علوم وتكنولوجيا

تعرّف على أول آلة غسيل للبشر!

تعرّف على أول آلة غسيل للبشر!…. بتصميم يُشبه قمرة طائرة نفاثة، ‘ميراي نينغين سينتاكوكي’ توفر غمرا جزئيا في ماء دافئ يتم التحكم بدرجته تلقائيًا عبر مستشعرات كما تقوم بتحليل الآلة الحالة العاطفية للمستخدم لتعديل التجربة وتوفير الاسترخاء والرفاهية.

كشفت شركة “سيانس كو” اليابانية مؤخرا عما يمكن اعتباره اول غسالة للبشر، في استكمال لفكرة موجودة منذ حوالي خمسة عقود بقيت طويلا حبيسة لافلام الخيال العلمي.

وتم الكشف عن “ميراي نينغين سينتاكوكي”، أو “غسالة البشر المستقبلية”، في معرض أوساكا 2025، حيث لاقت استحساناً كبيراً.

والغسالة مستوحاة من نموذج أولي ظهر في السبعينيات، تُقدم هذه الكبسولة التكنولوجية، التي صممتها شركة “ساينس كو” اليابانية، تنظيفًا كاملاً للجسم في غضون 15 دقيقة فقط، مع تجربة استرخاء تضاهي أجواء المنتجعات الصحية.

وبفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار البيومترية وعرض الصور المهدئة، تُعيد الغسالة تعريف تجربة النظافة الشخصية.

لكن هذه الابتكار يثير تساؤلات تتجاوز الانبهار الأولي: ما هي فائدته الحقيقية للمستهلك؟ وهل يمكن أن يصبح متاحًا لعامة الناس، أم سيظل حكراً على الأثرياء كسلعة فاخرة؟

منتج يدمج الطموحات التكنولوجية والثقافية

بتصميم مستقبلي يُشبه قمرة طائرة نفاثة، توفر “غسالة البشر” غمرًا جزئيًا في ماء دافئ، يتم التحكم بدرجته تلقائيًا عبر مستشعرات لتحقيق راحة مثلى. بفضل الذكاء الاصطناعي، تُحلل الآلة الحالة العاطفية للمستخدم وتُعدل التجربة لتعظيم الاسترخاء والرفاهية.

ويُروّج لهذه الآلة كأداة عملية وعلاجية في آن واحد، مما يجعلها جذابة للباحثين عن الجديد والراحة.

هذا الابتكار يُجسد افتتان اليابان بالتكنولوجيا، حيث تتداخل الابتكارات مع أسلوب الحياة.

فمنذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي، رسّخ اليابان مكانته كرائد عالمي في الإلكترونيات الاستهلاكية مع شركات مثل سوني وباناسونيك وشارب، التي غيّرت طريقة تفاعل العالم مع التكنولوجيا.

وعُرض النموذج الأولي لـ”غسالة البشر” لأول مرة في معرض أوساكا العالمي عام 1970، كتعبير عن الطموح الياباني لإظهار التميز في الابتكارات المستقبلية.

لكن هذا الافتتان يتجاوز الجوانب التقنية ليعكس رغبة في جعل التكنولوجيا أكثر إنسانية، بديهية، ومتكاملة مع أسلوب الحياة.

ونرى هذا المبدأ في منتجات مثل المراحيض اليابانية فائقة التقنية أو الروبوتات المصممة ليس فقط لأداء المهام بل أيضًا لتوفير الرفقة.

التكنولوجيا والتقاليد في الثقافة اليابانية

في اليابان، تُعتبر التكنولوجيا امتدادًا طبيعيًا للحياة اليومية، وليست اقتحامًا لها. يرتبط هذا بالمبادئ الثقافية مثل “المونوزوكوري” (فن الإتقان في التصنيع) واحترام الطبيعة. غالبًا ما تهدف الابتكارات اليابانية إلى تحقيق توازن بين الحداثة والانسجام.

تُجسد “ميراي نينغين سينتاكوكي” هذا النهج بدمجها وظائف عملية (مثل التنظيف والاسترخاء) مع عناصر جمالية وحسية، مثل عرض صور مهدئة واستخدام فقاعات دقيقة.

هذا السعي لتحقيق الكفاءة والرفاهية يُبرز رؤية اليابان للتكنولوجيا كوسيلة لخدمة الإنسان، وليس العكس.

جانب آخر من هذا الافتتان يكمن في الاستجابة للتحديات الاجتماعية التي يواجهها اليابان، مثل شيخوخة السكان وارتفاع معدلات الوحدة، خاصة بين كبار السن.

في هذا السياق، تُعد التقنيات مثل الروبوتات المرافقة أو أجهزة مثل “ميراي نينغين سينتاكوكي” حلولًا لتحسين جودة الحياة والحفاظ على الاستقلالية.

تقييم الفائدة والقيمة المضافة

بينما تبدو فكرة “غسالة البشر” جريئة، فإن فائدتها قد تكون موضع جدل. فمن ناحية، يمكن أن تلبي احتياجات محددة، مثل كبار السن، أو المرضى في الرعاية المنزلية، أو ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال تقديم حل للنظافة الذاتية بطريقة مريحة ومستقلة.

لكن من ناحية أخرى، تبقى فائدتها للجمهور العام غير واضحة. فالدُش التقليدي يوفر حلاً سريعًا وسهل الوصول إليه دون الحاجة إلى معدات ضخمة ومكلفة. قد يقتصر استخدام “ميراي نينغين سينتاكوكي” على سوق فاخر ضيق، بعيد عن متناول الغالبية.

من أبرز العوائق أمام تبني هذا الابتكار هو التكلفة. رغم أن شركة “ساينس كو” لم تكشف بعد عن السعر، فإن التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة (مثل المستشعرات والذكاء الاصطناعي والمواد عالية الجودة) تشير إلى تكلفة مرتفعة.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو حجم الجهاز كبيرًا، مما يجعله غير عملي للشقق الحضرية، خاصة في اليابان حيث يُعتبر المساحة مورداً نادراً.

بين الإعجاب والشك بآلة غسيل للبشر

بينما تعكس هذه الآلة رؤية يابانية تُكرّس التكنولوجيا لخدمة الإنسان، فإنها تثير تساؤلات حول فوائدها الفعلية. بعيدًا عن مظهرها المذهل والمستقبلي، قد تواجه صعوبة في تحقيق انتشار واسع بسبب التحديات العملية والمالية.

ومع ذلك، تُعتبر “ميراي نينغين سينتاكوكي” لحظة مثيرة في تاريخ الابتكار، حيث تستمر الحدود بين الخيال العلمي والواقع في التلاشي. في معرض أوساكا 2025، ستجذب هذه الكبسولة بلا شك الأنظار، مقدمةً للجمهور فرصة للتفكير في كيفية تصورنا للتكنولوجيا ودورها في حياتنا اليومية.

ميدل إيست أونلاين

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى