بين العادة …وابنتي .. والادمان !!!
دخلت في نقاش أو جدل حامي الوطيس (لم أعد أعرف توصيف الموقف) ، مع ابنتي ذات الاثني عشر عاماً حول موضوع الألعاب الالكترونية ، فهي تحاول إقناعي أن اللعب عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو الانترنت وتحميل هذه الألعاب وتحديثها لا يسبب الادمان إنما هو تسلية ولملئ وقت الفراغ وتوسيع للمدارك العقلية ..!!!!
وأنا بدوري أحاول إقناعها أن هذه الألعاب تسبب حالة من التعود .. تتطور لإدمان تفرضها مبادئ اللعبة القائمة على إشباع رغبة الشخص بالتحدي وبالفوز أو النزعة لملئ الوقت في حال غياب بديل اجتماعي حقيقي أو هواية مفيدة هي أحوج إليهم في هذه المرحلة العمرية.
احتدم النقاش وتمترس كلّ خلف رأيه ..مما دفعني إلى أخذ قرار بفرض اللا .. وإنهاء النقاش.
وأنا بيني وبين نفسي أبرر ديكتاتوريتي برغبة أمومية صادقة ، بحماية أطفالي من عادة تسبب الإدمان … ومحدودية التفكير وتقييد الابداع .. والعزل الاجتماعي .. في عصر تضيق فيه العلاقات الاجتماعية في عوالم افتراضية … وتنحد الأفكار والطاقات الابداعية بأسماء وعلاقات وهمية … وتصبح الهوايات محدودة بممارسة ألعاب لا حركية تعزز تفريغ طاقات الأطفال والناس بأمور تافهة غير منتجة … وتزيد من الضغوطات النفسية خاصة بالألعاب القتالية الحربية وتسبب حالات عنف لا إنسانية.
أنا لست ضد التطور ومواكبة العصر والحداثة … ولكنني أرفض سيطرة العادة والضعف والانقياد بلا إرادة .. من عادة التدخين إلى إدمان النت … فطالما هناك سيطرة وتنظيم للوقت ولا يضيع شيء على حساب العلاقات الانسانية والأعمال المفيدة والأفكار الابداعية .. وقوة الإرادة .. لا مانع من الاستمتاع بكل شيء بالحياة … طالما لا يتحول الى إدمان … ونصبح خانعين مذلولين له ويقتل فينا الإرادة …
وها أنذا أوثق رأيي هنا لتقرأه ابنتي ومن يهمه الأمر .. عل الكتابة أوضح وأصدق وأرق من جدل عقيم ، وصراع جيل مازال يؤمن بأن العلاقة الانسانية ولغة الجسد وسحر العيون أجمل من سحر العوالم الافتراضية والألعاب الاستهلاكية …الخداعة .