توماس فريدمان: الشباب بالمنطقة العربية يحتاج إلى ثورة في التعليم حتى يقودوا بلدانهم.
أوضح الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن الثورات التي يشهدها العالم العربي حالياً قد تمكن الشعوب من الإطاحة بالحكام الديكتاتوريين، إلا أنها سوف لا تمكن الجيل الجديد من الشباب من قيادة بلاده خلال المرحلة المقبلة دون أن تكون هناك ثورة حقيقية في مجال التعليم.
وأضاف الكاتب أن ثورات الربيع العربي لم تقم على أساس ديني، وإنما قادها مجموعة من الشباب الذين خرج للشوارع والميادين للاحتجاج على سوء أوضاعهم الوظيفية والتعليمية، موضحاً انهم كانوا المصدر الرئيسي للطاقة الثورية التي أطاحت بالأنظمة الديكتاتورية في مصر وتونس وليبيا واليمن. في حين أن تيار الإسلام السياسي قد تمكن في المقابل من الوصول للسلطة في نهاية المطاف على الرغم من أن توجهاتهم قد لا ترضي تطلعات هؤلاء الشباب.
وأضاف الكاتب الأمريكي أن الباحثة داليا مجاهد المدير التنفيذي لمركز جالوب للدراسات الإسلامية قد لاحظت أن شعبية تيار الإسلام السياسي قد انخفضت بنسبة تقدر بحوالي 20 بالمائة منذ شهر يناير الماضي، موضحة ان السبب الرئيسي في ذلك هو أنهم أساءوا استخدام الانتصار البرلماني الذي سبق وأن حققوه، معتبرين إياه انتصارا أيديولوجيا أو دينيا، وهو في الحقيقة لم يكن كذلك على الإطلاق.
وأبرزت الباحثة الأمريكية ذو الأصول المصرية ما طالبت به إحدى نائبات حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، حول ضرورة مراجعة القوانين المصرية التي تجرم ختان الإناث، وهو ما أعطى إنطباعا سلبيا لدى قطاع كبير من المصريين حول الأولويات التي سوف تتبناها الجماعة في حال سيطرتها بالكامل على مقاليد السلطة في مصر.
وأضاف فريدمان أن استطلاعات الرأي التي قام بها معهد جالوب حول الأولويات التي يتمنى المصريون أن تتبناها الحكومة المصرية الجديدة قد أوضحت أن معظم المصريين يريدون فرصا للعمل وإحداث تنمية اقتصادية وتحقيق الأمن والاستقرار بالإضافة إلى تطوير منظومة التعليم.
وأوضح أن جماعة الأخوان قد أخطأت تماما عندما اعتبرت أن الانتصار البرلماني الذي حققته إبان الانتخابات البرلمانية الأخيرة، بمثابة انتصارا أيديلوجيا، موضحا ان المصريين يصوتون من أجل تحقيق الحكم الرشيد.
وتابع فريدمان أن الأولوية القصوى لدى غالبية الشباب في منطقة الشرق الأوسط تتمثل في الحصول على أجور عادلة وكذلك الحصول على مسكن، موضحا أن الديموقراطية لم تعد الأولوية الأهم لديهم. وأضاف أن هذا الأمر يعد طبيعيا لدى هؤلاء الشباب نظرا لقصور التعليم، موضحا أنه من الصعب جدا على جيل الشباب أن يحصل على وظيفة مرموقة، دون أن يحصل على قسط واف من التعليم، بالتالي فلا يمكنه أن يجد مسكن يسمح له بالزواج فيما بعد.
وأضاف الكاتب أن معظم الشباب العربي يقيمون مع الوالدين بعد إنهاء التعليم الجامعي، موضحا ان قطاعاً كبيراً من الشباب في المرحلة السنية ما بين 15-25 عاما يبقون بغير عمل، رغم أنهم حاصلين على شهادات تعليمية، إلا أنهم في الحقيقة غير مؤهلين، نظرا للمستوى المنخفض للمدارس الحكومية بمعظم الدول العربية.
وأوضح الكاتب أن التعليم في المنطقة العربية لا يؤهل الطالب للالتحاق بسوق العمل، مؤكدا أن طرق التعليم المتبعة قديمة للغاية، ولا تدعم الطالب بالكفاءات المطلوبة، موضحا أن أصحاب العمل غالبا ما يحتاجون لتقديم فرصا لتدريب الملتحقين بهم ليكونوا قادرين على مجاراة متطلبات أعمالهم.
وطالب الإدارة الأمريكية أن تركز في سياستها بمنطقة الشرق الأوسط على دعم الربيع العربي من خلال تقديم برامج تعليمية، والتي يمكن من خلالها تنمية مهارات الشباب العربي في مجالات عمل معينة.
صحيفة نيويورك تايمز