ترامب «مستعد للضغط» على نتانياهو لدفعه إلى القبول بـ «صفقة القرن»

يسود تخوّف لدى الإدارة الأميركية من تدهور يحمله استمرار الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، عبّر عنه مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب صهره جاريد كوشنير، في وقت سرت أنباء تفيد بأن ترامب «مستعدّ للضغط» على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لـ «يقبل» بـخطة السلام الأميركية المعروفة بـ «صفقة القرن».

في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله الأسبوع الماضي، في زيارة سعت إلى «حضّ السلطة الفلسطينية على عدم المضي في مواقفها وخطواتها ضد إسرائيل»، والمتمثلة في إمكان وقف التنسيق الأمني والاتفاقات الاقتصادية وسحب الاعتراف، كما تناولت ملف التهدئة بين حركة «حماس» وإسرائيل. وفي السياق، نقلت صحيفة عبرية أن المجلس السياسي الأمني الإسرائيلي المصغر (كابينيت) مقتنع بأن «عاصفة رعدية» سبّبت إطلاق صاروخين من قطاع غزة صوب مدينتي بئر السبع وتل أبيب الأربعاء الماضي.

وكشفت القناة الإسرائيلية العاشرة مساء أول من أمس، أن ترامب أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 أيلول (سبتمبر) الماضي، بأنه مستعد للضغط على نتانياهو ليقبل بـ «صفقة القرن ونقلت القناة عن «مصادر ديبلوماسية غربية مطلعة على المحادثة»، أن ترامب قال لماكرون إنه «قدّم الكثير إلى نتانياهو»، إذ نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وأن بلاده تمنح إسرائيل 5 بلايين دولار سنوياً، وبالتالي بوسعه التشدد معه (نتانياهو) في شأن «صفقة القرن»، مثلما فعل مع الفلسطينيين. وسأل ماكرون ترامب عن سبب تشدده مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ليردّ ترامب بأن ذلك «يعود إلى رفضهم التحدث معنا، وهو أمر غير مقبول»..

وأضافت القناة أن ماكرون هو من بادر بطرح الموضوع الإسرائيلي- الفلسطيني، إذ قال إنه يعتقد بأن «نتانياهو لا يريد حقاً التقدم في عملية السلام لأنه يحب الوضع الراهن»، فردّ ترامب بالقول إنه يميل إلى الموافقة على هذا التحليل، مضيفاً أنه «على وشك الوصول إلى النتيجة ذاتها».

على صلة، رأى كوشنير أن «النزاع الإسرائيلي الفلسطيني مستمر منذ وقت طويل» معتبراً أن «الوضع القائم لا يمكن أن يستمر، إذ سيوصلنا إلى ما هو أسوأ». وأضاف في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» الأميركية، أنه «في مرحلة ما، على القيادات أن تتخذ قراراً شجاعاً وتتوصل إلى اتفاق، ونأمل أن الطرفين جاهزان للقيام بذلك وعن العلاقات المتوترة بين واشنطن والسلطة الفلسطينية على خلفية اعتراف ترامب بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، قال كوشنير إنه «بعد عرض خطة السلام، سيقرأها الفلسطينيون وسيوافقون عليها وسيدخلون في مفاوضات».

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية «كان» بأن اتصالات مكثفة تجري لتنظيم زيارة لرئيسة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الجديدة، جينا هاسبل، إلى رام الله، «ما يشير إلى علاقة في مراحل التطور ولم تتأثر من القطيعة بين السلطة الفلسطينية وإدارة ترامب توازياً، كشفت وسائل إعلام عبرية أن عباس التقى رئيس «شاباك» نداف أرغمان في منزله في رام الله الأسبوع الماضي، وأكد له أن السلطة ستوقف التنسيق الأمني «فوراً» في حال نفذت إسرائيل تهديدها بخصم مخصصات الأسرى وأسر الشهداء من عائدات الضريبة التي تحوّلها إلى السلطة الفلسطينية.

وأشارت إلى أن المحادثات تناولت اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية المقرر الأحد المقبل، والذي من المتوقع أن يتخذ قرارات ضد «حماس» وإسرائيل والولايات المتحدة، إذ «سعى أرغمان إلى إقناع عباس بألا يذهب بعيداً في قراراته ضد إسرائيل، خصوصاً إلغاء اتفاقية باريس الاقتصادية، والتنسيق الأمني، وسحب الاعتراف بإسرائيل».

وفي ما يتعلق بقطاع غزة، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ، بأن الحكومة وجهاز الأمن الإسرائيليين، توصلا إلى استنتاج مفاده أن حركتي «حماس» و»الجهاد الإسلامي» لم تتعمدا إطلاق الصاروخين اللذين سقطا في مدينة بئر السبع وفي البحر قبالة شواطئ تل أبيب، بل عزا سببهما إلى «عاصفة رعدية»، «ولذلك تقرر الامتناع، في هذه المرحلة، عن شن عملية عسكرية في القطاع».

صحيفة الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى