تل أبيب: حماس “دفنت” تحت الأرض مئات الصواريخ التي تعمل بدون مُطلقٍ وحالة من الرعب تنتاب الإسرائيليين وهل ستدفع إسرائيل “الأتاوة” لحماس لكي تُمرّر اليوروفيجن؟

 

بحسب المصادر الأمنيّة والسياسيّة الرفيعة في تل أبيب، فقد انتهت حتى اللحظة الجولة الأخيرة من تبادل إطلاق النار بين حماس في قطاع غزّة وجيش الاحتلال، بعد أنْ قامت إحدى حركات المُقاومة بإطلاق صاروخين مساء يوم الخميس الماضي باتجاه مركز الدولة العبريّة، المُسّمى إسرائيليًا بـ”غوش دان”، والذي يُعتبر مركز أعصاب كيان الاحتلال.

ومع ذلك، ما زال النقاش في دولة الاحتلال مُستعرًّا حول مفاعيل وتبعات وتداعيات هذا التطوّر المُفاجئ والخطير، الذي أدّى، بحسب مُحلّل الشؤون الإستراتيجيّة في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، أمير أورن، إلى إرعاب مئات آلاف الإسرائيليين إدخالهم في حالةٍ من الرعب والهستيريا، ومن ناحية أخرى، شدّدّ المُحلّل، على أنّ المُستوطنين في الكيان أحّسوا بمدى محدوديّة قوّة جيش الاحتلال في حمايتهم والدفاع عنهم، لأنّ الحديث يدور عن إطلاق صواريخ إلى مسافة عشرات الكيلومترات بصورةٍ عشوائيّةٍ، الأمر الذي كشف ضعف منظومات الدفاع الإسرائيليّة من القُبّة الحديديّة مرورًا بالصولجان السحريّ، كما أكّدت المصادر في تل أبيب للموقع العبريّ.

عُلاوةً على ما ذُكر آنفًا، كشف المُحلّل أرن، نقلاً عن المصادر عينها، كشف النقاب عن أنّ الإخفاق في الكشف عن الصاروخين واعتراضهما، يُحتّم على كلّ مَنْ في رأسه عينان أنْ يُفكّر بأنّ حركة حماس في قطاع غزّة وحزب الله في لبنان، تمكّنا من تطوير سلاحٍ جديدٍ، يُمكِن تفعيله دون أنْ يكون أيّ شخصٍ بقربه، أيْ تشغيله عبر جهاز التحكّم عن بعيد، صاروخ بدون مُطلِق، على حدّ وصفه. وبحسب المصادر نفسها، أضاف المُحلّل الإسرائيليّ، فإنّ حماس وحزب الله يقومان بـ”دفن” الصواريخ المُعدّة للإطلاق تحت الأرض، وهي مُزودّة بساعة تفعيلٍ، أيْ أنّ الحركتين قادرتان خلال المعركة مع جيش الاحتلال الإسرائيليّ إطلاق كميّةٍ كبيرةٍ من الصواريخ، دون أنْ تتمكّن إسرائيل من معرفة أوْ تحديد موقعها، كما أكّدت المصادر.

بالإضافة إلى ذلك، رأت المصادر نفسها أنّ عدم معرفة قائد حماس في غزّة، يحيى السنوار بإطلاق الصواريخ، “يُبرئ” الرجل من الاتهام، ولكن من الناحية الأخرى، شدّدّت المصادر، على أنّ هذه السابقة تُثير الهلع والخوف لدى صُنّاع القرار في تل أبيب، إذْ أنّ عدم معرفة السنوار بإطلاق صاروخين باتجاه مركز الدولة العبريّة، يكشِف النقاب عن أنّ حوادث من هذا القبيل قد تتكرّر من قبل المُقاومة الفلسطينيّة، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ نفي حركة “الجهاد الإسلاميّ” في فلسطين مسؤوليتها عن الإطلاق غيرُ صادقةٍ بالمرّة، بحسب المؤسسة الأمنيّة والعسكريّة في كيان الاحتلال.

وأكّدت المصادر الرفيعة في تل أبيب أنّ الصواريخ التي سيتّم إطلاقها بدون مُطلقٍ هي بالنسبة للفلسطينيين سلاح يوم الآخرة، الذي يقوم بتنفيذ العمل لوحده، بحسب المنظومة الالكترونيّة التي يكون الجناح العسكريّ قد زرعها فيه قبل “دفنه” عميقًا في الأرض، في حين تكون القيادة العليا لحركة “حماس مُختفيّةً ومُتخفيّةً، كما أنّ المصادر حذّرت من أنّه إذا أقدم جيش الاحتلال الإسرائيليّ على المسّ بالقائد السنوار، فإنّ مئات الصواريخ سيتّم إطلاقها من قطاع غزّة باتجاه إسرائيل، علمًا أنّ الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة أقرّت مؤخرًا أنّ حركة المُقاومة الإسلاميّة تمتلِك صواريخ يصل مداها إلى ما بعد مدينة حيفا في الشمال.

كما قالت المصادر إنّ الوضع المُتواجِد حاليًا في قطاع غزّة يختلِف جوهريًا عمّا يجري في جنوب لبنان، فهناك تقوم إسرائيل بـ”حربٍ” شرسةٍ من أجل “علاج” مشروع الصواريخ الدقيقة، الذي بات حزب الله يمتلكها، والتي ما زال يحصل عليها من الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، أمّا في قطاع غزّة فإنّ الأمر يختلِف كليًّا عن لبنان، إذْ أنّ جيش الاحتلال، تابعت المصادر، يُحاوِل منع الصواريخ الـ”مدفونة” في الأرض من الانطلاق باتجاه مركز الدولة العبريّة، وهي مهمّةً صعبّةٌ للغاية، إنْ لم تكُن مُستحيلةً، وإطلاق الصواريخ بصورة عشوائيّةٍ باتجاه الأراضي الإسرائيليّة، أضافت المصادر هو قمّة قمم الإرهاب بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، إذْ أنّ إطلاقها وسقوطها ستزرع في قلوب وعقول ملايين المُستوطنين الإسرائيليين الخوف والهلع والذعر، على حدّ تعبيرها.

واختتم المُحلّل الإسرائيليّ قائلاً إنّ الطرفين، حماس وإسرائيل، ليسا معنيين بمُواجهةٍ عسكريّةٍ جديدةٍ الآن، ولكن وضع بنيامين نتنياهو بات صعبًا للغاية، فهو رئيس الوزراء ووزير الأمن ويقوم بإدارة معركته الانتخابيّة وبات قاب قوسين أوْ أدنى من الوصول إلى المحكمة كمُتهّمٍ، والجمهور الإسرائيليّ بات مذعورًا من أنّ إسرائيل ستضطر لدفع “الأتاوة” لحركة حماس بدولاراتٍ قطريّةٍ، حتى لا تُطلِق الصواريخ خلال مُسابقة الأغنية الأوروبيّة المُزمع إقامتها في تل أبيب، في شهر أيّار (مايو) القادم، على حدّ قوله.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى