يا ريت … ولو ..!!!
يا ريت … ولو ..!!! أكثر كلمتين استعملهما الشعب السوري في هذه الفترة .. يا ريت .. ولو …!!
( لو تمت محاكمة ومحاسبة من أساء لأطفال درعا .. لو قام ببعض الاصلاحات الحقيقية .. لو صارت انتخابات رئاسية مبكرة .. لو لم يتم اطلاق الرصاص الحي .. لو لم يتم تسليح المعارضة .. لو تم تدخل عسكري خارجي .. لو أخرجوا المعتقلين … يا ريت تتفق المعارضة … يا ريت يوقف القتل ويصير حل سياسي .!!)
هذا حال السوريين اليوم .. تائهون بين يا ريت .. ولو .. بين نظام استبدادي عنفي، وبين معارضة هشة هزيلة غير قادرة على قيادة نفسها .. يصارعون الموت بثبات ورباطة جأش ويحاربون اليأس بابتكار بسمة يغطون بها مرارة الذل والقهر ..
وما زال أكثر سؤال يطرحونه لماذا وصلنا الى هنا ؟؟!!
فلم يكن لسوري أن يتصور أن بلده الجميلة ستدمرها ألة الموت الهمجية وتنطلق منها كل هذه الأمراض الطائفية والتخوينية ..!!
إنه العنف الذي يطلق أقذر ما في الانسان من غرائز .. إنه الظلم الذي يقضي على الانسانية .. إنه الجشع والطمع .. الذي يخلق تجار قضايا وتجار دين وتجار أزمات وطنية … إنها السلطة التي تحول الناس الى وحوش بشرية .. إنها المصالح الدولية …
فعندما يجتمع العنف والظلم مع الجشع والطمع والسلطة .. تبدأ الطائفية والأحقاد بالانتشار .. وتضيع بوصلة الوطن في اتجاهات متضاربة تخدم مصالح فئات وشخصيات تدعي الوطنية ومصالح دول إقليمية ..
هذا ما يحصل اليوم بالضبط في سوريا … وما يزيد الطين بلة :
– انقسامات المعارضة وتشرذمها ولهاثها لنيل رضى الخارج بدل سعيها لكسب تأييد الشعب بالداخل ..
-دعم واضح وعلني وصريح سواء للنظام وحله العسكري أم لتسليح المعارضة .. مترافق مع دخول عناصر غريبة لدعم الحل العسكري ..
-ارتفاع وتيرة العنف المرافقة للتصريحات الغربية بأنه لا مصلحة اليوم للخارج بتنحي الأسد ..
لتبلغ حجم خسائر الحرب في سوريا اليوم (واحد ونص تريليون ليرة سورية ) وأكثر من مئة ألف شهيد …!!
وما زال العالم يتابع أخبار سوريا وعدد الضحايا على الشريط الاخباري في القنوات الفضائية ليغير القناة .. مكتفياً بإيماءة من رأسه مصحوبة بكلمة يا حرام …. !!
فلو كان هناك فعل حقيقي وسعي جاد لوقف هذه المهازل التي تحدث في البلد، لما كانت (يا ريت) و (لو) هي أكثر كلمتين مستخدمتين .. ولأصبحت كلمات مثل حرية .. عدالة .. كرامة .. مواطنة .. سوري وسورية هي الأكثر تداولاً .. ولتحولت شعارات الثورة ولافتاتها الى ورش عمل حقيقية لانهاض البلد من مستنقع الطائفية والانقسام والأحقاد .. ولأعادت مصطلحات مثل حرية الرأي .. واحترام الاختلاف .. والتنوع، الحياة لعقول خنقها التخوين والاقصاء ..
بين ( يا ريت ولو )… !! بلد يتفتت وشعب يقتل … وأحلام تتلاشى .. لنقول .. (ياريت نقدر نحمي سوريا .. لو يتوقف العنف .. لترجع الحياة فيها .. ونرجع نبنيها …!!! )