ما الذي خرب بيت الأمة العربية ؟؟؟؟!!!
ما الذي خرب بيت الأمة العربية منذ نعومة أظفارنا، ومع أول نقطة حليب رضعناها من ثدي العروبة، كان شعار توحيد الوطن العربي تحت يافطة (أمة عربية واحدة …. ذات رسالة خالدة ) المعلقة على مداخل مدارسنا، والمرفوعة على أبواب مؤسساتنا، والمرسومة على حيطان ساحاتنا هو الشعار الذي عليه بنينا مواقفنا الوطنية، وانتماءاتنا القومية، لنشعر أن بلاد العرب أوطاني من المحيط إلى الخليج وأن القضية الفلسطينية هي مصيرنا، واللبنانية هي وجعنا ومقاومتنا، والعراقيةهي قضيتنا .. والسورية اليوم هي ضعفنا وألمنا …
لنتفاجأ مع الوقت، ومع استمرار التخاذل العربي، واكتفائه بالوعود والشعارات، وبيع الأسلحة الفاسدة، وتصدير الطائفية، وتمويل الارهاب، وشراء الذمم، وبيع الأوطان، وعقد الصفقات، وأن ما كنا نعتقد أنه ثمن مواقفنا البطولية،وتضحياتنا العروبية، ومقاومتنا وصمودنا، وسعينا للتحرر والاستقلال من التبعية والامبريالية، هو مجرد تضحية وهمية من أجل حكومات، تبيع مواطنيها بأرخص المزادات، وتشتري مناصب وكراسي ..
ليكون التعتير الذي يولد مع المواطن العربي.. ويقبل به كصفة وراثية لأنه يحمل الجينات العربية، ضريبة على عروبته القوية، ونسبه الأصيل، ألا هو مجرد فقاعات وهمية، خلقتها الحكومات العربية، وزرعتها في عقل المواطن العربي لتبرر أفعالها ..
وبما أن الكرسي والجنس والدين هي من المحرمات الثلاث في بلاد العربان، وأوطان من يدعون الأخلاقيات ويتاجرون بالدين، وكما أن كل ممنوع مرغوب .. يلتهي المواطن العربي بالجنس والدين، ويترك الفكر والسياسة، وبناء المستقبل لأصحاب القيادة والسلطة، وبه يستعين ..!!
فما خرب بيت الأمة العربية .. وألهاها عن قضايا الوحدة والتحرر والتطور والنصر على أعداء العروبة، وترك المجال لدسائس ومكائد يحيكها ضدها الاستعمار بكل أشكاله، ويستخدم فيها الحكومات العربية ضد بعضها وضد شعوبها على مبدأ فرق تسد .. إلا ثلاث:
الكرسي .. والجنس .. والطائفية .. !!!
فهل لا زلنا نستطيع أن نحلم بأمة عربية واحدة … ؟؟!!
19.09.2013