تل أبيب: الكابينيت يُعارض عمليّةً بريّةً ضدّ غزّة ولا نُعوّل على واشنطن بسوريّة و”معاريف”: إسرائيل هُزِمت على جميع الجبهات

 

كشف المُحلّل السياسيّ الإسرائيليّ المُخضرم، نقلاً عن مصادر وصفها بأنّها واسعة الاطلاع في تل أبيب، كشف عن النقاب عن أنّ هناك إجماعًا في المجلس الوزاريّ المُصغّر، باستثناء وزير الإسكان يؤاف غالانط: لا أحد، ولا حتى نفتالي بينيت، مستعد لإرسال الجيش الإسرائيليّ إلى داخل القطاع ودفن 70 جنديًا بسبب الطائرات الورقية والبالونات الحارقة.

وفي مؤشرٍ على موقف الجمهور من هذا السيناريو، لفتت محللة الشبكات الاجتماعيّة في الشرق الأوسط، في معهد أبحاث الأمن القومي، أوريت برلوف، إلى أنّها لاحظت أنّ كلّ التعليقات على موقف عضو المجلس الوزاري المصغر نفتالي بينيت المعروف بمواقفه المتطرفة ضدّ قطاع غزة، طالبت الوزير بألّا تكون هناك عملية برية في القطاع، نعم للغارات الجوية، ولا لدخول بري، مشيرةً إلى أنّ ناخبي بينيت ومتابعيه لا يريدون تصعيدًا ولا حربًا في غزّة.

من ناحيته، رأى المُعلّق ران إدليست، من صحيفة (معاريف) العبريّة أنّه سواءً احتوى الجيش ردود فعل حماس أمْ انقضّ عليها في الداخل، فإنّ إسرائيل تكبّدت هزيمةً في غزّة ظاهريًا، ولكن عمليًا هذا نجاح لحكومة اليمين، فالشعب والجيش غارقان في حربٍ دائمةٍ في الجنوب، في الشمال وفي الضفّة الغربيّة.

النتيجة اليوم، تابع المُعلّق، في مقالٍ نشره تحت عنوان: إسرائيل هُزِمت على جميع الجبهات”، هي أنّ الدولة والجيش يظهران كأداةٍ فارغةٍ، بعد أنْ بات الرئيس السورّي بشار الأسد في طريقه إلى القنيطرة وحماس هي التي بدأت بالهجوم، وهي التي تفضلّت بالموافقة على وقف النار، والأسوأ من هذا، أنّ الحركة هي التي ستجرّ إسرائيل إلى الحرب.

وتابع قائلاً إنّه في هذه الأثناء تنجح الحكومة في أنْ تعزّز في كلّ الجبهات أوضاع توتر دامية ومهدّدة تمنع السير إلى تسويةٍ سياسيّةٍ، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه واضح أنّ مَنْ لا يريد تسويةً سياسيةً بحاجة لعدوٍ مهدّدٍ على السياج، ووضعٍ متفجرٍ في القطاع، وفي الضفة الغربية وفي الشمال لكي يخدم هدفه.

وتساءل المُعلّق: من غير الواضح لماذا الجميع هنا متأثرون من أنّ الرئيس الروسي بوتين تفضّل بالموافقة على خطوط العام 1974 في سوريّة، مُضيفًا أنّ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو أُجبر على الموافقة على مضضٍ، على تمركز الأسد على الحدود بعد سبع سنوات من القتال.

وأشار أدليست إلى أنّه كي نفهم وضعنا بعد قمة هلسنكي ونفهم كيف هُزمنا في سوريّة، يجب مراجعة تسلسل الأحداث في الأشهر الأخيرة، مؤكّدًا على أنّه لا حاجة للمرء أنْ يجلس في مكتب رئيس الأركان غادي آيزنكوت كي يفهم بأنّ الروس والسوريين سائرون إلى درعا في الطريق إلى القنيطرة.

ورأى أنّ المصلحة المشتركة لايزنكوت ونتنياهو في الشهر الأخير كانت إبطاء سقوط درعا وانهيار المسلحين، لكن لم يكن للاستخبارات الإسرائيليّة سبيل للفهم مدى الوحشية التي ستكون في الهجوم على درعا.

وتابع قائلاً إنّه من أجل تأخير الهجوم الروسيّ-السوريّ، خلقوا قبل نحو شهر على الحدود الشمالية توترًا مفتعلًا، لم يكن أكثر من استعراض لا طائل منه، فقد أدخل الجيش الإسرائيليّ في حالة تأهب فرقةً كاملةً، وأحد ما شغّل مروحة أصدرت رياح حرب، وتحدّث نتنياهو عن انزلاق للنار سيرد عليه بحزم، وقيل في حينه عن ميليشيات إيرانية متخفية في طريقها إلى الحدود، وسلاح الجوّ هاجم أهدافًا لا تقدم ولا تؤخر.

وووفقًا له، لانعدام الوسيلة لديه، سافر نتنياهو للقاء بوتين قبل اللقاء مع ترامب، مُشدّدًا على أنّ قصة سفره هي عقدة شديدة من المصالح المتداخلة والأحداث التي تحت الأرض، فقد ذهب للقاء بوتين كي يُحاول إنقاذ سيطرةٍ ما في جنوب هضبة الجولان.

وكشف النقاب عن أنّه قبل أنْ يسافر للقاء بوتين، أجرى نتنياهو محادثات مع أصدقائه الأمريكيين، من بينهم السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام، مُشيرًا إلى أنّ كلّ أمريكيٍّ مطّلع يعرف أنّ ترامب يريد الخروج من سوريّة، وهذا واضح بأنّه يتعارض مع مصلحة حكومة اليمين ونتنياهو، وها هو غراهام يُحذّر في تغريدةٍ على حسابه على “تويتر” علنًا حكومة إسرائيل تمامًا قبل ساعات من لقاء نتنياهو- بوتين: لا تتوصلوا إلى اتفاقات مع روسيا حول الوضع في سوريّة على حساب مواقف الولايات المتحدة في الموضوع، على حدّ تعبيره. وهكذا بطريقة أوْ بأخرى، انتهت زيارة نتنياهو الى بوتين حتى قبل أن تبدأ، على حدّ تعبير المُحلّل الإسرائيليّ.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى