بين قوسينكتاب الموقع

على نار هادئة …. !!!

على نار هادئة  (( لم تستوي الطبخة بعد … دعوها تتنهنه على مهل .. فكلما أخذت وقتها كلما كانت الوليمة ألذ وأطيب ..))
فما زالت هناك أمكنة لم تتدمر بعد .. والاقتصاد بدأ بالانهيار ولكن ليس كما يجب .. والعملة تنهار ولكن ليس كافياً …وما زال هناك إصرار من الشعب على الحياة .. لم ينته بعد ..
حوار كأني أسمعه بين قادة الدول العظمى التي تتلاعب بسوريا بعد أن حولتها لساحة صراع وحرب ، أدواتها النظام والفصائل المسلحة ..
ليكن جوابي كلما سألني أحد ( إلى متى.. !!؟) وكأني عالمة غيب وأعمل في التنجيم ..: (لم تستوي الطبخة بعد … ” لو بايدي كانت خلصت من زمان ” .. ولكن أعتذر فلست أنا ولا أي أحد من أفراد هذا الشعب يمكنه إاطفاء النار …. !!)
فالنار أشعلها غباء رد فعل النظام السياسي على الحراك الثوري .. وأسعرها من يريد أن يركب على طموح الشعب وحقوقه في التحرر من الظلم والاستعباد .. وطالب بالعسكرة والسلاح .. لتتحول القضية من شعب يطلب الحرية والكرامة ، الى معركة
طحن وتكسير رأس لتطييف الصراع وتحويله إلى حرب سنية شيعية ، وخضخضة المنطقة من جديد ، وإعادة رسم خارطتها بناء على توازنات طائفية …
لن أخوض للمرة المئة بعد الألف بالتحليلات والتمحيصات والمسببات السياسية … فالواقع يفرض نفسه شئنا أم أبينا ولكن سأسمح لنفسي أنا اليوم أن أسأل الى متى ؟؟!! فالليرة السورية اليوم تنهار أمام الدولار واليورو والأسعار تشتعل ورواتب الناس لم تعد تكفيها أكثر من 5 أيام بالشهر ..
مؤشر انهيار اقتصادي سريع .. ينبئ بانهيار الدولة .. فهل هذا مؤشر على انهيار النظام ؟؟!!
انهيار الليرة لا يعني سقوط النظام .. بل هو انهيار للمواطن وسقوطه في مستنقع القتل والاجرام .. الذي ستجره إليه حاجته وحاجة أولاده للطعام والشراب .. عندما يرى أفواههم فاغرة بانتظار لقمة يسدون بها رمق الجوع الكافر .. انهيار الليرة يعني
سقوط مجتمعي وازدياد الفجوة الاجتماعية بين مناطق متضررة ومناطق آمنة بين عاطل عن العمل ومن لا زال يعمل  …
انهيار الليرة يعني الدولرة … واعتماد الدولار في عمليات البيع والشراء .. انهيار الليرة يعني انهيار اقتصادي وافلاس ومديونيةعالية .. وبالتالي تبعية ..
بالنسبة للمواطن  في الداخل يعني كل شيء إلا سقوط النظام … وما زال الصراع في أوجه .. دون أي رادع إنساني وأخلاقي ….
على ما يبدو فإن الطبخة لن تستوي قبل تحقيق دمار شامل للبلد .. ليستوي الشعب وقياداته ، ويرضخ لمخطط التقسيم أو التسليم  الذي فرضه غباء القوى السياسية وعنجهيتها وغرورها من النظام  إلى قيادات المعارضة ..
وتبقى المعادلة خارج إرادة الشعب .. ويبقى الشعب المفعول به وليس الفاعل ..
ولأني وعدت نفسي أن أبحث عن شمعة أمل أضيئها في عتمة الحرب .. أجد رغبة بالحياة، أسمع ترنيمة بالاصرار .. تنشدهاحناجر من يرفض الموت ويعانق الحياة .. إنه الشعب مهما طال انتظاره وغلا الثمن واحترقت الطبخة .. تفنى القيادات ويبقى
الشعب … ليطبخ من جديد ويطعم أولاده الكرامة والحرية.

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى