علاقات اجتماعية

تحديات السنة الأولى من الزواج وكيفية التغلب عليها

السنة الأولى من الزواج حاسمة، فقد تكون عاملاً لتوطيد العلاقة، أو وسيلة لإظهار مدى الخلاف والاختلاف بين شخصيتي الزوجين الشابين، فكل طرف يسعى لإظهار قوة شخصيته ومقدرته على فرض رأيه، اعتقاداً أن هذه هي الطريقة المثلى لتحقيق أقصى المكتسبات، ولا يدرك الطرفان أن التعنت بالرأي والعناد هما دعائم تقويض العلاقة وليس بنائها.

بالسياق التالي، التقت “سيدتي” استشاري العلاقات الأسرية آمال إسماعيل؛ لتحدثك عن تحديات السنة الأولى من الزواج.

تقول: “تعد السنة الأولى من الزواج أمراً حاسماً ودليلاً هادياً لكيف ستكون عليه العلاقة، فيما أن السنة الأولى بعد الزواج من المعروف أنها صعبة على الزوجين؛ بسبب التوقعات التي يضعها كل طرف على شريكه، فالزوجان يكونان في مرحلة التكيف بكل معنى الكلمة، ومهما كانا متفقين في طريقة تفكيرهما أو تربيتهما أو ثقافتهما؛ لا بد أن تكون هناك نقاط للاختلاف، ولكي يتم تجاوز هذه النقاط؛ لا بد من وجود قدر معين من التفهم والتوازن والمرونة والمقدرة على المشاركة من قبل كلا الطرفين”.

تؤكد إسماعيل أن طريقة وكيفية تعامل الزوجين مع بعضهما البعض أمر بالغ الأهمية والخطورة؛ من أجل إنشاء علاقة تملؤها المودة والسكينة والمحبة الدائمة، وقد وجدت بعض الدراسات أن الأزواج الذين انفصلوا خلال الأعوام الأولى من الزواج لم يستطيعوا التكيف مع تحولات العلاقة الجديدة والتحديات التي تواجهها، وتقف حجر عثرة أمام نجاحها.

التحديات التي تواجه الزوجين في السنة الأولى من الزواج

التحدي الأول: العمل على تحقيق توقعات كل طرف

إدراك أن السنة الأولى من الزواج ستكون وردية، وأن كل شيء سيكون جميلاً وممتعاً، دون معارك أو جدالات هو خطأ. فنحن كبشر وكزوجين، لا بد أن ندرك أن كل تغيير في حياة أي منا سينطوي على المقاومة والتحديات والصراعات. والاعتقاد بأن كل شيء سيكون مثالياً وهم كبير لن يسهم في إنجاح الزواج. فعندما يكون هناك خلاف حول شيء ما في المنزل، سيعتقد أحد الزوجين أو كلاهما أن علاقتهما سيئة بالفعل. فيصاب بالإحباط، ويبدأ في رؤية الزواج كشيء سلبي.

تقول آمال إسماعيل: “نحن نتحدث عن شخصين قررا العيش معاً ليكونا بذرة صالحة لمجتمع صالح. ومن ثمّ لا بد أن يدركا أن كلاً منهما يجلب كل خبراته وتجاربه ومعتقداته وقيمه الشخصية لهذه الحياة. لذا فإن العيش معاً يعني تعلم وتفهم وتقبل الاختلاف، والجمع بين خبرات وتجارب كل منهما لإنشاء تجارب وخبرات مشتركة تجمعهما معاً”.

التحدي الثاني: تحديد أدوار ووظائف كل طرف

من المهم القيام بذلك قبل الزواج حتى يكون من الواضح من سيكون مسؤولاً عن كل شيء. على سبيل المثال: الأعمال المنزلية، وإجراء عمليات الشراء، ودفع ثمن الخدمات أيضا. فإذا كان كلا الزوجين يعمل؛ فيجب عليهما تقسيم الأعمال المنزلية الأساسية. فلا يوجد نص قانون أن المرأة فقط هي التي تقوم بهذا الأمر، وهو معتقد في عالمنا العربي، على أن الحقيقة أن هذه المسؤولية مشتركة بين الزوجين.

