تأخر النطق: كيف تتعاملين مع مشكلة تأخر الكلام لدى الأطفال؟

يهجس كثير من الأمهات بظاهرة تأخر النطق لدى أطفالهن، لا سيما حين تتعارض الاستشارات الطبية حيال الأمر.

تتساءل كثير من الأمهات عن كيفية تشخيص مشكلة تأخر النطق لدى الطفل، وهو ما لا يتأتّى بدقة إلا عند تتبع جدول النطق لدى الطفل، وفقاً لتطورات عمره، مع مراعاة أن ثمة فروقات فردية بين الأشقاء وحتى بين حالة طفلكِ والحالة النموذجية الموجودة في الجدول، ما يتطلب منكِ التدقيق على كون طفلكِ لا يعاني مشكلة عضوية في اللسان والحلق أو مشكلة نفسية ما.

فيما يلي بعض الإرشادات للاستدلال على كيفية التعامل السليم مع طفلكِ الذي يعاني من تأخر الكلام:

– نمّي حسّ طفلكِ السماعي من خلال لفت نظره لجرس الباب وأصوات الألعاب ومخارج الحروف وأصوات الحيوانات والمطر وغيرها من ظواهر وكائنات تصدر أصواتاً.

– اصرفي نظر طفلكِ عن الوسائل التكنولوجية التي تكرّس من العزلة لديه، واستعيضي عنها بمزيد من الحوارات وإصدار الأصوات وانتظار محاكاة طفلكِ لها، بالإضافة للحرص على زجّه في التعامل الاجتماعي مع أقرانه وفتح حوارات معه، حتى وإن كان نطقه غير مفهوماً بعد.

– الفظي الحروف والكلمات بشكل صحيح مع الحرص على إيضاح مخارج الحروف جيداً. إياكِ واستخدام لغة الدلع والدلال والمناغاة مع طفلكِ، فتسهمين من خلال هذا بتعليمه طريقة خاطئة في النطق.

– كوني حاسمة لبعض الوقت فيما يتعلق بإصرارك عدم الرد على طفلكِ إن لم ينطق طلبه، حتى لو كنتِ تفهمين ما يريده. انتظري منه نطق ولو حروف بسيطة من اسم الطعام الذي يريد، لكن لا توصليه لمرحلة اليأس. حاولي مساعدته من خلال قول الاسم والطلب منه ان يردده.

– ابدأي باسم الطفل، واطلبي منه بإصرار أن يتعلم قول اسمه. يكون هذا من خلال مناداته به مراراً، ومن ثم مناداته باسم آخر. قولي عقب هذا “هذا ليس اسمك، صحيح؟ ما هو اسمك؟”. مرة تلو أخرى سيحاول النطق باسمه.

– اطلبي من إخوته مساعدته من خلال محاولة فتح حوار معه، ومناداته باسمه على الدوام، مع تحذيرهم من عدم السخرية منه في حال لم يفلح النطق أو في حال تم نطق بعض الكلمات بطريقة خاطئة.

– استخدمي منهجية التعليم باستخدام اللعب. أدخلي الكلام من خلال اللعب، ولا تظهري له الأمر كما لو كان مقصوداً. ضعي ألعاب المطبخ البلاستيكية وتظاهري بالطبخ، واطلبي منه إحضار الكوب والصحن، وأعيدي الكلمة مراراً، وهكذا. مرة تلو أخرى سيتعلم نطق الكلمات، بعد أن يفهمها ويحفظها في ذاكرته ويربطها بمظهر الأشياء.

– حاولي حل مشكلة تأخر النطق لدى الطفل قبل إدخاله في المرحلة الدراسية؛ ذلك أن كثيراً ممن يعانون هذه المشكلة يتعرضون للإحباط ومزيد من التقوقع والخوف إن وجدوا أترابهم يتحدثون بطلاقة فيما هم يعجزون عن إيصال ما يريدون. يتم حل المشكلة من خلال استشارة الطبيب المختص، ومن ثم محاولة الاستعانة بخبير نطق مختص. إن بدأ طفلكِ بخطوات الحديث الأولى، فسيكون بوسعكِ حينها التفكير بإدخاله لمرحلة رياض الأطفال، على أن يتم لفت نظر معلمته للمشكلة؛ للمساهمة في حلها ومنع حدوث حالات إحراج له من قِبلها أو من قِبل الطلبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى