تنسيق أمني بين الرياض وواشنطن يخترق فتورا في العلاقات
مثل التعاون والتنسيق المشترك في المجالات الدفاعية والعسكرية في إطار العلاقات الإستراتيجية التي تجمع بين واشنطن والرياض المتحدة محور لقاء رئيس هيئة الأركان العامة السعودي الفريق الأول الركن فياض الرويلي بقائد القيادة المركزية الأميركية، الفريق الأول مايكل كوريلا وذلك في خضم جهود يبذلها الجانب الأميركي لدفع التعاون العسكري لمواجهة التهديدات الإيرانية ونفوذ دول مثل روسيا والصين وللتأكيد بان التعاون الأمني والعسكري لم يتأثر بحالة الفتور في العلاقات الأميركية السعودية.
ويأتي اللقاء الذي انتظم في الرياض وفق بيان من وزارة الدفاع السعودية الأربعاء بعد أن أعلنت واشنطن الأسبوع الماضي أنها تخطط لنشر 100 زورق مسير إضافي في مياه الخليج للقيام بدوريات في مواجهة إيران على خلفية احتجاز السلطات الإيرانية ناقلتي نفط خلال أسبوع واحد خلال تنقلها عبر مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان.
ورغم استئناف العلاقات السعودية الإيرانية وفق الاتفاق الذي عقد في بكين في مارس/آذار الماضي والذي يعتقد كثير من الخبراء انه سيؤثر إيجابا على الوضع الأمني والسلام وتخفيف حدة التوتر في المنطقة لكن الولايات المتحدة لا تزال تتهم السلطات الإيرانية بتهديد الممرات المائية في الخليج.
وسعت واشنطن وفق مجلة “بلومبرغ” لإقناع حلفائها في منطقة الشرق الأوسط بضرورة تعزيز التعاون العسكري وخاصة نشر مزيد من الزوارق البحرية لمواجهة التهديدات الإيرانية في سياسة مخالفة لتوجهات سابقة كانت تدفع للانسحاب عسكريا من المنطقة تم التراجع عنها بسبب تصاعد النفوذين الروسي والصيني.
ورغم الخلافات والتباينات في المواقف بين واشنطن والرياض في العديد من الملفات خاصة فيما يتعلق برفض قرار السعودية تخفيض إنتاج النفط لنحو مليوني برميل ضمن اتفاق اوبك+ على خلفية جهود واشنطن لتعزيز الضغوط على قطاع النفط الروسي لكن التعاون العسكري ظل كما هو بل تعزز في الآونة الأخيرة فالإدارة الأميركية لا تزال تعتبر السعودية حليفا رئيسيا في منطقة الخليج لا يمكن الاستغناء عنه.
وفي خضم الخلافات بين البلدين زار مسؤولون أميركيون بارزون في الآونة الأخيرة الرياض على غرار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان السعودية والتقوا ولي العهد الامير محمد بن سلمان حيث اكد المسؤول الأميركي بأنه بحث العديد من الملفات الأمنية الشائكة بشكل صريح.
وترى واشنطن ان العلاقات مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية إستراتيجية وتاريخية لا يمكن التنازل عنها معتبرة ان تعزيز الصين وروسيا لنفوذهما في المنطقة يمثل كذلك خطرا حقيقيا يجب مواجهته.
ومؤخرا سعت الصين لتعزيز علاقاتها مع الرياض ودول الخليج وادى الرئيس الصيني شي جينبينغ زيارة الى المملكة في ديسمبر/كانون الأول الماضي وعقد اتفاقيات اقتصادية هامة.
كما تعززت العلاقات الروسية السعودية في الآونة الأخيرة ورست بارجتان عسكريتان في ابريل _نيسان الماضي لاول مرة منذ نحو عقد في ميناء جدة في تحد للتواجد الاميركي.
ويعتقد إن العلاقات بين الرياض وواشنطن بدأت الآن تشق طريقا جديدا. وأصبح من الجائز أن تتبنى الرياض مبادرات ومقاربات قد لا ترضي البيت الأبيض، إلا أنه يتعين على واشنطن أن تتحملها وتحاول تفهمها كما تفعل مع حلفائها الآخرين، بدلا من التعامل معها وكأن السعودية يجب أن تمتثل للسياسات التي تقررها واشنطن
ميدل إيست أون لاين