الحكومة .. بالزور …. !!!
مازالت القضية السورية مالئة الدنيا وشاغلتني … !!
فالتناقضات التي تجري حولها تثير الكثير من الذهول، قبل أن تفتح باباً واسعاً من التساؤلات والتعجبات حول ما يجري من سياسة الأمر الواقع والاستخفاف بعقول البشر ..
منذ انطلاقة الثورة السورية ، بغض النظر عن التاريخ الذي استحوذ على مساحة جيدة من النقاش والخلاف إن كان 15 أذار أو 18 أذار تتالت الأحداث بطريقة دراماتيكية أقرب ما تكون للتراجيديا السوداء، التي اغتالت كل مساحات الأمل عند شباب سوري خرج مطالباً بالحرية والكرامة، معتبراً النموذج التونسي والمصري والتجاوب العالمي معهما وتشجيعهما قدوة حسنة في قدرة الشعوب على التغيير .. وتقرير المصير .. ليفاجأ السوريون بتخاذل السوري قبل التخاذل الدولي العالمي، عندما جابه النظام مظاهرات شعبه السلمية بعنف منقطع النظير .. معلناً حرباً مفتوحة على المؤامرة الكونية التي يحيكها العالم ضد نظام المقاومة والممانعة .. وضد سوريا بلداً وشعباً وحكومةً، وليتصدر معارضون سوريون بالخارج شاشات الإعلام والفضائيات معلنين الحرب على النظام وممتطين ثورة الشعب ومتاجرين بمطالبه المحقة والمشروعة .. رافضين أي حوار .. ومطالبين المجتمع الدولي بالتدخل الخارجي .. وتسليح الثورة تيمناً بالنموذج الليبي الذي وجدوه الخيار الأمثل لاسقاط النظام السوري .. متغاضين عن أي حساسيات جيوسياسية تحتلها سوريا ومعلنين العداء لكل من يدعم النظام السوري من إيران الى روسيا، ومتبنين حرباً مفتوحة إعلامياً غير معلنة صراحة على أي فصيل معارض لا يتماشى مع رؤيتهم لاسقاط النظام بالسلاح .. لتتحول شعارات الثورة التي حشدت شباب سوريا الثائر (لا للتدخل الخارجي .. لا للتسليح .. لا للطائفية) إلى مجرد أوهام رومانسية معلقة على جدران الوطن .. ولافتاته … !
واقع ما زلنا نكرره .. وندفع ثمنه .. منذ أن انتقلت المعارضة من الداخل بسبب قمع النظام اللامنطقي ورفضه أي حل سياسي واستخدامه الجيش والدبابات والطائرات ضد شعبه .. لتحتل ساحات الخارج الاعلامية والتمثيلية .. ولتتحول صرخات الحرية
من حناجر شباب سوري ثائر .. إلى تحريض وتجييش طائفي حاقد .. رافضاً الحوار .. ومطالباً بالثأر والانتقام .. ليتشكل المجلس الوطني … بعيداً عن الشارع السوري، متمثلا” بشخصيات لم تلامس وجع الشعب وطموحه .. ولم تمارس
السياسة في طروحاتها وتصريحاتها .. بل تبنت وبكل فجاجة سياسة الاقصاء والتخوين والانتقام .. معلنة أنه لا حل الا الحل العسكري ..
بعد فترة دامت ستة أشهر رفض الشعب هذا المجلس بسبب فشله في تحقيق أي مكاسب للشعب وثورته .. ليتم تجميله وإعادة هيكلته شكلياً بالائتلاف الذي دغدغ مشاعر الشعب بوجود الشيخ معاذ الخطيب القادم من نبض الشعب ومعاناته .. ولكونه
انساناً قبل أن يكون رجل سياسة ليطرح مبادرته بالتفاوض والحوار مع النظام وليتم تفشيلها بمساع حميدة من صقور الائتلاف الداعين لتسليح المعارضة .. ومن قبل النظام الأمني الذي يرفض أي حل قبل القضاء على الارهاب … عبر تدمير البلد.
واليوم يصحو الشعب السوري على حكومة انتقالية لم يعرف أحد من الشعب كيف تم انتخاب شخوصها، ولا ما هي أجندتها لحل الأزمة السورية وحماية الشعب وإعمار البلد .. ومن هو السيد هيتو رئيسها الحالي .. !!!
بغض النظر عن ماهية الأشخاص وطبيعة هذه الحكومة .. وما الدور الذي ستلعبه في تقرير مصير الشعب الذي الى اليوم مازال يعيش سياسة االأمر الواقع .. وفرض القرارات .. والاستغباء .. أفلا يستحق هذا الشعب الذي دفع كل هذه التضحيات
من أجل الحرية ليصل لصندوق الانتخابات .. أن يسمع عن من سيمثله .. وما سيفعل من أجله …!! أم أن دوره فقط أن يكون جسر العبور لطالبي مناصب وكراسي وأن يصفق.
أعتقد أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الإتلاف لجهة عدم صياغته لبرنامج واضح المعالم لإدارة (المناطق المحررة) قبل الإقدام على خطوة تشكيل الحكومة أو انتخاب من سيرأسها. كما أن هناك مسؤولية أكبر من ذلك تقع على عاتق الإتلاف الذي لم يقم حتى الآن بوضع برنامج واضح المعالم يهيئ لمستقبل سورية. إن السياسة لا تمارس فقط بحضور اجتماع هنا واجتماع هناك، أو بالحضور الإعلامي وممارسة التصريحات وإصدار البيانات. أعتقد أن السياسة هي فن صياغة الحاضر وفن صناعة المستقبل.. ومن المؤسف
القول: كم نحن بعيدون عن ذلك.