بين المطارات …
بين المطارات … أصبح التنفس خارج حدود بقعة ملوثة برائحة الموت ، وغبار الدمار الممنهج ، وزعيق المتطرفين وأصوات المزاودين .. حاجة ماسة لاستنشاق هواء نظيف ومناظر ما زالت تحتفظ ببريقها الانساني، ولم تنجرح شفافههم بطلب الحاجة وتسول النقود..
الحاجة إلى الهروب لبعض الوقت تدفعنا لأن نحمل أوجاعنا ونغادر لنلتقي بين المطارات وعلى الحدود بناس مثلنا .. يبحثون عن ملاذ آمن يقيهم شر الحرب .. بعضهم عزموا على الرحيل وعدم العودة وآخرون ما زالوا يناضلون للبقاء لكنهم بحاجة لنقاهة ومنهم من لازال يبحث عن ملجأ آمن .. شتتنا الوطن وجمعتنا الغربة .. غربة في الوطن وغربة خارج الوطن ، ليصبح السوريون في كل مكان .. تعرفهم من نظرة الترقب والاشتياق في عيونهم ومن لهجاتهم المتنوعة المحببة .. يحملون في جعبهم حكايا محزنة ومؤلمة عن فراق وفقدان ودمار .. يحملون ذكريات سنين طويلة مليئة بالأمل والحب والحنين … يحملون هم وطن كرسوا كل حياتهم ومالهم وأحلامهم لحمايته وبنائه وهاهو يرذلهم ويفتح نيرانه في وجههم ..
إنه الهروب من واقع مؤلم لمستقبل مجهول لم ولن يكون خيارهم …
تتلاقى نظراتهم على أروقة الحدود وعلى أدراج المطارات لتحكي قصة وطن فقد أبناءه وأولاده ليتوهوا بين الطائرات بحثاً عن طريق نجاة فإذا بهم يجمعهم الحنين بأناس مثلهم فقدوا كل شيء إلا الأمل ..ليبقى السؤال المحلق على الشفاه : ماذا يفعل من لم ولا يستطيع الهرب ؟؟؟
يتوه بين نيران هذا وذاك ويدفع الثمن ..!!!
تهجير وتطفيش وتخويف كل من لا زال يفكر بالآخر ويطالب بالعدل ويحمل في قلبه هم الوطن ..
إنها الحرب .. تفترس لحظاتنا الحلوة وتتركنا تائهين على درب السفر… انها الحرب التي لا تعرف منطقاً ولا حدوداً ولا إنسانية .. صحيح أن العولمة حولت العالم إلى قرية صغيرة وأصبح الانتماء للإنسانية وليس لحدود جغرافية … ولكن تبقى سوريا هي مهد العالم ….!!!!!
04.06.2014