تيم حسن: أعرف جيداً ما يجري في سوريا
يترقّب تيم حسن انتهاءه من تصوير مسلسل «تشيللو»، ليرتاح بعد موسم فني يعتبره مثمراً ومنهكاً في الوقت نفسه. ففي وقت أعلنت قناة «أو أس أن» عن قرب عرض مسلسل «الوسواس» (محمد ذو الفقار/ حسني صالح) الذي يشارك في بطولته بجانب الممثلة المصريّة زينة، لا يزال منهمكاً في كواليس مسلسل «تشيللو» (نجيب نصير/ سامر البرقاوي).
يتقاسم الممثل السوري بطولة «تشيللو» مع الممثلين اللبنانيين نادين نسيب نجيم، ويوسف الخال، ضمن ثلاثي أرسته شركة «الصبّاح للإعلام» المنتجة للعمل، وتراهن عليه لجذب انتباه الجماهير في رمضان المقبل. وتلعب نجيم في العمل دور عازفة تشيللو معروفة، تعيش صراع الحبّ ما بين رجلين.
لدراما خارج رمضان
ويقول حسن لـ «السفير» إنّ اختياره العمل في «تشيللو» أتى ضمن السياق العام لاختياره أدواره. «أبحث دوماً عن شخصية جديدة ضمن طريقة تفكير جديدة للعمل. وهذا العمل بالتحديد جديد لناحية التجهيزات المناسبة للورق، ضمن إطار إنتاجي مناسب، وأيضاً ضمن طريقة جديدة في الإخراج تحت إدارة سامر البرقاوي. وقد تحاورت كثيراً مع الكاتب والمخرج، وهناك مساحة لي في نسيج القصة وكيفية هيكلة الشخصية التي أؤدّيها». ويضيف: «هويّة المسلسل ليست تابعة لبلد معيّن، هو سوري لبناني مترابط ترابطاً كبيرا، لا بل هو عبارة عن قصة إنسانيّة مسبوكة بمفردات لبنانية وسورية».
في هذا السياق، يقول إنّ لا فرق لديه بين عرض المسلسل في رمضان أو خارج السباق الرمضاني، «لا بل أعتبر أن عرض أي مسلسل بعيداً من شهر رمضان يحصّل مشاهدة مريحة للعمل، وأرغب دوماً بأن يتمّ تطبيق ذلك، وهذا ما جعلني أتحمّس للمشاركة في مسلسل «الأخوة». وأعتقد أن المسلسل الطويل هو الحل الأمثل للحضور خارج رمضان، ولكنني لا أعلم إذا كان هذا الحل مرضياً للمنتجين».
من الممكن أن يكرّر حسن تجربة المسلسل الطويل على الرّغم من بعض ملاحظاته حول عليها. «أعتقد أنّ هذا النوع من المسلسلات سيحجز موقعاً له عبر الشاشات، شرط أن يكون جيداً ومشوّقاً. وبالنسبة لي قد أكرّر التجربة إن كانت مدّة التصوير مقبولة، إذ استغرق تصوير «الأخوة» سبعة أشهر، وهي فترة مضنية وطويلة للعمل في مسلسل، مع العلم أنّني أختار مسلسلاً واحداً في السنة».
وردّاً على سؤال الانتقادات السلبيّة التي طالت «الأخوة»، يقول: «هناك أخطاء في أي مسلسل، فما بالنا بعمل من مئة حلقة، والمسلسل لا يتحمّل أن ندخل في طياته بجدال فكري، لكنّه شوهد كثيرا، وفي النهاية الجمهور أنواع، ونحن قدّمنا مادة درامية حكائيّة، والمهم في كلّ عمل أن يقدّم باحتراف عال، وأن يصل إلى الجمهور عبر أدقّ تفاصيله وأثقلها».
أعمل بمزاجي
لا يرى حسن أن المسلسلات العربية المشتركة قد تقضي على المسلسلات المحليّة، «هي كائن جديد على الدراما لكنّ اللغة مشتركة والهموم مشتركة، وبالتالي مَن تضايق فعلياً من هذا الكائن هم بعض الفنانين، وذلك بسبب تقلّص حصصهم من الأدوار في هذه الأعمال، وهذه المسلسلات لها حصة كبيرة من المشاهدة، وأفترض أنها ستزدهر في الأعوام المقبلة».
ولدى سؤال حسن عن تراجع أهمية الأدوار التي قدّمها في الآونة الأخيرة مقارنة بأدواره السابقة كما في مسلسلات «نزار قباني»، و«الملك فاروق»، و«أسعد الوراق»، و«صقر قريش»، «زمن العار»، «أبو الطيب المتنبي»، و«ملوك الطوائف» وغيرها… يقول: «لا نتحرّك كممثلين بإرادتنا، فالنية دوماً موجودة لديّ للحصول على أفضل نص وإنتاج وإخراج، ولكن علينا أن نعمل ونجري مفاضلة ضمن العروض المتاحة». ويضيف: «الصناعة التلفزيونية في العالم العربي ليست ضخمة كما يظن البعض، وهي ليست صناعة متقنة، وفي السابق كانت الأعمال التاريخيّة متكاملة من حيث أقانيمها الأساسيّة وشروط نجاحها، ولم أخطّط للمشاركة في كلّ الأعمال التي شاركت فيها. منذ عشر سنوات لم أكن أتحكّم بما أوافق عليه من أدوار، وطبيعة الأعمال كانت مختلفة عن اليوم. الآن اختلفت الأمور ولا يمكن مثلاً أن يُفرض عليّ عمل خارج مزاجي الفني، ولا أستمتع به، ولا بدّ من القول إنّ النظرة تجاه الدراما اختلفت من صنّاعها إلى متلقّيها، وهناك فترات يحكمها مزاج السوق، تُعرَض الأعمال والجمهور يتجه ويصوّب البوصلة، ويبقى نجاح الأعمال خاضعاً للنسب والتناسب، وجميعنا نحاول لإيصال أفضل صورة للعمل».
سننهض بالدراما السوريّة
يرفض حسن القول إن المرحلة الذهبية للدراما السورية قد انتهت إلى غير رجعة. «صحيح أنني لم أشارك في عمل سوري منذ ثلاث سنوات، لكن نحن نعيش في مرحلة من السجال الفكري تجاه الدراما، ولا بأس في السجال. وعلينا أن نقاتل للنهوض بمهنتنا وستنهض من جديد. لقد تضرّرت الدراما السوريّة بسبب الأحداث وأفق الدراما تضرّر أيضاً. هناك تجارب يتم التحضير لها ولا يكتب لها الاستمرارية».
حسن الذي لم يزر سوريا منذ حوالي السنة بسبب انهماكه في العمل، يفكّر بزيارة قريبة، لا سيما أنّه في زحلة حيث يتم تصوير «تشيللو» حالياً. يستنكر سؤالنا له عمّا إذا كان يعرف حقيقة ما يجري في سوريا: «سأذهب إلى سوريا بشوق الذاهب لرؤية بلده، وأعرف جيداً ما يحصل في بلدي، والوضع أخطر وأعقد من أي كلام في هذا الإطار. منذ البداية كنت أرى القضية معقّدة ولي موقف مما يجري، لكنّ النأي بالنفس إعلامياً هو بسبب تعقيد القضية، وليس لأي سبب آخر».
وعن ابتعاده عن المسرح وهو المتخرّج من «المعهد العالي للفنون المسرحية»، يقول حسن «إنّ المسرح نائم في سوريا، وفي مصر كانت هناك فكرة والظروف حالت دون تنفيذها، وضغط العمل في المسلسلات هو ما أبعدني عن المسرح، مع العلم أنّ المسرح هو الذي يمنح الممثل الحرية الكاملة».
ينتقي حسن أيضاً أدواره السينمائيّة بعناية، ويقول إنّ فيلم «خطّة بديلة» الذي عرض حديثاً، ويشارك في بطولته بجانب خالد النبوي وعزّت أبو عوف (من تأليف محمد علاء وإخراج أحمد عبد الباسط)، حالة «ناضجة وجيّدة». يضيف: «وجدت الدور جاذباً ومختلفاً، ومنذ مشاركتي في فيلم «ميكانو» العام 2009، لم تعرض عليّ أدوار أعتبرها جيّدة، إلى أن عرض عليّ «خطة بديلة»، ولا يخفينّ على أحد أن السينما عامة هي في تراجع، والمشاكل المرتبطة بتراجع الإنتاج السينمائي لها علاقة بالنظرة تجاه الأفلام عموماً».
صحيفة السفير اللبنانية