تحليلات سياسيةسلايد

تأجيل الانتخابات التشريعية شمال سوريا يفاقم خلافات دمشق وقسد

مجلس سوريا الديمقراطية” يؤجل الملتقى التشاوري للمبادئ الدستورية، الذي كان مقرراً عقده في مدينة الرقة، وذلك بهدف تهيئة بيئة أكثر ملاءمة للحوار الوطني.

 

أكدت “الإدارة الذاتية الكردية” أن “مناطق شمال وشرق سوريا هي الأكثر أمنا”، وذلك في ردها على إعلان السلطات السورية تأجيل الانتخابات التشريعة في الحسكة والرقة والسويداء لأسباب أمنية، حيث لا تزال الخلافات تعيق المفاوضات بين الطرفين في ظل أزمة سياسية وأمنية حادة في سوريا تعيق إجراء الانتخابات التشريعية على كامل الأراضي السورية.

وشددت “الإدارة الذاتية” في بيان الأحد، على رفضها “أية إجراءات تتجاهل الحقوق المشروعة لكل المكونات في البلاد”. كما اعتبرت أن ” التاريخ يكرر نفسه ويتم مرة أخرى سلب الحق في الانتخابات والتصويت من كل السوريين”.

ورأت أن ” هذه الانتخابات ليست ديمقراطية ولا تعبّر عن إرادة السوريين بأي شكل من الأشكال، ولا تمثل سوى استمرار لنهج التهميش والإقصاء الذي عانى منه السوريون خلال 52 سنة ماضية، تحت حكم البعث”، ووصفت قرار التاجيل بأنه “تغييب وإقصاء لقرابة نصف السوريين”.

وجاء هذا الموقف بعد أن أعلنت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب في سوريا السبت، أن أول انتخابات برلمانية في ظل الحكم الجديد، والمقرر إجراؤها في سبتمبر/أيلول المقبل، لن تشمل محافظات السويداء في جنوب البلاد والحسكة والرقة لأسباب أمنية.

ومن المقرر أن تجرى الشهر المقبل عملية انتخابية غير مباشرة لاختيار أعضاء مجلس الشعب الجديد والذين يعيّن ثلثهم الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، من أصل 210 أعضاء يوزعون على المحافظات بحسب عدد السكان.

كذلك لا يزال التوتر سائدا في السويداء ذات الغالبية الدرزية، والتي شهدت أعمال عنف دامية في يوليو/تموز الماضي، بين مجموعات درزية مسلحة وعشائر من البدو، وفق ما أعلنت حينها السلطات الأمنية الرسمية

وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية على محافظتي الرقة والحسكة وسط علاقة متوترة مع دمشق رغم إبرامهما اتفاقا في 10 مارس/آذار الماضي حول دمج المؤسسات المدنية والعسكرية، لكن بنوده لم تطبق بعد بسبب خلافات بين الطرفين.

وقال عضو وفد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) للتفاوض مع الحكومة السورية سنحريب برصوم، الرئيس المشارك لحزب “الاتحاد السرياني”، أن المفاوضات مع دمشق متوقفة حالياً بعد رفض الحكومة عقد جولة جديدة في باريس، مشيراً إلى أن دمشق ترغب في حل جميع مؤسسات الإدارة الذاتية المدنية والأمنية والعسكرية.

وفي حديثه مع شبكة “رووداو” الكردية أوضح برصوم أن وفد التفاوض يسعى لإطلاع جميع مكونات المجتمع في شمال شرقي سوريا على مستجدات الحوار، مشيراً إلى جلسة عقدت مؤخراً في الحسكة مع ممثلين عن منظمات المجتمع المدني.

وأشار برصوم إلى أن تفسير دمشق لفقرة “دمج المؤسسات” الواردة في الاتفاقية الموقعة في 10 مارس/آذار الماضي بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي، يقوم على حل المؤسسات بشكل كامل، بينما ترى “الإدارة الذاتية” أن الدمج يمكن أن يتم عبر ربط المؤسسات بنظيراتها في دمشق دون حلها، وهو ما لا تزال نقطة خلاف جوهرية بين الطرفين.

وفي مارس/آذار الماضي، وقع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، اتفاقًا يقضي “بدمج” جميع المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية.

 

ويشمل الاتفاق أيضًا المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز، ويأتي الاتفاق في الوقت الذي ضربت فيه موجة من أعمال العنف الساحل السوري الذي تسكنه أغلبية علوية، وأسفرت عن سقوط أكثر من ألف قتيل.

وأوضح برصوم أن “رؤية الإدارة الذاتية تقوم على مبدأ اللامركزية، بحيث تُدار مؤسسات منتخبة من أبناء المنطقة، تمثل جميع مكوناتها وتعكس إرادة شعوبها”، مؤكداً أن الحل السياسي السلمي عبر المفاوضات هو الطريق الوحيد للتوصل إلى تسوية شاملة.

وعن مستقبل المفاوضات، أشار برصوم إلى أنه لم يتم تحديد موعد جديد لأي جولة، وأن وفد “الإدارة الذاتية” بانتظار رد رسمي من دمشق بشأن مكان وزمان استئناف الحوار.

وبالتوازي مع استمرار الخلاف مع دمشق، أعلن “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) تأجيل الملتقى التشاوري للمبادئ الدستورية، الذي كان مقرراً عقده في مدينة الرقة، وذلك “بهدف تهيئة بيئة أكثر ملاءمة للحوار الوطني”.

وأوضح المجلس في بيان صدر عقب اجتماع للهيئة الرئاسية في الرقة، بحضور الرئاسة المشتركة ليلى قره مان ومحمود المسلط، أن القرار جاء “حرصاً على إنجاح الملتقى باعتباره محطة وطنية هامة”، مشيراً إلى أن المستجدات السياسية على المستويين المحلي والإقليمي وما يرافقها من توازنات دولية تستدعي توفير ظروف أفضل لإطلاق الحوار.

وبحسب المجلس، فإن تأجيل الملتقى يهدف إلى ترسيخ مبادئ دستورية جامعة تخدم مسار الحل السياسي في سوريا، والمساهمة في بناء دولة ديمقراطية تعددية لامركزية.

وفي وقت سابق كشف مصدر من “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) لموقع تلفزيون سوريا عن استعداد الأخير لعقد “ملتقى تشاوري” في مدينة الرقة لمناقشة المبادئ الدستورية.

ويعد “مسد” الجناح السياسي لـ “قسد”، ويضم أحزاباً وتيارات عربية وكردية وسريانية وآشورية، إلى جانب شخصيات ومثقفين وسياسيين سوريين من غالبية المناطق السورية.

وكان من المقرر أن يشارك في الملتقى أحزاب وأطر سياسية من شمال شرقي سوريا، إلى جانب وجهاء وشيوخ عشائر عربية وممثلي نقابات ومنظمات محلية، إضافة إلى شخصيات وأحزاب وتيارات من بقية المناطق السورية، وكذلك ممثلين عن الطائفتين “الدرزية والعلوية”.

واندلعت اشتباكات متقطعة بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية الأحد، بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والجيش السوري على أطراف مدينة دير الزور، حسبما أفادت وسائل إعلام سورية محلية.

وأفادت مصادر سورية بأن المناوشات وقعت في نقاط تماس بين الطرفين، دون ورود أنباء عن وقوع خسائر بشرية حتى الآن.

وتأتي هذه الاشتباكات في ظل التوترات المستمرة بين “قسد” التي تسيطر على مناطق شرق الفرات، والجيش السوري المتمركز في المناطق الغربية من المدينة.

ميدا إيست أونلاين

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى