رفعت فصائل المقاومة من وتيرة عملياتها العسكرية ضد القواعد الأميركية غير الشرعية في سوريا، مستهدفةً، منذ مطلع الشهر الجاري، أربعاً منها، بتسع عمليات.
وما تقدّم، دفع الأميركيين إلى استقدام مزيد من الأسلحة والتعزيزات إلى قواعدهم، تزامناً مع تكثيف التدريبات العسكرية تحسُّباً لهجمات إضافية. ونجحت المقاومة، خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، في استهداف قاعدة معمل غاز «كونيكو» شمال دير الزور، ست مرات. فيما استهدفت مرة واحدة قواعد حقل «العمر» في ريف دير الزور الشرقي، و«الشدادي» في ريف الحسكة الجنوبي، و«خراب الجير» في شمالها.
ضرب القواعد الأميركية في سوريا من داخل مناطق سيطرة «قسد»،
كذلك، استطاع المقاومون، خلال عمليات تشرين الأول الجاري، ضرب القواعد من داخل مناطق سيطرة «قسد». كما حصل في استهداف «الشدادي». في تطوّر نوعي إضافي يثبت قدرة هؤلاء على تهديد الأميركيين من مسافات لا تبعد أكثر من 10 كيلومترات عن قواعدهم.
وفي المقابل، اتخذت الولايات المتحدة مجموعة إجراءات للحدّ من عمليات المقاومة. وذلك عبر استقدامها مزيداً من التعزيزات العسكرية البرية والجوية إلى غالبية قواعدها في شرق البلاد وجنوبها. مع تكثيف استهدافها المدفعي والصاروخي لمناطق ريف دير الزور الشمالي، الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، والتي تَعتقد أنها القاعدة الأساس لانطلاق الصواريخ والمسيّرات ضدّها.
وفي أقل من أسبوعين، استهدف الأميركيون، للمرة الأولى، بنحو عشر عمليات قصف، مناطق سيطرة الجيش السوري، وتحديداً قرى وبلدات مراط وخشام والجفرة أيضا. ما تسبب في إصابة عدد من المدنيين بجروح متفاوتة.
والظاهر أن واشنطن لجأت إلى أسلوب الضغط على المقاومة، عبر تكثيف استهداف المدنيين، لدفع الأخيرة نحو التخفيف من هجماتها أو إنهائها. وهو ما يفسر التصعيد الأميركي الأخير ضدّ أهالي ريف دير الزور، والأطراف الشمالية لمدينتها.
أيضاً، يكشف استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى سوريا، عن تحضير الأميركيين أنفسَهم لاحتمالية اتساع دائرة الحرب في غزة ولبنان، إلى حرب إقليمية. وهو ما سيضع قواعد الولايات المتحدة في المنطقة تحت النار.
المقاومة ماضية في التصعيد ضد الوجود الأميركي نصرة لأهالي غزة وجنوب لبنان
ووفقاً لمصادر ميدانية تحدثت إلى «الأخبار»، فإن «المقاومة ماضية في تصعيدها ضد الوجود الأميركي غير الشرعي، نصرة لأهالي غزة وجنوب لبنان أيضا. كما وللضغط على الأميركيين عبر عدم إشعارهم بالأمان ولو ليوم واحد في المنطقة».
وتشير المصادر إلى. أن «المقاومة لا يمكن أن تنسى الدعم المفتوح الذي يتلقّاه الكيان الصهيوني من الأميركيين. ودور الأخيرين في الإبادة الحاصلة بحقّ أهالي غزة وجنوب لبنان أيضا. كما واستشهاد القادة السيد حسن نصر الله، ويحيى السنوار». مضيفة أن «لدى المقاومة الحوافز الكافية للتصعيد ضد الأميركيين، انطلاقاً من المبررات السابقة».
كما تؤكد. أن «الإعلان الأميركي – العراقي المشترك عن موعد الانسحاب الأميركي من سوريا في نهاية عام 2026، غير مرتبط بضمانات حقيقية لتحقيقه. ولذلك، فإن التصعيد هو أفضل وسيلة لتطبيقه». معتبرة أن «المحاولات الأميركية، في الأسبوع الأخير، لاعتراض المسيّرات القادمة من العراق لاستهداف الجولان المحتل وغور الأردن، تعدّ دفاعاً مباشراً عن إسرائيل». ومتابعةً. أن «تلك المحاولات تكشف الدور الذي تقوم به القواعد الأميركية خدمةً لمصالح الكيان الصهيوني، ما يجعل من التصعيد ضدها واجباً».
صحيفة الأخبار اللبنانية