تشابهات
ضرر جانبي عدم استساغة الكاكاو
جمهورية البرزاني المؤجلة تشبه ولايات ترامب الجبارة.
هذا وجه شبه ساخر حيث الاثنان يشغلان الرأي العام الكوني هذه الأيام. الأول من أجل براميل من النفط اليومي، والثاني من أجل كل براميل النفط الكوني.
وجه الشبه أنهما لا يستطيعان تنفيذ ما تعهدا بتنفيذه. فالبرزاني يحتاج إلى رضوخ ثلاث دول هي العراق وإيران وتركيا لكي يصبح الإقليم جمهورية قابلة للحياة. وبغير ذلك يصبح مضحكاً أن يلجأ شعب لحصار نفسه بنفسه، حتى الموت، في سبيل راية واستقلال دولة غير قابلة للعيش.
ترامب… انتظر العالم قراره بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران فخرج علينا بعدم تصديقه فقط. ذلك التراجع متوقع. لأنه، مثل البرزاني، يحتاج إلى موافقة خمس دول وأكثر من أوروبا، ومن كونغرس منقسم، ومجلس شيوخ لا يضمن أحد موافقته، ومجلس أمن بقرار.
هكذا يصبح عسيراً تفسير السياسة، ويصبح ممكناً تشبيه أصغر حاكم بأكبر حاكم، ما دامت الأخطاء في اتخاذ القرارات، تشبه اللعب بالسلاح الفارغ من الطلقات: يخيف الموجودين، ويرضي غرور اللاعبين. والنتيجة لا شيء…
إن مشكلة البرزاني ابتزازية، وهو يعرف سقفها. ومشكلة ترامب شخصية. عنده بزنس رهيب مع إسرائيل ومع السعودية. وعنده الغرور الكافي لتخويف خصومه، ولبثّ رعب حافة الهاوية التي يعجز حتى الآن وسيبقى، عن وصفها وتعريفها في ظلال المتغيرات الدولية، التي منها وجود الروس.
البرزاني لا قوة له ليفرض إرادته.
وترامب مليء بالقوة ولكنها تلك العاجزة عن فرض إرادتها.
وهكذا: الإقليم لا يصبح جمهورية.
وهكذا: إيران لا تتحول بالتهديد من قوة إقليمية إلى الإقليم الضحية.
مرة أخرى: ثمة فرق بين لاعب كرة القدم، وحَكَم كرة القدم. الأول يبحث عن هدف، والثاني يبحث عن خطأ.
لا أدري إن كان عليّ الاعتذار من الملا مسعود البرزاني لتشبيهه بدونالد ترامب؟ مبرئاً الشعبين،الأمريكي والكردي، من أخطاء القادة.