الخط الأحمر … !!
الخط الأحمر … !!كثرت في أروقة لقاءات واجتماعات المعارضة السورية الأخيرة ، نمنمات موثقة بشهود وتسجيلات حول حالة التشرذم والانقسام التي يعيشها شخوصها تحضيراً لمؤتمر جنيف الثاني.
فرغم ضرورة توحيد جهودهم في هذه المرحلة للخروج بشيء عملي ملموس يرضي ولو جزء من رغبة وطموح السوريين بوقف الدم، والتوصل الى اتفاق يبشر بانتهاء أزمة الموت اليومي الذي يعيشه الشعب .. ما زالت أكبر أزمة قد يعاني منها شعب
هي معارضة هزيلة عاجزة عن اتخاذ موقف جريء بوقف الكوارث التي تحصل في البلد ..
رغم كل محاولاتي سابقاً لضبط النفس، إلا أن الوضع اليوم لم يعد محتملاً أكثر، فالشعب ليس فئران تجارب لاختبار مدى قدرتهم على أداء واجبهم السياسي والانساني تجاه بلد يتحطم وشعب يستغيث .. خاصة أنهم حملوا هذه المسؤولية وحدهم دون
انتخاب ديمقراطي من الشعب .. وقاموا باتخاذ القرارات متفردة دون مشاركة الشعب .. لتأتي قراراتهم كرد فعل على واقع فرضه النظام، وليست نابعة عن وعي سياسي وجغرافي واجتماعي وعسكري بطبيعة سوريا الخاصة جداً.
قد يقول البعض لا حول لهم ولا قوة .. فلا تلوموهم .. قد لا نلومهم عندما لا يكون الثمن دماً .. !! وتكفي كلمة اعتذار لتصحيحه …
الى هذه اللحظة كل ما قدمته المعارضة السياسية هو ردود أفعال عاطفية ليس إلا .. وتبعية مطلقة للقرار الخارجي .. وإهمال لرغبة الشعب بالداخل.. مما خلق فجوة بين الواقع والتنظير .. خاصة عندما اختصرت كل مطالبها باستجداء السلاح .. وهي
في الحقيقة ليست صاحبة القرار وليست المسيطر على السلاح، فهي لاتمون على رصاصة بالداخل .. بسبب كثرة الكتائب وتنوع الأجندات السياسية لمموليها ..
فكيف يطلبون سلاحاً وهم لا يسيطرون حقيقة عليه ؟؟!! ويدعمون اقتتالاً وهم لا يشاركون فعليا به ..!! فهذا بالنسبة لي سقوط أخلاقي يدفعني لأن أرفض أن يمثلني من تلوثت أفكاره بالدم وليس يديه .. حيث يمكننا محاكمة من تلوثت يداه، ولكن من تلوثت أفكاره بالدم، فهو يدمر مجتمعاً بأكمله بحقده الأعمى.
لهجة قاسية أستخدمها من وجعي على شعب لم تكفه بلوته بالنظام.. ليبتلي بمعارضة مشرذمة تخوينية هزيلة .. شاركت من حيث تدري أو لا تدري بدمار البلد والاقتتال الأهلي بسبب قصر نظرها وبعدها عن الواقع .. وخوفها من التخوين اذا هي طالبت بالتفاوض أو بالحل السياسي .. !!
هذا هو واقع معارضة وصل بها الأمر الى أن تتعرض للإهانات من السفير الفرنسي ، ووزير الخارجية الأميركي الذي نعتها بالحضيض … !!
كل ما سبق لا يبرر للنظام عنفه وقسوته.. ولكن من حزننا على من كنا نأمل أن يكون بديلاً أخلاقياً وسياسياً وانسانياً أفضل .. يعيد للشعب كرامته ولثورة الحرية رونقها بدل إغراقها في مستنقع الاقتتال والطائفية والضياع … فسوريا يجب أن تكون خطاً أحمر .. وحياة السوري وكرامته خط أحمر .. تجاوزها الجميع ولم يبقى اليوم الا الدم السوري أحمر ..
فالفرص بدأت تنفذ أمام هذه المعارضة .. والشعب متعب .. والحرب يجب أن تنتهي لنتوقف عند حد الدمار الحاصل اليوم قبل أن يتفاقم أكثر ونخسر البلد كلها .. ولا حل الا بالتفاوض .. طالما لا يستطيعون السيطرة على السلاح …
فالثورة بدأت ولن تنتهي … ولكن الحرب يجب أن تنتهي لنستعيد عدالة وكرامة وحرية الثورة.