تجربة استثنائية تعيد “كريم عبد العزيز” للسينما

أحمد الريدي-

ربما كان عيد الفطر هو الموسم الأول منذ سنوات، الذي يجتمع فيه كبار النجوم من أجل المنافسة على شباك التذاكر، وبالرغم من كون الأعمال الكوميدية هي الغالبة هذا العام، فإن كريم عبدالعزيز اختار أن يظهر بشكل مختلف من خلال فيلم “الفيل الأزرق”، الذي كتبه أحمد مراد وأخرجه مروان حامد.

المنافسة هذه المرة شرسة، يتصدرها حتى اللحظة الثلاثي أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو بفيلم “الحرب العالمية الثالثة”، المتربع على صدارة الإيرادات، وفي المركز الثاني حل كريم عبدالعزيز بفيلمه، متفوقاً على أحمد حلمي وياسمين عبدالعزيز.

الفيلم المأخوذ عن رواية “الفيل الأزرق” للكاتب أحمد مراد، استطاع أن يلفت إليه الأنظار، خاصة أنه الأول لكريم عبدالعزيز بعد ثلاث سنوات من الغياب عن السينما، كما أن تجاربه الأخيرة لم تكن على المستوى المأمول.

وفي تصريحات خاصة لـ”العربية.نت” أكد الناقد الفني طارق الشناوي أن الفيلم يعد تجربة استثنائية، خاصة أن كريم عبدالعزيز هذه المرة يقدم شخصية درامية، وليس “كراكتر” كما اعتاد تقديمه في الفترة الأخيرة.

غموض يجذب المشاهد

وأوضح الشناوي أن العمل نفسه كرواية تتحول إلى لغة سينمائية، حمل غموضا يجعل المتلقي يبحث عن سر اللغز، وهو ما يجذب المشاهد، كما أنه احتوى على جزء من عالم ما وراء الطبيعة.

واعتبر الناقد الفني السيناريو قد صنع بذكاء شديد، خاصة أن الكاتب أحمد مراد أخلص للفكرة بشكل كبير، كما أنه لم يعتمد على فكرة طرح “الإفيهات” السينمائية دون مبرر، بل جعلها جزءاً حميماً من العمل الفني.

أما المخرج مروان حامد، فأثبت أنه يستطيع توظيف كافة التفاصيل الخاصة بالعمل الفني من خلال ما قدمه في الفيلم، بالإضافة إلى الموسيقى التي صنعها هشام نزيه (قدم في شهر رمضان الماضي موسيقى مسلسل “السبع وصايا”)

تكامل العمل

جهة الإنتاج لم تبخل على العمل، خاصة أن شركة فرنسية مختصة هي من قامت بتنفيذ المؤثرات السمعية والبصرية، ما جعل كل هذه التفاصيل تجعل العمل متكامل، بحسب ما يرى الشناوي، الذي اعتبر أن نهاية الفيلم لم تغلق باب السحر الذي احتوى عليه الفيلم.

كما أثنى على الصراع الذي صنع بذكاء بين شخصيات الفيلم، الذي يشارك في بطولته خالد الصاوي ونيللي كريم ومحمد شاهين، لذلك يرى الشناوي أن العمل بالقياس العام هو فيلم استثنائي، وسيكمل مرحلة ما بعد أسبوع العيد بنفس النجاح، كما توقع أن يحتل الصدارة في ترتيب الإيرادات، وأن ينافس عليها بشدة.

انتقادات للرواية

العمل يدور حول دكتور “يحيى”، طبيب نفسي، يعود إلى العمل بمستشفى العباسية بعد خمس سنوات من الغياب، ليطلب منه الالتحاق بالقسم المختص بكتابة التقارير عن مرتكبي الجرائم الجنائية، إلا أنه يلتقي هناك بصديق قديم هو شريف الكردي، الذي يعيد إلى بطل الفيلم أحداثا حاول جاهدا أن ينساها.

ولكن البعض اختلف حول الرواية، حتى إن الانتقادات طالتها حينما دخلت إلى القائمة القصيرة لجائزة “البوكر”، غير أن الشناوي اعتبر أن لغة السينما تختلف عن لغة الرواية، كما أن الانتقادات التي طالت الرواية، ظهر في مقابلها دفاع كبير عنها، معتبراً أن السينما اكتسبت كاتباً جديداً متميزاً هو أحمد مراد.

العربية نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى