ثالوث الجنس والمخدرات والتطرف يضرب شباب تونس
أكدت مديرة الطب المدرسي والجامعي بوزارة الصحة التونسية حبيبة بنعمر التريكي في مداخلة قدمتها الجمعة خلال الملتقى التحضيري للعودة المدرسية والجامعية 2015-2016 أن 75 بالمئة من الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و20 سنة بالوسطين المدرسي والجامعي لديهم علاقات جنسية.
وافادت التريكي ان 83 بالمائة منهم من الذكور و70 بالمائة من الاناث.
وذكرّت مديرة الطب المدرسي والجامعي بوجود 115 خلية إصغاء وارشاد في مجال الصحة الإنجابية في الوسط الجامعي والمبيتات التونسية.
وأفادت التريكي أن 4 بالمئة من الفئة العمرية بين 15 و17 سنة يتعاطون مواد مخدرة وحوالي 6 بالمئة منهم يستهلكون المشروبات الكحولية.
وأشارت إلى أن إدارة الطب المدرسي والجامعي في وزارة الصحة التونسية تواصل تنفيذ برنامج نموذجي للوقاية من الإدمان في الوسط المدرسي بالتعاون مع وزارة التربية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).
وأثار استفحال ظاهرة الإدمان على المخدرات خلال بعد الثورة سخط الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين ونشطاء المجتمع المدني في تونس حيث اتهموا السلطات بالتهاون في مكافحة الظاهرة التي تنخر المجتمع في ظل تزايد نشاط شبكات متخصصة في ترويج جميع أصناف المواد المخدرة.
وأرجع عبدالمجيد الزحاف رئيس الجمعية التونسية للوقاية من المخدرات ارتفاع نسبة الإدمان على المخدرات إلى 30 بالمائة خلال السنوات الأربع الماضية إلى “تحول تونس من أرض عبور إلى أرض سوق تباع وتشترى فيها مختلف أنواع المخدرات في غياب يكاد يكون كليا لأية خطة ناجعة لمكافحة الظاهرة التي نخرت المجتمع التونسي وخاصة الشباب والفئات الهشة التي لم تتحمل ضغط التحولات الاجتماعية وقسوة الأوضاع الاقتصادية.
وافاد الزحاف ان الشباب والفقراء “أضعف الحلقات” التي فتكت بها المخدرات.
ويرى الأخصائي في علم الاجتماع بالجامعة التونسية عبدالستار السحباني ان تزايد ظاهرة الإدمان على المخدرات خلال السنوات الماضية يرجع إلى “قسوة ظروف العيش وحالة الإحباط الناجمة عن انسداد الآفاق أمام الشباب” في ظل تفشي الفقر والبطالة إضافة إلى التفكك الاجتماعي والاضطرابات النفسية.
ويتفق اغلب الخبراء ان شباب تونس اصبح بين فكي الانحلال والتفسخ الاخلاقي من جهة والتطرف الديني من جهة اخرى.
واعتبروا انها ظاهرة تنذر بالخطر وتهدد الثروة البشرية في تونس كما انها تضرب في الصميم عماد المستقبل وأساسه.
وتحدث مختصون بنبرة تشاؤمية عن حاضر تونس ومستقبلها حيث انها اصبحت تعج اما بالمدمنين على المخدرات والمنحرفين سلوكيا او اصحاب اللحى الطويلة والملابس الطائفية والجهاديين والمبشرين بـ”عقيدة” الجهاد والنكاح.
وتحول القتل في شريعة المتشددين الى جهاد في سبيل الله، والزواج العرفي الذي يروج للجنس الحلال الى تطبيق لشرع الله ومنع النفس من الانزلاق في طريق الشيطان واتباع الغريزة والاهواء، وجهاد النكاح الى سبيل للفوز بجنة الخلد.
ويكبر وينمو التطرف الديني وسط الاحياء الفقيرة المعدومة التونسية ورقعته تتسع وتتمدد بين احضان التهميش والجهل والحنق على تردي الوضع السياسي والاقتصادي.
وتحولت الأحياء الشعبيّة والقرى والمعتمديات المنسيّة في تونس الى خزّان اجتماعي وقاعدة واسعة للارهابيين والجهاديين ولانصار الزواج العرفي وجهاد النكاح وفقا لشهادات المتتبعين للواقع التونسي من سياسيين وحقوقيين ومثقفين.
وتحولت أحياء مثل حي الزهور (محافظة القصرين)، وحي التحرير (محافظة تونس)، وبرج شاكير (محافظة تونس)، وبئر علي بن خليفة (محافظة صفاقس)، والروحيّة (محافظة سليانة)، وسجنان (محافظة بنزرت)، ودوار هيشر (محافظة منوبة) وغيرها من الأحياء والمعتمديات المهمشة الى بؤر الى التطرف الديني الذي تغذيه ثنائية الخطاب الدعوي والمال.
ومنعت وزارة الداخلية التونسية في وقت سابق ستة الاف تونسي من السفر الى سوريا.
وتنعدم في الاحياء الفقيرة الشروط الدنيا للحياة المقبولة فيستغل المتشددون من اصحاب الفكر السلفي الجهادي الامر لمنح فئات ضعيفة وامنية الإعانات النقديّة عن طريق الاشخاص والجمعيات ومن ثمّة تجنيدهم.
واصيب غالبية التونسيين بصدمة كبيرة من سفر فتيات صغيرات يافعات الى سوريا لجهاد النكاح، واثار الخبر زلزالا في الصحف التونسية التي اعتبرته اهانة وفضيحة في حق الشعب التونسي المعروف باعتداله والمراة التونسية المشهود لها بالتمدن والتحضر.
وأظهرت أول دراسة ميدانية أكاديمية انجزت بعد الثورة، وأجريت على طلبة الجامعات التونسية، أن 80% من الطلبة السلفيين من المتزوجين عرفيا.
ويرون أن “الزواج العرفي هو زواج شرعي وهو الحل الشرعي للعلاقات الجنسية المنتشرة في صفوف الطلبة”.
ميدل ايست أونلاين