لن نكل ولن نمل… !!
لن نكل ولن نمل فأغلبنا يدرك .. والبعض ينكر .. أن الحل في سوريا سيكون سياسياً فقط .. لا غالب ولا مغلوب .. ودعم الحل العسكري هو فقط لاضعاف الطرفين وانهاكهما، ليسهل فرض الحل الذي يريده الخارج، دون أخذ ارادة الشعب .. وخياراته بعين الاعتبار.
الحل الذي يفتت سوريا ويدمرها داخلياً ليسهل تقسيمها والسيطرة عليها .. ويجعلها بلداً مهلهلاً ضعيفاً .. خاضعاً لارادة الدول الكبرى وساحة لعرض قوتها وعضلاتها ..
صراع تحول إلى صراع سني شيعي طائفي علني .. ليبتعد رويداً رويداً عن أهداف الثورة التي قامت على دماء شبابنا من أجل العدالة والكرامة .. وأخذ يدور في فلك الحرب الطائفية ليتحول المحور الشيعي الى طرف معترف به عسكرياً داعم للنظامالسوري بعد أن تم انكار هذا الدور سابقاً فحزب الله اليوم في القصير يقاتل ردا على دخول القاعدة الظلامية الداعمة للثورة ..
حرب لا يعرف تبعاتها إلا من التاع من جحيمها واحترق بنيرانها ليكون الشعب السوري بدمه ووحدته ومدنه ثمناً لها … فرغم بائعي الوهم وتجار الأحلام، الذين استغلوا رغبة الشعب السوري بالتحرر من نظام استبدادي وحلمه بوطن لكل السوريين يحترم القانون والمواطنة .. لا تمييز فيه بين زبانية النظام وأبواقه ، وبين معارضيه والمختلفين بالرأي عنه .. وبين من ينتمي لحزب البعث أو لأي حزب أخر يختلف عنه .. ووعدوه بالدعم المادي والعسكري لتحقيق النصر والفوز .. والتخلص من النظام بأسرع وقت .. إلا أن العالم كله، ومنذ البداية، أعلن أنه لن يكون هناك تدخل عسكري لحسم المعركة لصالح أحد الطرفين كما حصل في ليبيا .. فالحل العسكري اذا لم يتم دعمه بتدخل عسكري خارجي هو فاشل بكل المقاييس وهذا بات واضحاً بعد سنتين .. فمهما تم دعم الثوار بالسلاح ومهما استقدم النظام أنواعاً متطورة من السلاح فالطرفين اليوم عاجزين عن حسم المعركة عسكرياً لأن هدف الدول العظمى هو إطالة أمد الحرب حتى تدمير سوريا من كل النواحي مما يسهل السيطرة عليها ..
فسوريا شئنا أم أبينا لها حساسية خاصة من كل النواحي وخاصة الطائفية .. والحل فيها سياسي بامتياز مهما طال الوقت .. فإما أن نتعلم كيف نحيا معاً أو أن نتقسم … !! وإضاعة الوقت برفض هذا الحل لا يعني إلا مزيداً من الدم والدمار والحقد.. وإعطاء فرصة للقتلى والمجرمين ليستمروا في قتلهم .. لذلك فإن التهدئة ووقف العنف هو مرحلة ضرورية لتهيئة البيئة المناسبة لمحاسبة القتلى والمجرمين ومحاكمتهم .. فالتفاوض ماهو إلا فرصة ليستعيد الشعب السوري أنفاسه وحقه في الحياة .. ليحاسب ويحاكم .. طالما لن يكون هناك أي حسم عسكري.
أما كفى أيها المثقفون الواعون من دعوات للحرب والتجييش الطائفي .. لأن الثمن فقط هو موت الشعب وتهجيره وتدمير البلد .. أما كفى هذا الشعب سنتان بانتظار الحسم العسكري وهو يدفع ثمن الوعود الكاذبة !؟؟
لن نكل ولن نمل ونحن ندعو ليعلو صوت العقل .. صوت الحياة .. صوت الوطن .. وتتوقف الحرب ليستعيد هذا الشعب أنفاسه ويتابع ثورته من أجل الحرية والكرامة .