تركيا تريد حرمان القبارصة اليونانيين من ثرواتهم الطبيعية
قال وزير الخارجية التركي الخميس إن تركيا ستتخذ إجراءات ضد تنقيب القبارصة اليونانيين عن النفط والغاز حول جزيرة قبرص مضيفا أن القبارصة الأتراك لهم حقوق في تلك الاحتياطيات. وقال الوزير مولود تشاووش أوغلو إن وزارتي الطاقة والخارجية تعملان معا لأخذ خطوات ضد الإجراءات “الأحادية” من جانب القبارصة اليونانيين. وتابع أن إرسال سفينة حفر يظهر “عدم صدق” الجانب اليوناني في محادثات إعادة توحيد الجزيرة التي تعثرت الأسبوع الماضي.
وقالت وزارة الطاقة القبرصية إن السفينة (ويست كابيلا) توجهت الأربعاء بناء على تعاقد مع شركتي توتال الفرنسية وإيني الإيطالية إلى موقع قبالة سواحل قبرص لتبدأ التنقيب عن الغاز.
تأتي أعمال الحفر، وهي بموجب التزام تعاقدي بين توتال وقبرص، بعد أيام من انهيار محادثات لإعادة توحيد جزيرة قبرص المنقسمة عرقيا بين القبارصة اليونانيين والأتراك. وتقول تركيا، التي غزت شمال قبرص في 1974 ردا على إنقلاب عسكري وجيز بإيعاز من اليونان، إن الحكومة المعترف بها دوليا لا تملك الصلاحية للتنقيب عن النفط والغاز.
وقال وزير الطاقة القبرصي في بيان إن من المقدر الانتهاء من البئر أونسيفوروس ويست 1 في خلال 75 يوما تقريبا.
تملك الشركتان حقوق ترخيص في الامتياز الواقع على بعد ستة كيلومترات من الحقل ظُهر وهو كشف الغاز المصري البحري العملاق الذي حققته إيني في 2015.
وفي الشهر الماضي أصدرت قبرص إخطارا لعمليات الملاحة في المنطقة بأن أعمال الحفر ستبدأ اعتبارا من العاشر من يوليو/تموز حتى أوائل أكتوبر تشرين الأول. وقال وزير الطاقة إن من المتوقع أن يصل الحفر إلى عمق نحو 4.25 كيلومتر عن مستوى سطح البحر أو 1.6 كيلومتر عن قاع البحر.
وعبر رئيس الحكومة اليونانية الكسيس تسيبراس عن دعمه “للحقوق السيادية” لجمهورية قبرص في استغلال حقولها الغازية وذلك غداة تحذير تركيا للشركات الدولية من العمل في مشاريع غاز قبالة جزيرة قبرص.
وقال تسيبراس اثناء نقاش في البرلمان “ان التعاون بين اليونان وقبرص يمثل المحور المركزي للسياسة الخارجية لليونان وهو ما يشمل بداهة دعم جمهورية قبرص في ممارسة حقوقها السيادية في منطقتها الاقتصادية الخالصة”.
وشركة نوبل اينرجي الأميركية هي أول من اكتشف الغاز في 2011 قبالة قبرص في حقل افردوديت الذي يقدر احتياطيه بنحو 127.4 مليار متر مكعب من الغاز. ولم يبدأ استغلال الحقل.
واصدرت جمهورية قبرص في 2016 طلب عروض لمنح تراخيص استغلال الغاز والنفط “اوفشور” في ثلاث مناطق. وبين الشركات التي أبدت اهتمامها “ايني” و”توتال” و”اكسون موبيل”. لكن ثروة قبرص من الغاز تشكل أحد المواضيع الخلافية الرئيسية بين نيقوسيا وانقرة.
وحذر رئيس تركيا رجب اردوغان الاثنين الشركات الدولية من تنفيذ مشاريع في هذا المجال دون حصول اتفاق بين طرفي النزاع في قبرص. واشار الى ان عدم احترام هذا الطلب قد يكلف هذه الشركات “صداقة تركيا” ملمحا الى احتمال تضرر علاقاتها مع تركيا.
واتى هذا التحذير بعد فشل جديد الاسبوع الماضي في مفاوضات اعادة توحيد جزيرة قبرص التي نظمت في سويسرا برعاية الامم المتحدة. واصطدمت المفاوضات خصوصا بمسألة سحب القوات التركية من شمال هذه الجزيرة المتوسطية وطلب تركيا الابقاء على حقها في التدخل في قبرص، بحسب مصادر دبلوماسية.
ميدل ايست أونلاين