تل أبيب: الرابح الأكبر من الحرب الاقتصاديّة الأمريكيّة-الأوروبيّة والتقارب بين ترامب وأون هو بوتن

تُتابع إسرائيل بحذرٍ شديدٍ التطورّات والمُستجدّات الأخيرة الناجمة عن القرارات التي اتخذّها الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، فيما يتعلّق بعقد القمّة يوم الثاني عشر من الشهر الجاري مع رئيس جمهوريّة كوريا الشماليّة، بالإضافة إلى الحرب الاقتصاديّة-التجاريّة التي أعلن عنها ترامب ضدّ الاتحاد الأوروبيّ، وتبعات هذه الخطوة على الوضع الجيو-سياسيّ، وفي هذا السياق رأى مُحلّل الشؤون الدوليّة في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، أورن نهاري، أنّ الرابح الرئيسيّ من الخطوات الأمريكيّة الأخيرة، هو الرجل الذي يجلس في الكرملين، أيْ الرئيس الروسيّ، فلاديمير بوتن، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ ترامب يقوم بتطبيق شعاره الانتخابيّ “أمريكا أولاً”، ولكن بطريقةٍ غريبةٍ للغاية: فهو يتقرّب من الأعداء التقليديين، ويبتعد عن الحلفاء الأصليين، وفي مُقدّمتهم كندا ودول الاتحاد الأوروبيّ، على حدّ تعبيره.

المحلّل تابع قائلاً إنّ القارّة العجوز لن تتنازل ولا يُمكنها أنْ تتنازل عن خوض الحرب التي أعلنها الرئيس الأمريكيّ، وستعمل على ردّ الصاع صاعين، وذلك سيتعمّق الخلاف بينها وبين واشنطن في المجال التجاريّ، على ضوء قرار الرئيس ترامب بفرض الضرائب على المُنتجات التي تستوردها الولايات المُتحدّة من أوروبا، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ الشرارة الأولى لهذه الحرب برزت أمس الأوّل خلال الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن الدوليّ لاتخاذ قرارٍ فيما يتعلّق بالمُواجهات التي وقعت على الحدود بين إسرائيل وحركة حماس.

وتابع قائلاً إنّه خلافًا للمرّات السابقة، وعلى الرغم من أنّ دول الاتحاد الأوروبيّ، بدون استثناءٍ تعتبر حركة حماس، القيادة السياسيّة والعسكريّة على حدٍّ سواء تنظيمًا إرهابيًا، اضطرت الولايات المُتحدّة إلى استخدام حقّ النقض (الفيتو)، ضدّ مشروع القرار الكويتيّ، الذي لم يتطرّق لحركة حماس بتاتًا، إذْ أنّ الكويت، بوليفيا وروسيا صوتت إلى جانب مشروع القرار، فيما امتنعت 11 دولة عن التصويت، وفي مُقدّمتها بطبيعة الحال كندا والدول الأوروبيّة، التي كانت حتى الأمس القريب جدًا تُصوّت بشكلٍ تقليديٍّ وأوتوماتيكيٍّ إلى جانب واشنطن، على حدّ قوله.

وشدّدّ المُحلّل الإسرائيليّ على أنّ التصويت الذي جرى أكّد مرّة أخرى عدم وجود رؤية مُشتركة بين واشنطن، أوْ بالأحرى أمريكا بقيادة ترامب، وبين حليفاتها التقليديات، الأمر الذي يؤكّد على أنّ الهوّة بين الطرفين، ستتسّع كثيرًا في المحافل الدوليّة في قضايا أخرى، وبشكلٍ سريعٍ، كما قال.

علاوةً على ذلك، انتقد المُحلّل تصرفات ترامب فيما يتعلّق بالقمّة مع رئيس كوريا الشماليّة، لافتًا إلى أنّه قبل انعقاد القمّة في الأسبوع القادم، أقدم ترامب على خطوةٍ في غاية الأهمية جعلت من الرئيس الكوريّ-الشماليّ، الذي يقود دولةً صغيرةً، قائدًا عالميًا، يجتمع مع رئيس أعظم دولة في العالم بنديّةٍ، على الرغم من أنّه لم يتعهّد بنزع بلاده من الأسلحة النوويّة التي يمتلكها، مُشيرًا إلى أنّ ترامب رفع سقف التوقعات من القمّة بعد اجتماعه بمبعوث رئيس كوريا الشماليّة، يوم أوّل من أمس الجمعة، والذي سلّمه رسالةً، حيثُ سارع إلى مدحه دون أنْ يطلّع على فحواها، مؤكّدا في نفس الوقت على أنّ القمّة ستُعقد في سنغافورة في موعدها المُحدّد، على حدّ قوله.

وأوضح المُحلّل أيضًا أنّ كوريا الشماليّة، وعلى الرغم من التفاؤل الأمريكيّ لن تُوافق على نزع سلاحها النوويّ بالكامل، مُضيفًا أنّها تتمتّع بتأييد كلٍّ من روسيا والصين، بالإضافة إلى ذلك، تابع المُحلّل نهاري قائلاً إنّ الولايات المُتحدّة لم تطرح بالمرّة قضية حقوق الإنسان في كوريا الشماليّة في المحادثات التي جرت للتحضير للقمّة بين الزعيمين، كما قال.

وتابع المُحلّل الإسرائيليّ قائلاً إنّه حتى قبل انعقاد القمّة منح ترامب لكيم جونغ أون سلسة من الهدايا الثمينة، حيث رفعه إلى درجة قائدٍ عالميٍّ، على الرغم من أنّه يرأس دولةً صغيرةً، فقيرةً، معزولةً، وتخضع للعقوبات السياسيّة والاقتصاديّة، ولكنّها تملك السلاح النوويّ، وعلى الرغم من ذلك، رأى المُحلّ أنّ ترامب يمنح أون فرصةً نادرةً لكي يكون متساوٍ معه، الأمر الذي سيُساعد الزعيم الكوريّ الشماليّ على استغلال ذلك في حملة العلاقات العامّة لصالحه، على حدّ قوله.

وأشار المُحلّل أيضًا إلى أنّه لا يُمكن التنبؤ فيما إذا كان الرئيس الكوريّ الشماليّ سيتنازل عن كلّ الأسلحة النوويّة التي تمتلكها بلاده، ولكن مع ذلك، بات بنظر الأمريكيين زعيمًا وقائدًا كبيرًا، وكوريا الشماليّة في طريقها للخروج من “محور الشرّ”، على الرغم من أنّ ترامب نفسه انتقد وبشدّةٍ الاتفاقيات المُوقعّة معها من قبل الإدارات السابقة، وهذا التطوّر بحسبه يؤكّد مرّة أخرى أنّ أمريكا من وجهة نظر ترامب هي أولاً، أيْ أنّخها لوحدها، وأنّها ليست بحاجةٍ لأصدقاء، وفق مبادئ رئيسها الحاليّ، على حدّ قوله.

وخلُص إلى القول إنّه في واشنطن لا يتحدّثون أبدًا عن الرئيس الروسيّ بوتن، ولكن الرابح الأكبر من الحرب الاقتصاديّة بين أمريكا وأوروبا والتقارب بين واشنطن وبيونيانغ هو رجل واحد ووحيد اسمه فلاديمير بوتن، قال المُحلّل الإسرائيليّ.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى