توافق روسي سعودي على تحصين أوبك+ من أي اهتزازات
استغل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعا نادرا عقداه الأربعاء في الرياض، لحث منتجي النفط على الالتزام بخفض الإنتاج الذي سبق وتعهدوا به، وفق بيان مشترك الخميس.
وتأتي دعوتهما في خضم مخاوف من انفراط عقد التحالف النفطي على ضوء زيادة في إنتاج النفط الأميركي وخلافات داخل التحالف تتعلق أساسا بحصص الخفض بين الأعضاء.
وتحاول الرياض وموسكو تحصين الكارتيل النفطي من التوترات الجيوسياسية الناشئة والخلافات الجانبية التي قد تؤثر على سياسته النفطية.
وجاءت زيارة بوتين إلى العاصمة السعودية مع تواصل انخفاض أسعار النفط، إذ أغلق النفط الأميركي (خام غرب تكساس الوسيط) دون 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ تموز/يوليو.
وبدأ المحللون يطرحون احتمال أن تقرر السعودية فجأة زيادة الإنتاج، مذكرين بالتحرك الذي اتخذته المملكة في عام 2014 لمواجهة ارتفاع الإنتاج الأميركي.
وفي اجتماع في الرياض، سلط بوتين والأمير محمد، الضوء على عمل تحالف “أوبك بلس” الذي يضم 23 من الدول المنتجة “في تعزيز استقرار أسواق البترول العالمية”.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) في بيان أنّ الزعيمين شددا على “ضرورة التزام جميع الدول المشاركة باتفاقية أوبك +، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين ويدعم نمو الاقتصاد العالمي”.
وكشف التحالف النفطي الذي يضم الأعضاء الـ13 في منظمة الدول المصدرة للنفط بقيادة السعودية و10 منتجين من خارجها بقيادة روسيا، عن تخفيضات إضافية جديدة في الإنتاج بعد اجتماع افتراضي الأسبوع الماضي، حيث قالت موسكو، إنها ستخفض صادرات النفط بمقدار 500 ألف برميل يوميا بين يناير/كانون الثاني ومارس/اذار، بعد أن قدمت بالفعل خفضا قدره 300 ألف برميل يوميا في وقت سابق من هذا العام. وقالت السعودية إنها ستمدد خفض الإنتاج الطوعي بمقدار مليون برميل يوميا خلال الفترة ذاتها.
واتفق العراق والإمارات العربية المتحدة والكويت وكازاخستان والجزائر وعمان على خفض إنتاجهم بكمية أقل، بينما أثار التعاون بين روسيا والسعودية بشأن خفض الإمدادات امتعاض واشنطن، الحليفة التقليدية للرياض.
وكانت رحلة بوتين الأربعاء والتي تضمنت أيضا محطة في الإمارات، هي الثالثة فقط خارج روسيا منذ بدء موسكو غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
كما أعرب الرئيس الروسي وولي العهد السعودي عن “بالغ قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في غزة، وشددا على ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية وضرورة حماية المدنيين” خلال الحرب التي دخلت شهرها الثالث الخميس.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعدما أسفر هجوم للحركة على جنوب إسرائيل فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول، عن مقتل نحو 1200 شخص قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، حسب السلطات الإسرائيلية.
وتوعّدت إسرائيل بـ”القضاء” على الحركة. وأوقع القصف المكثف على غزة والذي ترافق اعتبارا من 27 أكتوبر/تشرين الأول مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، أكثر من 17 ألف قتيل معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر أرقام حكومة حماس.
ميدل إيست أون لاين