التحدي الثالث ل السنة الأولى من الزواج: الأطراف الثالثة في العلاقة

تقول إسماعيل: “أحد أهم تحديات السنة الأولى من الزواج هو تدخل أطراف ثالثة في العلاقة؛ عائلة الزوج (والدة ووالد الزوج وإخوته)، الأصدقاء، عائلة الزوجة (والدة ووالد الزوجة وإخوتها)؛ ما قد يفاقم حدة المشكلة ويزيد في اتساع حجم هوة الخلاف أيضا. فالمشكلة عندما تكون بالأساس خاصة بين الزوجين، فإن أفضل ما يمكن أن يفعلاه لتجنب الإزعاجات هو العيش على مسافة آمنة من العائلتين، وتجنب طلب المساعدة عند أول صعوبة. على أننا لا يجب أن ننكر أنه في بعض الأحيان قد يحتاج الزوجان لتدخل الأهل أو الأقارب أو حتى الاصدقاء. وهو ما أمرنا الله تعالى به، “فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا”، وذلك من أجل طلب النصيحة، أو قضاء بعض الوقت معهم للابتعاد عن أتون المشكلة، وهذا أمر مقبول طالما حافظ كلا الزوجين على مسافة آمنة لتجنب التطفل المفرط، وبالتالي عدم التسبب في المزيد من المشاكل الزوجية”.

التحدي الرابع ل السنة الأولى من الزواج: المشاكل الاقتصادية

عندما يتفق الزوجان على العمل معاً وتشارك النفقات، لا تكون هناك مشكلة كبيرة. لكن الوضع قد يصبح صعباً عندما يعمل أحدهما ويبقى الآخر في المنزل. فالأمر يتعلق بإدراك أن العمل في المنزل والعمل في الخارج يتطلب جهداً وتفانياً وتضحية. وحتى لو أسهم أحدهما بالمال والآخر لا يفعل ذلك، فالقوامة للرجل طبعاً. وقد تنشأ مشكلة عندما يغير الزوج رأيه بشأن عمل زوجته. فلو وافق على عملها قبل الزواج؛ لا يحق له رفض عملها بعد الزواج. فالزوجة تجد هذا الأمر بمثابة خداع لها، وقد تتخذ مواقف صدامية تجاه رفض زوجها أو تغيير رأيه. على أن الأمر بالنهاية يتعلق بالاتفاق والتوافق والمزيد من المرونة وتغليب مشاعر الحب.

التحدي الخامس ل السنة الأولى من الزواج: قضاء الوقت معاً

بعد الزواج يجد الزوج نفسه مكبلاً بالأعباء المادية وتعدد الالتزامات والعمل. ومن ثمّ قد لا يهتم بقضاء وقت ممتع مع شريكة حياته. حتى يتمكن من توفير كل الوقت للعمل لتوفير احتياجات المنزل والحياة الجديدة. لكن هذا الأمر قد يجعل الزواج غير صحي ويكون سبباً بالمشاكل بين الزوجين. ولتجاوز هذا الأمر يمكن للزوج تخصيص وقت معين بالمساء مثلاً للحديث عن أحلامه وأفكاره المشتركة مع شريكة عمره، ومشاعره الرومانسية تجاهها أيضا يمكنه كذلك التحدث عما يناسبه وما لا يناسبه، أو يمكنهما مشاهدة فيلم معاً، أو الذهاب في نزهة مشياً على الأقدام، أو ممارسة التمارين الرياضية معاً.

التحدي السادس: إفساح الوقت لكلا الطرفين لإيجاد مساحته الخاصة

تقول خبيرة العلاقات الزوجية: “في حين أنه من الصحيح أن الزوجين يريدان أن يكونا معاً في كل لحظة، إلا أنه يتعين على كل منهما فتح الطريق أمام إيجاد مساحة خاصة لكل فرد؛ للتأمل والتفكير والقيام بالأشياء التي يحبها”.

بالنهاية. فالسنة الأولى من الزواج قد تجلب تغييرات وتجارب للزوجين مختلفة، ونجاح العلاقة واستمراريتها يعتمد بالأساس على قرار الزوجين واستعدادهما وحبهما أيضا. على أنه من المهم ألا تثبط عزيمتهما إذا ظهرت مشاكل أو خلافات؛ لأنها أمر طبيعي. والشيء المهم هو معرفة كيفية مواجهة هذه الخلافات وتجاوزها وعدم وصف الزواج بأنه سيء، ولكن رؤية فرص النمو وراء هذه المواقف، فبمجرد التغلب على التحديات ومواجهتها؛ تزداد سعادة الزوجين في جميع النواحي”.

 

مجلة سيدتي

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى