تناقضاتك مع الشريك… ضرورية!
تخيّل هذا الثنائي: هي تحبّ الأفلام الرومنسية، هو يحب أفلام التشويق. هي تفضّل النظام الغذائي النباتي، هو يحبّ أكل اللحمة المشوية والفاهيتا بالدجاج.
سيكون الانطباع الأول أنه من غير المعقول أن يتّفق هذان الشخصان ليشكّلا زواجاً سليماً، فإذا لم يفضّلا الأمور نفسها في ما يتعلّق بالسينما وبالطعام، كيف سيعالجان مسألة عيشهما معاً وتربيتهما للأولاد لاحقاً؟
التناقض ضرورة
لكن الواقع يقول نقيض ذلك، إذ على الشريكَين أن يكونا مختلفَين بحسب موقع Psychology Today، وإلا يكون الشخص متزوّجاً نفسه! هل من المعقول أن تتزوج نفسك؟! أي أن يكون شريكك تماماً مثلك؟ بعيوبك ونقاط ضعفك؟
بل على العكس، يُفترَض به أن يرفع من ثقتك بنفسك، ويحسّن من نقاط ضعفك، ويزيد على نقاط قوتك، ما يحتّم ألا يكون مثلك، وأن يكون حتى نقيضاً لك. لكن المشكلة التي يعاني منها #الثنائي، والتي تؤدي للمشكلات في العلاقة هي اعتقاد الشريكَين أنّ توافقهما يعني تشابههما، فيما التوافق لا يعني التشابه أبداً.
فما من علاقة يتشابه فيها الشريكان في الأمور نفسها: الآراء، الاعتقادات، الهوايات… كلّ واحدٍ منهما شخصٌ قائمٌ بحدّ ذاته، وفيما هما متفاهمان في العلاقة التي تجمعهما، تظلّ هناك التناقضات بينهما، وهي التي عليهما تخطّيها بالخطوات الثماني التالية:
1- فَهم أن التناقض عنصرٌ من عناصر العلاقة:
من المستحيل أن يكون الشريكان متّفقَين في كل شيء، فالتناقض عنصرٌ من عناصر العلاقة. مهما صغُرَ أو كَبُر الاختلاف، عليهما التذكر أن المهم في المسألة ليس ماهية الأمور التي يختلفان في شأنها، بل كيفية معالجتها وإدارتها كي لا تشكّل عائقاً للعلاقة.
2- انتقاد التصرف وليس الشخص:
عندما تُرخي التناقضات بثقلها على العلاقة، ينسى الشريكان أن عليهما انتقاد التصرفات التي نجمت عن الآخر، من دون اعتماد الانتقادات الشخصية الجارحة. فغالباً ما يقوم أحدهما بـ”رمي” الانتقادات الحادة يميناً وشمالاً، مستهدفاً شخصية شريكه، مع العلم أن عليه أن ينتقد تصرف شريكه فقط. إذ إن انتقاده لشخص الشريك يؤدي بالأخير إلى الدفاع عن نفسه، ما يؤجج الصراع أكثر.
3- التعبير عن النفس من دون الاتهام:
هناك الكثير من الأمور الصغيرة اليومية التي تزعجُ الثنائي. فالزوج الذي يترك أحذيته على الأرض من غير أن يعيدها إلى الخزانة، يزعج زوجته لأن عليها أن ترجعها بنفسها أو قد تتعثّر بها وتقع أرضاً! في هذه الحالة، هناك تناقضٌ واضح: هو يفضّل تركها على الأرض، وهي تفضّل ترتيبها في خزانة الأحذية.
لمعالجة هذا التناقض “الصغير”، على الزوجة أن تتوجه إلى الشريك بالقول: “أنا أنزعج من هذه الأحذية على الأرض، لأنها تأخذ مساحة من الغرفة وتعثّرني في المشي، الأفضل أن تكون في خزانة الأحذية”، بدل أن تقول له: “أنتَ دائماً تضع أحذيتك في أرض الغرفة!”. أي عليها أن تعبّر عن نفسها وألا تتهم زوجها، ما يجعل التناقض أقلّ حدّة وأسهل حلاً.
4- التعرف إلى نقاط التناقض:
قد يغفل هذا الأمر عن الشريكَين، ولكن بإمكان كل واحد منهما أن يتعرف إلى الأمور التي تُناقضه في الشريك. فيذهب الزوج مع زوجته في رحلة إلى منطقة باردة لا يحبّها أو لم يزرها من قبل، وهي منطقة مفضّلة عند زوجته. وقد يُعجَب بالمنطقة، ويرى أن هذا التناقض لم يعُد تناقضاً أبداً، والعكس صحيح. فإذا هي كرهت لعبة كرة القدم، فيما يعشق زوجها هذه الرياضة ويمارسها أو يحب مشاهدتها، بدل أن تتنكر له وتنزعج، بإمكانها مشاركته شغفه هذا وقد تصبح هي أيضاً متتبّعة للرياضة ونجومها.
5- الابتعاد عن التوقع الرومنسي:
هذا لا يعني أن عليك أن تتوقع تصرفاتٍ سيئة من شريكك أو أنه لن يبادلك التصرفات الرومنسية، بل عليك توقُّع أمور مختلفة. فبرسمك سيناريو معين لمناسبة ما، تكوّن صورة مثالية عندك، قد لا يتمكن شريكك من تحقيقها. وفي أغلب الأحيان لا تحصل بما أنه يناقض فكرتك الرومنسية لمناسبةٍ ما، ويخطط لتفاصيل الأمسية #الرومنسية بطريقة مغايرة لما تخيلتَه أنت. من هنا، كن جاهزاً لمبادرته العاطفية المختلفة ولا تتوقع وتضع أحكاماً مسبقة، ما يحسّن من تجاوبك معها ويزيل الضغط عنه.
6- العلاقة أهم ممن هو على حق:
تذكّر أن الهدف هو حل المشكلة التي خلّفها التناقض، بدل تركيزك الكلي على تصرفات الشريك و”الدوران” في حلقة مفرغة حول ما حصل. المهم هو العلاقة، وليس من منكما هو على حق. ففي هذه الحالة، تخسران معاً وتربحان معاً، وليس هناك من رابحٍ وخاسر.
7- قبول الشريك يومياً:
عنما تجد نفسك في صراعٍ مع شريكك جرّاء تناقضكما، تذكّر أنه يشعر ويفكّر بأمور غير تلك التي تخالجك، ضع نفسك مكانه وتقبّل وجهة نظره حتى لو لم تقتنع بها. فإذا اعتمد الثنائي هذه الطريقة لمعالجة تناقضه، يكون اقترب إلى الحل تلقائياً عند كل مشكلة. فالشخص هنا يقدّر شريكه ويحترمه بطريقة مباشرة ويفتح المجال أمام تواصلٍ سليم.
8- اترك التناقض في الماضي:
بعد معالجتكما المسألة التي تتناقضان في شأنها، اتركاها في الماضي. بمعنى أنه كلما واجهتما التناقض نفسه أصبحتما تعرفان كيفية حلّه ومعالجته بأفضل طريقة وأسرع وقت، ما يحوّل تناقضاتكما لتحدياتٍ واجهتماها بنجاح، ويعزز من قوة علاقتكما.
صحيفة النهار اللبنانية