تحليلات سياسيةسلايد

تداعيات انقلاب مُؤسّس “فاغنر” الذي ملأ الدنيا وشغل الناس..

محمود القيعي

بانقلاب مؤسس فاغنر يفغيني بريغوجين على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومؤسسته العسكرية، يترقب العالم التوابع وسط ترحيب البعض، ورفض آخرين.

المشهد العالمي يبدو ساخنا وسط ترقب للتداعيات.

الأمر فصل، وما هو بالهزل، فكيف قرأ المحللون الحدث وتداعياته؟

برأي الدكتور إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية فإن الموقف السياسي والأمني في روسيا يتطور ويتدهور بسرعة مذهلة وبما لم يكن واردا في اية توقعات، مشيرا إلى أن الأخطر هو أننا قد نكون امام بوادر انشقاق سرعان ما سوف يتصاعد داخل المؤسسة العسكرية الروسية، ليشكل بداية تمرد علي الرئيس الروسي بوتين وسط حالة من الغليان الداخلي.

وأضاف مقلد أن  ما قاله قائد قوات فاغنر – أهم شركة عسكرية روسية خاصة ولها أذرع خارجية عديدة وتجمع في صفوفها عشرات الآلاف من المقاتلين المحترفين والمدربين وممن تتوفر لهم خبرات قتالية ميدانية لا يستهان بها – هو ما قاله بحق الرئيس بوتين من انه اتخذ القرارات الخطأ في هذه الحرب التي لم يكن لها ضرورة او داع، وانه وقع ضحية تضليل متعمد له لتحريضه ودفعه الي الدخول في حرب زعم وزير الدفاع ومعه هيئة اركانه لبوتين ان اوكرانيا والناتو كانا بصدد الهجوم علي روسيا وهو زعم لم يقم علي صحته اي دليل.

وأوضح أن هذا هو اخطر ما يمكن توجيهه من اتهامات الي الرئيس الروسي، مشيرا إلى أن هجوم رئيس منظمة فاغنر علي وزير الدفاع الروسي شويجو ورئيس اركانه بلغ حدا مذهلا وغير مسبوق من العدائية والتحدي اذ لم يكن من المتصور أن يهدده رئيس فاغنر بشنقه علنا في الميدان الأحمر ودفنه مع لينين.

وخلص مقلد إلى أن الموقف آخذ في التدهور السريع مع إنكار الكرملين ان يكون لمزاعم واتهامات قائد مجموعة فاغنر اي اساس من الواقع، مؤكدا أن ما يحدث في روسيا الآن ويتفاعل علي الجانبين ويفجر كل هذه الشظايا والالغام يؤشر وبلا جدال أن يد بوتين ستكون مغلولة.

واختتم مؤكدا أن السيناريو الجديد الذي تعيشه روسيا مع نفسها ومع جيشها وشعبها ومع حربها في أوكرانيا، سوف يؤكد الانطباع في العالم بان سعي الغرب وتصميمه علي الإطاحة بالرئيس الروسي بوتين والتخلص منه بتوريطه في حرب لن يعرف كيف يخرج سالما منها، هذا الهدف قد يكون بصدد التحقق، وقد يحدث انقلاب علي بوتين من المجموعة المحيطة به كما سبق وان فعل بريجينيف وبودجورني وكوسبجين مع الرئيس السوفيتي خروشوف، وكما فعل نائب الرئيس جورباتشوف في محاولة الانقلاب المعروفة التي جرت لاقصائه، لافتا إلى أن السوابق موجودة ومعروفة ومألوفة، وقد تكون منظمة فاغنر بنفوذها وووضعها الخاص كمجموعة عسكرية قوية ومحترفة هي البوابة لهذا الاحتمال الأخير.

وأنهى مؤكدا أن الألغاز كثيرة واللعبة معقدة والضالعين فيها خليط من الداخل والخارج، والمؤسسة العسكرية الروسية تقف الآن امام منعطف خطير وهو أن تواصل هذه الحرب أو تتمرد وتتوقف لتقول كلمتها، وليكن بعدها ما يكون.

أكون أو لا أكون

برأي المحلل السياسي د. رضا عبد السلام فإن بوتين الآن بات في وضع صعب،إما يكون أو لا يكون.

وأضاف أن علينا التفتيش عن الأيادي الغربية فيما حدث،مؤكدا أن بوتين لن يسكت على ما حدث.

وخلص إلى أن الوضع في روسيا خطير للغاية،لافتا إلى أنه يمكن أن نتوقع من بوتين الأسوأ إذا تطورت الأمور في غاية صالحه، لاسيما وهو يملك السلاح النووي.

الصين

السؤال الذي فرض نفسه: ما هي ردود فعل الصين مما حدث؟ وهل تسارع إلى دعم حليفها الروسي لتحقيق الأحلام المشتركة؟

عبد السلام أجاب عن السؤال بتأكيده أن الصين سيكون لها موقف داعم لبوتين، مؤكدا أنه في حال تمت الإطاحة بنظام بوتين، ستكون الصين في موقف ضعيف أمام الغرب.

واختتم مؤكدا أن الصين هي الخاسر الأكبر مما حدث، متوقعا أن تدعم حليفها الروسي بكل قوة.

أخطر لحظات روسيا

في ذات السياق قال السياسي المصري زهدي الشامي إنه بعد كلمة بوتين لم يعد هناك أى شك فى أن روسيا تشهد واحدا من أخطر احداث تاريخها، تمرد مسلح من مجموعة متمردة، هى اليوم مجموعة فاغنر صنيعة السلطة الروسية ذاتها، بقيادة يفجينى بريغوجين الذى اتهمه بوتين الآن أنه يعمل لمصالح شخصية، احداث وصفها بوتين بانها خيانة داخلية وطعنة فى الظهر فى وقت تخوض فيه البلاد حربة مع أعداء خارجيين.

وأضاف الشامي أن أخطر سيناريو لتطور الأحداث فى روسيا، لم يتنبأ به أو يتخيله احد، واصبحت المواجهة المسلحة على المحك وأمر اعتقال ومحاكمة برغوجين معلنا.

وتابع قائلا: “وبينما الأمل لم يختف فى استجابة جنود المجموعة للعقل والتنبه للخديعة التى وقعوا فيها، حيث هناك انباء عن استجابة بعض هؤلاء الجنود للعودة لمواقعهم، فالسيناريو الأسوأ هو الأكثر ترجيحا، وممكن أن تستغل أوكرانيا هذا الوضع بكل تأكيد.”

وخلص إلى أن الساعات القادمة ستكون حاسمة وتحمل الكثير، مؤكدا أن “بريغوجين” نفسه قد انتهى دوره داخل النظام الروسى، و لامحالة سيواجه إما التصفية وإما الاعتقال والمحاكمة.

الصين

من جهته قال السياسي المصري سيد مشرف إن نبوءة بريزينسكي يبدو بتفتيت روسيا يبدو أنها ستتحقق، داعيا إلى الصين المساعدة وإلا ستضيع هي الأخري حسب قوله.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى