تحذيرات بإسرائيل من أنّ قصف بطاريات الـ “S300” قد يُشعِل الحرب مع روسيا وسوريّة والوضع مع حزب الله قاب قوسين أوْ أدنى من الانفجار

دفعت إسرائيل كلّ طاقاتها الإعلاميّة وحشدتها من أجل التقليل من أهمية تزويد سوريّة بمنظومة الدفاع المُتطوّرة والمُتقدّمة من طراز (S300) وذلك في مُحاولةٍ يائسةٍ وبائسةٍ لطمأنة الرأي العّام في الدولة العبريّة، خصوصًا وأنّ هذا التهديد لم يكُن على الأجندة الإسرائيليّة، التي اقتنعت وأقنعت مُواطنيها بأنّ روسيا لن تنكث بالوعد الذي قطعته على نفسها في العام 2013 بتزويد سوريّة بهذه البطاريّات المُتطورّة والمُتقدّمة جدًا، وبالتالي فإنّ الصفعة كانت مُجلجلة جدًا لرئيس الوزراء نفسه، الذي تباهى بمناسبةٍ أوْ بغيرها بأنّ صديقه، أيْ الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتن، وعده بأنّ هذه البطاريّات لن تصل إلى بلاد الشام، الأمر الذي تأكّد على أنّه أقوال في أقوال.

وفي هذا السياق رأى الجنرال في الاحتياط عاموس يدلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكريّة في جيش الاحتلال (أمان)، والذي يترّأس اليوم منصب مدير مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ التابع لجامعة تل أبيب، رأى في مقالٍ نشره بصحيفة (يديعوت أحرونوت)، أنّه في مستهل الربع الأخير من عام 2018 تقف إسرائيل أمام تحديات أمنية في ستّ ساحاتٍ: النوويّ الإيراني، ومساعي التموضع والتمركز الإيرانيّ في سوريّة وفي لبنان، لافتًا إلى أنّه مع التشديد على مشروع دقّة الصواريخ، وتوريد بطاريات (S300) لسوريّة، والتهديد من جانب حزب الله، والتصعيد المتبلور في قطاع غزة، والاضطراب في يهودا والسامرة، وهو الاسم التلموديّ للضفّة الغربيّة المُحتلّة.

وتابع قائلاً إنّه بالنسبة للتموضع الإيرانيّ في سوريّة وفي لبنان، فرغم الضربة الأليمة التي تلقتها إيران في أيار (مايو) الماضي، فإنّها مصممة على المواصلة في أنْ تبني في هاتين الدولتين قدراتٍ عسكريّةٍ متطورّةٍ ودقيقةٍ تُهدّد إسرائيل، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّه حتى الآن لم يتّم صدّ التصميم الإسرائيلي لإحباطها، ولكنّه استدرك قائلاً إنّ هذا الأمر حدث ولكن ليس بلا مخاطر، مثلما تجسّد في الفترة التي في أعقابها أسقطت الطائرة الروسيّة من قبل سوريّة، مؤكّدًا على أنّ توسيع انتشار القدرات الدقيقة إلى لبنان أيضًا، الذي يصعب على إسرائيل أنْ تسلم به، يؤكّد التفجر في الجبهة الشماليّة، بحسب تعبيره.

أمّا فيما يتعلّق بحصول الجيش العربيّ السوريّ على المنظومات الجديدة، فقال الجنرال الإسرائيليّ إنّ بطاريات الدفاع الجويّ من طراز اس300 هي منذ الآن في سوريّة لتضمن أمن الروس في سوريّة، على حد قول وزير الخارجية سيرغي لافروف. وساق الجنرال يدلين قائلاً إنّه عمليًا، منذ اليوم ثمة في سوريّة بطاريات أكثر تطورًا، من طراز اس300، يستخدمها الجيش الروسيّ لأغراضه، مُشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّه إذا تُركت البطاريات الجديدة في أيادٍ سوريّةٍ، فإنّ الحرية العملياتية لسلاح الجو الإسرائيليّ ستتضرر، وسيضطر إلى تدميرها، وهذه إمكانية كامنة لتوترٍ مُتصاعدٍ حيال روسيا، فما بالكم حيّال سوريا، تساءل الجنرال الإسرائيليّ وأبقى الجواب مفتوحًا.

على صلةٍ بما سلف، رأى المُحلّل للشؤون العسكريّة، ألون بن دافيد، في مقالٍ نشره على الموقع الالكترونيّ لصحيفة (معاريف) العبريّة، رأى أنّ الروس لن يُسرِعوا في تسليم هذه المنظومة المتطورّة جدًا للأيادي السوريّة غير المهنيّة في جيش الأسد، على حدّ تعبيره، لأنّهم بحسب زعمه، يعرفون المخاطر المحفوفة بخطوةٍ من هذا القبيل، وبالتالي نقل عن مصادر أمنيّة رفيعةٍ في تل أبيب قولها إنّ فترة تأهيل السوريين لتفعيل المنظومة الجديدة قد تستمّر فترةً طويلةً، كما زعمت المصادر عينها أنّ الروس لن يستعجلوا في تشغيل هذه المنظومة ضدّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ، لأنّهم إذا أقدموا على هذه الخطوة فإنّهم سيكشفون نقاط الضعف لهذه المنظومة في كلّ ما يتعلّق بالهجوم، على حدّ تعبير المصادر.

وشدّدّ المُحلّل نقلاً عن المصادر عينها، على أنّ الروس ما زالوا يُخاطِرون، فنصب البطاريّات على الأراضي السوريّة وتحت العلم السوريّ، قد تؤدّي إلى صراعٍ تكنولوجيٍّ من الدرجة الأولى: المُقاتلة الأمريكيّة من طراز إف35، والتي حصلت عليها إسرائيل من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، في مُواجهة أقدر منظومة دفاع روسيّة، والتي تُعتبر تاج الدرّة في الصناعات العسكريّة الروسيّة، بحسب قول المُحلّل الإسرائيليّ، الذي أضاف أنّ الروس بإمكانهم دائمًا اتهّام السوريين، ولكنّهم على علمٍ ودرايةٍ كامليْن بأنّ لهذا الصراع التكنولوجيّ ستكون تبعات وتداعيات إستراتيجيّة.

واختتم المُحلّل بن دافيد قائلاً إنّ الأمر الذي يُقلِق فعلاً في الأزمة الروسيّة-الإسرائيليّة هو الحديث المُتداوَل في الجمهوريّة الروسيّة، والذي بحسبه، يتسّم بمُعاداة الساميّة، حيث امتلأت وسائط التواصل الاجتماعيّ قفي روسيا بالتعابير المُعادية للساميّة، وفي مُقدّمتها اتهّم اليهود، وليس الإسرائيليين بإسقاط الطائرة الروسيّة بالقرب من مدينة اللاذقيّة السوريّة، هذا بالإضافة إلى أنّ الروس باشروا بتحديد هية المُوظّفين في الجمهورية بحسب الانتماء، أيْ أنّهم باشروا بتصنيف اليهود على حدّةٍ، الأمر الذي يُذكّر بفتراتٍ ظلمٍ وغبنٍ من الحرب العالميّة الثانيّة، بحسب قول المُحلّ بن دافيد.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى