تعاظم الخطر على رفح: نتنياهو «ينعى» المفاوضات… والمقاومة لا تتراخى
تعاظم الخطر على رفح: افتتح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، جلسة «كابينت الحرب»، بتوبيخ وزراء فيه وأعضاء الوفد المفاوض، بسبب التسريبات الإعلامية حول المفاوضات بين دولة الاحتلال وحركة «حماس».
وبعد مرور نحو 10 أيام من دون عقد جلسة حول المفاوضات. وبالتزامن مع تظاهرات في الكيان ضدّ إدارة الحكومة للحرب، وللمطالبة بإتمام صفقة تبادل مع المقاومة. هاجم نتنياهو، في بداية الجلسة، بشدّة، المسؤولين عن التسريبات، وقال. إن «الإحاطات الكاذبة من فريق التفاوض لا تضرّ إلا بجهود إعادة الأسرى»، معتبراً أن هؤلاء «زرعوا اليأس في نفوس أهالي الأسرى، ولم يجلبوا إلا تشديد مواقف حماس، وهم كاذبون».
وفي تهديد واضح بطردهم، أضاف أنه «إذا كان هناك شخص في فريق التفاوض غير مستعدّ لقبول قرارات المستوى السياسي لمجرد الحصول على عناوين في وسائل الإعلام، لأغراض سياسية، فليكن محترماً ولا يكنْ هنا بيننا». وبحسب ما نقلت قناة «كان» العبرية عن مصادر مطّلعة، فإن «نتنياهو يتّهم (وزير الحرب، يوآف) غالانت بتسريب معلومات من مداولات أمنية مغلقة».
نتنياهو يلمح إلى عملية عسكرية قريبة في رفح
وكان نتنياهو، قبل جلسة «الكابينت» بساعات قليلة، أعلن أن «حماس رفضت كل عروضنا لإطلاق سراح مخطوفينا بشكل قاطع»، متوعّداً بـ«(أننا) سننزل عليها ضربات مؤلمة قريباً»، في تلميح إلى عملية عسكرية قريبة في رفح. وفي هذا السياق، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن «رئيس هيئة الأركان صدّق على خطط لاستمرار العمليات في الجبهة الجنوبية»، مشيراً إلى أن «قوّاتنا تستعدّ لتهيئة الميدان من أجل العمليات القادمة».
وتولّت وسائل الإعلام العبرية توضيح هذا الإعلان بالقول إن «رئيس الأركان وافق على خطط العمل في رفح». وفي حين يدفع نتنياهو في اتجاه عملية عسكرية في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، فهو «يمنع عقد جلسة استراتيجية أقرّها مجلس الحرب سابقاً، لمناقشة أهداف الحرب» بحسب الإعلام العبري، مستمراً في التهرب من النقاش الذي تجنّبه طوال الأشهر الماضية، مكتفياً بعناوين عامة وشعارات يجمع المراقبون في العالم، وفي إسرائيل نفسها، على استحالة تحققها.
جاهزية فصائل المقاومة على الأرض في حال تم اجتياح رفح
في المقابل. حذّر رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، من إقدام جيش الاحتلال على اجتياح رفح. مؤكّداً في الوقت ذاته جاهزية فصائل المقاومة على الأرض.
وفي مقابلة أجراها مع وكالة «الأناضول». خلال زيارته لتركيا. قال هنية: «من الواضح جداً أن العدو الإسرائيلي لديه قرار بأن يستبيح كل نقطة وكل مكان وكل مدينة في غزة. ولا سيما أنه يتحدّث عن رفح منذ أشهر».
وهاجم هنيّة الموقف الأميركي من عملية عسكرية هناك، معتبراً إياه «مخادعاً». مشيراً إلى أن «كل المدنيين الذين قتلوا في غزة استشهدوا بالأسلحة والصواريخ الأميركية وبالغطاء السياسي الأميركي».
وأكّد هنية. أن «حماس» «لم تقع في فخ الخداع، وما يسمّى تبادل الوظائف بين الأميركيين والإسرائيليين»، مضيفاً أنه «إذا قرّر العدو الإسرائيلي أن يذهب إلى رفح، فإن شعبنا الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء، والمقاومة في رفح هي أيضاً مستعدّة لتدافع عن نفسها، وتتصدّى للعدوان، وتحمي نفسها وشعبها».
حماس – وقف إطلاق نار دائم أولوية عندنا
كما تطرّق إلى المفاوضات مع العدو. مشيراً إلى أن. «وقف العدوان أولوية عندنا، ومن أجل ذلك وافقنا على الدخول في مفاوضات شريطة أن تفضي إلى وقف إطلاق نار دائم. كما وإلى انسحاب شامل وعودة كل النازحين وصولاً إلى صفقة تبادل مشرّفة». لكن إسرائيل «حتى هذه اللحظة، ورغم عشرات الجلسات وعشرات الأوراق المتبادلة عبر الوسطاء، فإنها لم توافق على وقف إطلاق النار. وكل ما تريده استعادة أسراها ثم استئناف الحرب على غزة، وهذا لا يمكن أن يكون». وتابع: «العدو يريد لحماس وللمقاومة أن توافقا على خرائط لانتشار الجيش الإسرائيلي، كأننا نشرعن احتلال القطاع أو جزء منه».
ولفت إلى أن «الذي يعرقل التوصل إلى اتفاق هو الاحتلال (…) والإدارة الأميركية التي تتبنّى في كل محطة مفاوضات الرؤية الإسرائيلية».
صحيفة الأخبار اللبنانية