اقتصاد

تونس تتمسك باليابانيين لإنعاش اقتصادها

يمثل مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا “تيكاد 8” التي تُعقد الجمعة والسبت بالعاصمة  ب تونس فرصة استثمارية ودبلوماسية بالغة الأهمية لدى التونسيين الذين ساءت أحوالهم المالية والاقتصادية في ظرف دولي دقيق يهدد القارة الإفريقية بالجوع والقارة الأوروبية بالبرد القارس.

وأطلقت الحكومة اليابانية مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية “تيكاد” منذ سنة 1993 بهدف تسريع الحوار السياسي بين الفاعلين في إفريقيا والشركاء ورفع التحديات التي تواجهها القارة.

ويعتبر تيكاد مؤتمرا متعدد الأطراف يجمع المنظمات الدولية والدول الشريكة في التنمية والمؤسسات الخاصة ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بالتنمية على مستوى القارة الإفريقية.

وخصصت الحكومة اليابانية خلال قمة تيكاد 7 مبلغ 20 مليار دولار لدعم الشركات والمشاريع ذات القيمة المضافة.

وحصلت تونس في فبراير/ شباط 2020 على الموافقة على احتضان تيكاد 8 الذي سينتظم يومي 27 و28 أغسطس/ آب الجاري بمشاركة حوالي 5 آلاف مشارك من اليابان و من القارة الإفريقية.

وتجري الاستعدادات حثيثة في تونس لاستقبال ضيوفها اليابانيين والأفارقة، محاولة تعويض إخفاق العام الماضي في تنظيم مؤتمر الفرنكفونية مما أثر على سمعتها الإقليمية والدولية.

وأعلنت منظمة الفرنكفونية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عن تأجيل مؤتمرها الذي كان مقررا عقده بتونس “بسبب الظروف الصحية التي تمر بها تونس جراء جائحة فيروس كورونا”.

خلال ساعات قليلة تغير وجه العاصمة بأنوارها وطرقاتها وجسورها ومؤسساتها استعدادا لتيكاد 8

وجرى الحديث إعلاميا وقتها، عن أن أسباب التأجيل الحقيقية هي عدم الاستقرار السياسي في تلك الفترة التي بلغ فيها الاستقطاب الثنائي أشده بين الرئيس التونسي قيس سعيد ومنظومة الحكم السابقة وعلى رأسها حركة النهضة.

وخلال ساعات قليلة تحولت العاصمة التونسية إلى ورشة أشغال كبرى تغير بمقتضاها شكل المطار الرسمي بالعاصمة وتمت مضاعفة شبكات التنوير العمومي وتزيين الحدائق والساحات العامة والجسور والأنفاق.

وأجرت رئيسة الحكومة نجلاء بودن وعدد من الوزراء والمسؤولين جولات مكوكية شملت عددا من المنشآت والمؤسسات على رأسها مطار تونس قرطاج الدولي وقصر المؤتمرات بالعاصمة أين ستُعقد أشغال المؤتمر.

وأعلنت وزارة الدّاخلية، في بلاغ لها الثلاثاء عن اتخاذ إجراءات مرورية استثنائية بداية من الخميس إلى غاية يوم الأحد، عبر إغلاق عدد من الطرقات الرئيسية وتحويل المرور عبر مسالك فرعية مع حظر توقف العربات في عدد من شوارع العاصمة.

وعاشت العاصمة التونسية مساء الثلاثاء، على وقع عدد من الأنشطة الثقافية والرياضية والشبابية ببادرة من جمعية الصداقة التونسية اليابانية وإشراف سفارة اليابان بتونس.

وينتظم خلال تيكاد 8 منتدى اقتصادي بمشاركة 300 شركة يابانية وإفريقية وتونسية و10 آلاف مشارك دولي من مشغلي القطاع الخاص في اليابان وإفريقيا، إضافة إلى عشرات الأنشطة الموازية من ندوات وورشات في المجالات الاقتصادية والمالية والعلمية للنظر في سبل مساعدة القارة.

ويقول محللون اقتصاديون إنه بقدر الأمل الذي يمنحه المؤتمر لتونس لإنعاش اقتصادها واسترجاع ثقة المستثمرين، فإن اليابان تعتبر تونس بوابة نحو القارة الإفريقية حيث تشتد المنافسة مع قوى إقليمية ودولية للاستثمار بإفريقيا على غرار روسيا والصين وتركيا وإسرائيل.

وذكر رئيس غرفة التجارة التونسية اليابانية الهادي عباس في تصريحات إعلامية الجمعة، أنه من  المنتظر أن يبلغ حجم تمويلات المشاريع المعروضة على مؤتمر طوكيو العالمي للتنمية في إفريقيا والبالغ عددها 82 مشروعا، في حدود 2.7 مليار دولار في عدد من المجالات، أبرزها الصحة والدواء وصناعة السيارات والطاقات المتجددة.

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى