. وتأقلمنا وتقولبنا وتعايشنا مع الوضع الجديد فأصبح الموت والفراق شيء متوقع .. والحقد الطائفي طريقة تفكير ، والفساد والسرقة والجريمة رد فعل طبيعي على الغلاء وفحش الأسعار .. والنق والشكوى والاحباط طريقة حياة .. وعليه : أما أن تقبل بالأمر الواقع وتتقبل نمط هذه الحياة اللاهبة .. أو تختار اللجوء والهجرة وبناء شكل جديد من الحياة.
مع شعورك الدائم إن رغبت بالبقاء أن هناك من هو جاثم على صدرك وساق تركل في ظهرك تدعوك للرحيل .. !!
ومع شعور الوحدة، وهم الغربة، وخوف الضياع إن أنت رحلت وأغلقت خلفك باب العودة إلى وطن تآكلته الأمراض قبل أن يصح ويتعافى وتلمس بيدك أنه في حالة شفاء!!
وعليه أعذرني عزيزي القارئ .. فأنا أيضاً في حالة ضياع .. ولكني مصممة على أن أجد حلا … وأبحث عن نصف الكأس الملآن وأبدأ مجدداً بالأمل .. لذلك كتبت هذا للعلن.