تحركات في أوبك لتعويض التراجع في الإمدادات الإيرانية
قال مندوبون السبت إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها قلصوا إنتاجهم من النفط في أغسطس/آب، حين عطل انخفاض في الإمدادات الإيرانية بسبب العقوبات الأميركية محاولاتهم لزيادة الإنتاج والوصول به إلى المستويات المتفق عليها. يأتي هذا في الوقت الذي يستعد فيه منتجو الطاقة لإجراء مباحثات في الجزائر.
وتزيد هذه التطورات الضغوط على المنظمة لتعزيز الإنتاج في ظل دعوات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخفض أسعار النفط. وقال مصدر على دراية بالمباحثات لوكالة رويترز للأنباء يوم الجمعة ان أوبك وحلفاءها بقيادة روسيا يدرسون إمكانية زيادة إمدادات الخام بمقدار 500 ألف برميل يوميا في الوقت الذي تتسبب فيه العقوبات الأميركية على إيران، ثالث أكبر منتجي أوبك، في تقلص صادرات طهران.
وقال أوليفييه جاكوب من شركة بترومارتيكس للاستشارات “إذا كانت هناك زيادة مقترحة، فستصبح هناك وفرة في الآراء المعارضة التي تقول إن مثل تلك الزيادة تقلص حتى الطاقة الإنتاجية الفائضة“. وأضاف “السعودية ارتكبت خطأ محاولة تعويض خسارة الإمدادات الإيرانية ببديل في الوقت المناسب، لكن سوق النفط تتطلع إلى أمن أكبر من هذا في الإمدادات. نتيجة لذلك، أصبح ارتفاع أسعار النفط يضع نمو الطلب على النفط في خطر”.
وخلصت لجنة مراقبة إنتاج النفط التي تضم أوبك ومنتجين مستقلين، والتي تجتمع في العاصمة الجزائرية الأسبوع الجاري، إلى أن مستوى التزام المنتجين باتفاق خفض المعروض بلغ 129 في المئة في أغسطس/آب وفقا لما ذكره اثنان من مندوبي اللجنة. وأضافا أن الالتزام بالخفض المتفق عليه كان 109 في المئة في يوليو/تموز، وهو ما يشير إلى أن المجموعة تجاوزت الخفض المتفق عليه.
وأبلغ وزير النفط العماني محمـد بن حمد الرمحي الصحفيين السبت بأن أوبك وروسيا والمنتجين الحلفاء من خارج المنظمة تجاوزوا خفض إمدادات النفط الذي تعهدوا به بمقدار 600 ألف ب/ي في أغسطس/آب، وهو ما وصل بحجم الخفض إلى نحو 2.4 مليون برميل يوميا.
وفي أواخر 2016، توصلت أوبك وروسيا وحلفاء آخرون إلى اتفاق لخفض الإنتاج سعيا لوقف تراجع في أسعار النفط بدأ عام 2014. لكن بعد أشهر من خفض الإمدادات بأكثر مما يدعو إليه الاتفاق، اتفقوا في يونيو/حزيران على زيادة الإنتاج بالعودة إلى مستوى امتثال بنسبة 100 في المئة.
ويعادل ذلك زيادة في الإنتاج قدرها نحو مليون برميل يوميا، لكن أحدث الأرقام تشير إلى أن البعض لا يزال بعيدا عن تحقيق ذلك الهدف.
ووصل سعر خام برنت هذا الشهر إلى 80 دولارا للبرميل مما دفع ترامب إلى دعوة أوبك مجددا إلى العمل على خفض الأسعار. وكتب على تويتر يقول “نحن نحمي دول الشرق الأوسط، وبدوننا لن يكونوا آمنين في الأمد الطويل، ومع ذلك هم يواصلون دفع أسعار النفط للارتفاع! سنتذكر ذلك. على أوبك أن تخفض الأسعار الآن”.
وقالت مصادر في أوبك إن أي تحرك رسمي لزيادة الإنتاج سيستلزم أن تعقد أوبك ما يسمى اجتماعا غير عادي، وهو مقترح ليس على الطاولة بعد. لكن المصادر قالت إن اللجنة الوزارية لأوبك والمنتجين المستقلين، والتي تجتمع يوم الأحد، ما زال يمكنها أن توصي بزيادة أكبر في الإنتاج إذا لزم الأمر.
ميدل إيست أونلاين