تطورات الميدان السوري تمهد للقاء أوباما بوتين (أنطوان الحايك)

 

أنطوان الحايك

في وقت يكشف فيه زوار العاصمة السورية عن مقتل أحد كبار أمراء تنظيم "القاعدة" المعروف بـ"أبو مصعب الليبي" في معركة تل الأبيض ونقل جثته الى تركيا، تحدثت  تقارير غربية رسمية عن حصول معارك حقيقية بين بعض كتائب "الجيش السوري الحر" من جهة وجبهة "النصرة" من جهة ثانية . كما أكدت على نجاح الأكراد في استعادة غالبية المواقع التي كان "الجيش الحر" قد استولى عليها في ريف حلب الشمالي، وذلك في أعقاب المعلومات التي كشفها دبلوماسي غربي ونقلتها "النشرة" في حينه حول وقف دعم بعض الدول الخليجية لبعض الفصائل السلفية والتكفيرية بناءاً على تمني أميركي وأبرزها السعودية والدول الدائرة في فلكها وحصر الدعم للشؤون الإنسانية بحيث يصح القول أن الدول الداعمة عسكرياً ولوجستياً باتت تقتصر على تركيا وقطر.
ويعزو التقرير أسباب التحول النوعي لاداء الجيش السوري الميداني إلى اعادة هيكلة القوى العسكرية المقاتلة واعتمادها على المعلومات السرية من خلال خرق استخباراتي لصفوف جبهة "النصرة" والتصرف وفق معطيات مدروسة، وهذا يرجع إلى نصائح وخبرات روسية وايرانية تمكنت من اعادة تصويب المسار الميداني وتوظيفة في المعركة السياسية المفتوحة.
ويصف التقرير في أحد بنوده العمليات العسكرية التي تشهدها الساحة السورية بالنوعية مع تسجيل اداء محترف من قبل الفريقين المتحاربين، أي المعارضة المسلحة باطيافها كافة والجيش النظامي، وذلك في مشهد يؤكد دخول الكبار على خطوط الحرب الساخنة وشروعهم في ترتيب الأرض لتسجيل انتصارات ولو محدودة لتوظيفها في المفاوضات التي بدأت منذ كانون الأول الماضي في دبلن واستمرت في جنيف تمهيداً للقاء قمة بين الرئيسين الاميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين في التاسع عشر من شباط الجاري، مع ما يعنيه ذلك من استباحة للوسائل المشروعة وغير المشروعة والقفز فوق المحرمات لتسجيل نقاط اضافية يمكن صرفها في بازار التسوية الكبرى التي وإن انطلقت من سوريا فانها ستشمل المنطقة الساخنة بأسرها.
في هذا الوقت يبحث النظام عن انتصار استراتيجي يسقط محاولات عزل الرئيس بشار الأسد دولياً ومنعه من الترشح لانتخابات العام 2014، فيما يسعى المفاوض الاميركي إلى حفظ ماء وجه حلفائه من جهة والمحافظة على مصالح الغرب الاستراتيجية والنفطية والاقتصادية المنتشرة في الدول العربية والنفطية من جهة ثانية، فواقع الحال يؤكد أن صمود النظام بحد ذاته يشكل العلامة الفارقة التي تعطي المعسكر الروسي أوراقاً اضافية تعيده إلى المنطقة من بابها الواسع عبر سوريا الساعية فعلاً لا قولاً إلى تسوية مقبولة تعيد الانتظام إلى نقطة مقبولة يمكن الانطلاق منها لتعميم الحل السياسي الذي بات مستقراً في أيدي دول القرار الأكبر.
ويختم التقريري المذكور بالاشارة إلى أن واقع الأزمة السورية ليس بالسوء الذي تنقله وسائل الاعلام العربية والأوروبية وحتى الأميركية، خصوصاً بعد أن مهدت التطورات الأخيرة إلى سلسلة من الاجراءات من خلال تصفية قادة عسكريين من جهة وعزل قادة سياسيين من جهة ثانية في ما يشبه تحضير الأرضية لخطوة متقدمة قد تلوح في الأفق خلال الأشهر القليلة المقبلة وليس كما تعتقد بعض الدول الأوروبية المنشغلة بهمومها الدلخلية والاقتصادية والسياسية.

 

الالكترونية اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى