بين السلام والاستسلام

 

شعرت للوهلة الأولى بالغضب والاحباط .. فلم تعجبني الكلمات وهي توصل لي رسالة بأن البعض يشكك بعملي ويتهمني بأنني أستغل حاجة الناس لأغراض شخصية .. !!

نظرت اليها بعيون حزينة وهي تخبرني كيف دافعت عني .. وأثبتت بالدليل القاطع ان كلامهم افتراء ومجرد اتهام لا يقوم سوى على التكهن والشك والتشكيك  ..

طلبت مني وهي تنظر الي بعيون صادقة حنونة وهي صديقتي المقربة العزيزة .. أن أتوقف عن مساعدة احد .. وأن ألتفت الى الاهتمام بعائلتي ونفسي وأحافظ على سمعتي من علك وتعليك لا فائدة منه سوى الاساءة الشخصية لكي أعيش بسلام بعيدا عن ازعاجات الناس ونظراتهم المؤذية …!!!

صمت لوهلة وأنا أفكر بنصيحتها ، وانه فعلا من الأفضل لي أن أتوقف .. وأن أعيش بسلام مع نفسي وعائلتي ..  وأزيل عن كاهلي مَسؤولية حملتها لنفسي بسبب ظروف الحرب .. واعتبرت انه واجب علي أن اساعد وأدفع الأخرين للمساعدة من باب الحس الإنساني ..بعد أن بات الوطني والأخلاقي وحتى الإنساني موضع خلاف كبير .

لكنني لم استطع أن أمنع نفسي عن السؤال :

(( ما الفرق بين السلام والاستسلام ؟!؟! ))

سألتها بصوت عال !!! فصمتنا معنا !!

الرغبة أحيانا في العيش بسلام بعيدا عن النقد والمساءلة .. لنسير الحيط الحيط ..لنحمي أنفسنا من كلام الناس ..  نلجم  صوتنا من التعبير بصراحة .. أو نكبح جماح رغبتنا  في التغيير .. درءا لتساؤل جارح وحفظا لاسمنا وسمعتنا من النم والتشكيك والتهم المبطنة ..!!

نصمت .. نساير .. لا نعمل .. لنكسب راحة البال بعيدا عن ثرثرات ووشوشات ووشايات تضعنا في دوائر الاتهام !!

نعم فرغبة العيش بسلام بالنسبة لي لا تعني ابدا الاستسلام والتوقف عن عمل ما اقتنع انه مهم ومفيد وضروري للمساعدة والتغيير نحو الأفضل، وهذا استسلام وتقوقع .. وهو سبب عدم تطورنا للأفضل .. لأن الناس تخاف من بعضها ومن النقد اللاذع ومن التقييم وتشويه السمعة وبالتالي لا تعمل … لا تساعد .. لا تتغير ، والنتيجة مجتمع متقوقع يعيش في استسلام !!

نعم يا صديقتي يؤلمني كلام الناس أحيانا ويعيدني خطوة للوراء .. ولكن لا .. لن استسلم لبعض النفوس الضعيفة والأفكار المريضة .. فالسلام الحقيقي الذي أعيشه يأتي من شكر الناس ودعواتهم …. ومن النتائج الجميلة التي نصل اليها .. والتغيير الإيجابي والأمل الكبير الذي نعيشه معا ..

اريد ان نعيش جميعا في سلام  ..

لا في تقوقع وخوف واستسلام !!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى