ترامب و الكورونا !
خاص باب الشرق :
لم يكن ينقص ترامب إلا الكورونا، لتظهر حقيقته أكثر وأكثر . في البداية أستهتر بالفيروس، و سخر من أخباره. وهذا ما جعل الحقيقة تصدمه، كما تصدم شاحنة ترولا التور الفلتان في آخر المنحدر، عندما أعلن حاكم أوهايو، إنتشار المرض في الولاية بشكل ساحق.
ثم أنتقل ترامب من الإستهتار إلى الإستهبال عندما دعا الأميركيين لمواجهة الوباء بالصلاة. تصوروا الدولة العظمى، و صاحبة أكبر الجامعات ومراكز البحوث العلمية، رئيسها يستهبل و يتدروش، و يدعو شعبه إلى التدروش و تسليم أمرهم لله في مواجهة الوباء القاتل.
و بعد عشرة أيام يلحس ترامب كل إستهباله وإستهتاره ليعلن أن المخابر العلمية ، في سياتل، وصلت إلى صيغة من لقاح ضد الكورونا، معلناً أنه سيتم تجربته على 45 متطوع للتأكد من تأثيراته الجانبية، وعندما علم أن الصين وصلت إلى لقاح و بدأت بتجربته، سارع إلى إتهام الصين أنها وراء إطلاق الفيروس عندما سماه بـ ( الفيروس الصيني).
يقال أن مسارعة ترامب لتسجيل السبق العلمي بالحصول على لقاح الكورونا، الذي سينقذ الأميركيين و العالم ، ليس إلا رقصة إنتخابية في حملته الرئاسية، أي أنه بعدما أستخدم الدروشة والإستهبال في إقناع الأميركيين بإيمانه الشعبي، أنتقل ليستخدم السبق العلمي ليبقى في البيت الأبيض و لو على أنفاس الكورونا و إختناق الناس به.
الأنكى من ذلك في موضوع الوصول إلى لقاح للكورونا، ما عرف من محاولات ترامب رشوة العلماء الألمان في الشركة التي توصلت إلى علاج ( لقاح) للكورونا، و أنتشرت أخبار سعي ترامب لنقل الإنجاز العلمي الألماني إلى أميركا وعرضه مليار دولار مقابل الإستحواذ على الدواء الألماني وحقوقه التجارية. و كانت نتيجة هذه المحاولات الترامب, إقالة المدير التنفيذي للشركة الألماني الذي قابل ترامب و تفاوض معه حول اللقاح.
هذا هو ترامب، رغم كارثية وباء كورونا، فإنه يستخدمه في حملته الإنتخابية. إنها الديمقراطية الترامبية، التي لم تر في مصيبة الكون الكورونية على الإنسانية إلا عاملاً إنتخابياً يروج له لسرقة كرسي الرئاسة مرة أخرى و للتجارة بالدواء المنقذ لتحقيق مكاسب مالية وسياسية. كل ذلك ليس إلا جزءاً من مخاطر وصول سمسار عقارات إلى حكم دولة عظمى، و بدلاً من إبراز عظمتها إنسانياً يستثمر عظمتها كخطر يهدد الإنسانية جمعاء.