بين قوسينكتاب الموقع

أنا والحرية ..

أنا  والحرية أقلب بين صفحاتي .. أقرأ كلماتي .. أقف عند بعض الجمل المكررة .. صياغة مختلفة وبأسلوب يتراوح بين المباشر وغير المباشر .. معاني متشابهة .. الكلمات نفسها أكررها في كل كتاباتي .. مقالاتي ..  التي رافقتني طوال أكثر من سنتين .. في العالم الحقيقي والعالم الافتراضي ..
(سلمية ..سلام .. حوار .. تفاوض .. تعايش .. مسامحة .. قانون عدالة مساواة ..  كرامة ديمقراطية ..لاعنف ولا طائفية ولا تخوين ..)
كلمات اعتبرتها ليست مجرد كلمات تسويقية .. إنما هي أخلاقيات ومبادئ أساسية يقوم عليها أي فكر ثوري يتجه نحو النهوض بالشعوب وارتقائها فكرياً وسياسياً وتحريرها من رواسب التخلف والاستبداد …
كنت أحلم أن تصبح هذه الكلمات واقع حياة يحملنا إلى عالم أفضل يقوم على احترام الآخر .. فمنذ أكثر من سنتين إلى اليوم لم ولن تنتهي الثورات بعد ..انتصرت شكلياً في بعض البلدان .. وما زالت تقاوم في بلدان أخرى قد تستمر لسنوات لتحقيق أهدافها ..  وقد تقوم ثورة على الثورة ..
لا ننكر أنه وبفضل الثورة حصلت تغييرات جذرية في منطق شعوب اعتادت منذ أكثر من 40 عاماً منطق (الحيط الحيط ويارب السترة .. ).
سنتان ونصف حملت الكثير الكثير من التغييرات التي كانت متفائلة حيناً وصادمة أحياناً .. ومحبطة في كثير من الأحيان .. ولكن من الواضح أنها لم تكن كافية لارساء دعائم الحرية والديمقراطية الحقيقية .. التي قامت لأجلها الثورة .
فالثورة بالنسبة لي هي الصرخة التي حطمت قيود الخوف .. وقالت كفى تكبيلاً لأحلامنا في أن نجرب حكاماً آخرين .. كفى لأنظمة تدعي الجمهورية وهي بالحقيقة وراثية .. تعتبر البلد مزرعة والشعب قطيع … إنها مجرد الخطوة الأولى نحو الحرية والتي قد يستغرق الوصول إليها سنوات وأجيال .. فهي كما سبق وقلنا هي تربية وثقافة وممارسة .. وليست مجرد شعار جميل.
وأكبر عائق قد تواجهه شعوبنا العربية للوصول الى الحرية الحقيقية هو اللغط حول مفهومها نفسه .. والذي تدفع الشعوب ثمنه اليوم عنفاً ودماً ودماراً. فهناك فرق كبير بين من يطالب بحرية شعب .. ومن يطالب بحريته الخاصة فقط … !!
فحرية الشعب هي بالتأكيد تضمن حريتك … ولكن حريتك لا تضمن بالضرورة حرية الشعب ..
فالعائق الأكبر أمام حرية الشعب .. هي الأنانية  لذلك ستكون صرختي القادمة: لاتكن أنانياً .. أنت تضيع الوقت .. والدم .. فلن تنتصر إلا حرية الشعب … !!

بوابةالشرق الاوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى